كيف أرضي الله سبحانه وتعالى
كيف أرضي الله عنّي
إنّ أقصى أماني العبد أن ينال رضا الله -تعالى- عنه، ومَن تحقّق له ذلك وعاش في كنف رضا الله -سبحانه- وتفيّأ من ظلاله أفلح في الدنيا والآخرة، وهدأ واطمأنّت نفسه، ومن أهمّ الأسباب التي تُعين على كسب رضا الله -تعالى- ما يأتي:
طاعة الله ورسوله
إن طاعة الله -تعالى- وعبادته حقّ العبادة، وامتثال أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهمّ أسباب رضا الله -تعالى- عن المسلم، فقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، وتكون طاعة الله بالقيام بفرائضه، واجتناب نواهيه، وتكون كذلك بطاعة نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -تعالى-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا).
التقرب إلى الله بالنوافل
إنّ الله يحبّ العبد الذي يتقرّب إليه بالنوافل، ويؤيّده، ويرضى عنه، ويُستدلّ على ذلك من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).
برّ الوالدين
إن برّ الوالدين والإحسان إليهما سبب لرضا الله -تعالى- على المسلم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رضَا الرَّبُّ في رضا الوالدِ وسَخطُ الرَّبِّ في سَخطِ الوالدِ)، وقد قرن الله -تعالى- بين برّ الوالدين وبين عبادته؛ دلالة على عِظم هذه الطاعة، كما جعلها -سبحانه- من أحب الأعمال إليه.
جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي).
تقديم رضا الله على رضا الناس
لا بدّ للمسلم حتى يُرضي الله -تعالى- أن يحرص على رِضاه، ويُقدّم ذلك على رضا النّاس، ولا يخاف في سبيل الله لومة لائم، فإن فعل ذلك رضي الله عنه وأرضى الخلق عليه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن التمَس رضا اللهِ بسخَطِ النَّاسِ رضِي اللهُ عنه وأرضى النَّاسَ عنه، ومَن التمَس رضا النَّاسِ بسخَطِ اللهِ سخِط اللهُ عليه وأسخَط عليه النَّاسَ).
أمور أخرى تُرضي الله سبحانه
إن السُّبُل إلى كسب رضا الله كثيرة، ومما يُعين أيضاً على ذلك ما يأتي:
- الدفاع عن الإسلام، والذب عنه، والجهاد في سبيل الله.
- معاداة مَن يُعادي دين الله -تعالى- وعدم موالاتهم واتباعهم.
- التحلّي بمكارم الأخلاق، والكلمة الطيبة، والإحسان، والصدقة.
- شكر الله -تعالى- على نِعمه.
- التوكّل على الله، والرضا بقضائه وقدره.