كيف أخفف من ألم الطلق
كيف أخفف من ألم الطلق
يتأثر مستوى الألم الذي تشعر به المرأة أثناء الطلق والولادة بعوامل عدّة تجعله مختلفًا من امرأةٍ لأخرى،؛ إذ يعتمد على حجم الطفل وموقعه، ومستوى الراحة الذي تشعر به المرأة أثناء المخاض، ومدى قوة الانقباضات، وبشكل عام يمكن القول أنّه يمكن التخفيف من ألم طلق الولادة باتباع طريقتين؛ وهما كالآتي:
الطريقة الأولى: تتمثل بإعطاء المرأة بعض أنواع الأدوية.
الطريقة الثانية: تتضمن استخدام بعض الطرق الطبيعية دون اللجوء إلى الأدوية.
في حين أن بعض النساء يُفضلنّ اختيار طريقة على الأخرى، تفضل أخريات الجمع بين الطريقتين واللجوء إلى الإجراءات المتبعة في كلتيهما، ولكن يشار إلى ضرورة أن تحرص المرأة على مناقشة الطبيب في العديد من الجوانب المتعلّقة بالولادة والمخاض مسبقًا بهدف فهم جميع الخيارات المتاحة لتخفيف ألم الطلق، وفوائد هذه الطرق ومخاطرها، وبالتالي فإنّه لا توجد طريقة واحدة مفضلة لتخفيف ألم الطلق وإنما يتم اختيار الطريقة الأفضل من بين عدة طرق بالاعتماد على الطريقة الأكثر منطقية وملائمة للمرأة.
كيف أخفف من ألم الطلق طبيعيًا
يمكن تخفيف ألم الطلق باستخدام عدّة طرق طبيعيّة دون الحاجة إلى استخدام الأدوية، ويشار إلى إمكانية استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والتدابير التي قد تكون فعالة جدًا في تخفيف مستوى الألم المرافق للطلق بما في ذلك تخفيف الألم والانزعاج المرافق للانقباضات، وفيما يأتي أبرز طرق تخفيف ألم الطلق طبيعيًّا:
التعرّف على مراحل المخاض
يعدّ التعرّف على مراحل المخاض المختلفة وفهم ما يمكن حدوثه في كل مرحلة منه خطوة مهمة؛ إذ يزيد ذلك من شعور المرأة الحامل بالسيطرة على الأمور؛ مما يساهم في التخفيف من الخوف والتوتر والقلق، كما يساعد المرأة الحامل على اتخاذ قرارات أكثر حكمة تحت التوجيه المناسب من قبل الطبيب، ويشار إلى إمكانية الحصول على أهم المعلومات المتعلقة بمراحل الطلق والمخاض من خلال حضور الدورات التدريبية الخاصّة واستشارة الطبيب حول جميع الاستفسارات التي قد تخطر على بال المرأة الحامل.
اعتماد وضعيات مختلفة للولادة
تتعدد الوضعيات التي يمكن اللجوء إليها بهدف التخفيف من ألم الطلق؛ إذ يشار إلى أن اتخاذ بعض الوضعيات والتبديل فيما بينها يساعد الحامل على التعامل مع انقباضات الولادة، ويساهم في تسهيل الولادة عبر مساعدة الطفل على اتخاذ وضعية صحيحة في قناة الولادة، وبالتالي فإنه يجدر على الحامل خلال فترة الطلق التركيز على الحركة واتخاذ بعض الوضعيات بدلًا من التركيز في الانقباضات الحاصلة، وتشمل هذه الوضعيات: المشي، والقرفصاء، والجلوس على كرسي الولادة مع وضع شال قماشي بشكل مناسب أسفل البطن لرفع وزن البطن السفلي عن عظم العانة، وضغط الوركين، وغيرها من الوضعيات التي يمكن سؤال واستشارة مقدم الرعاية الطبية حولها.
التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد
يرتكز التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد (Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation) واختصارًا TENS على استخدام جهاز صغير محمول ينقل نبضات كهربائية خفيفة عبر أقطاب كهربائية موضوعة على الجلد في منطقة الظهر؛ مما قد يساعد على تخفيف آلام الظهر التي تعاني منها العديد من النساء في مراحل مبكرة من المخاض، ويُعتقد أنّ التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد يعتمد على زيادة إفراز مادة الإندورفين (Endorphin) وهي من المواد الطبيعية المسكنة للألم والتي يتم إنتاجها استجابة للألم والتوتر، كما يُعتقد أن هذا الإجراء يقوم مبدؤه أيضًا على تقليل إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ عبر الحبل الشوكي، وعلى الرغم من أنّ التحفيز الكهربائي آمنٌ لمعظم النساء ولا ينطوي على آثار جانبية كثيرة؛ إلّا أنّ بعض السيدات لا يُفضلن استخدامه ولا يعجبهن الإحساس المرتبط بالتحفيز الكهربائي.
حُقن الماء لآلام الظهر
تعدّ حقن الماء المعقم التي يتمّ إعطاؤها من قبل مقدم الرعاية الصحية في المستشفى وذلك في أربع أماكن مختلفة أسفل الظهر وتحت الجلد مباشرة إحدى الطرق الطبيعية المستخدمة في تخفيف ألم الظهر الناجم عن المخاض، وعلى الرغم من أنّ الحقنة تسبب إحساسًا لاذعًا وقويًا يشبه لسعة النحلة؛ إلّا أنّها قد تخفف من ألم أسفل الظهر لمدة قد تصل إلى ساعتين ودون حدوث آثار جانبية لدى الأم أو الجنين، ولكن يجدر بالذكر أن هذه الحقن لا تزيل الشعور بالتقلصات المرافقة للمخاض.
طرق وأساليب أخرى
إضافةً إلى ما سبق ذكرهُ من أساليب وطرق طبيعية لتخفيف ألم الطرق، نذكر ما يلي:
- اتباع تقنيات التنفس الصحيحة، وذلك بالتنفس بشكلٍ إيقاعي ووفق نمط معين بهدف تشتيت الانتباه عن الألم الذي تشعر به المرأة أثناء المخاض، ويمكن تعلم ذلك من خلال الانخراط بدورات تتعلق بالمخاض والولادة.
- المشي، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو مشاهدة التلفاز، أو الاستحمام، أو حتى القراءة؛ ويتمثل الهدف من أداء أي من هذه الأنشطة ب تشتيت الانتباه وصرف العقل عن التفكير في الانقباضات المرافقة للمخاض.
- التدليك؛ إذ قد يساعد ال تدليك القوي لعضلات أسفل الظهر والكتفين على تخفيف آلام الظهر أثناء انقباضات المخاض.
- التخيّل بهدف تشتيت الانتباه، وذلك كأن تتخيّل المرأة أنّها في مكان هادئ ومريح؛ إذ قد يساهم ذلك في تخفيف ألم الطلق.
- تعلّم تقنيات الاسترخاء والهدوء والتنفس بشكل عميق.
- الحرص على وجود شريك وداعم معنوي أثناء المخاض.
- تطبيق الكمادات الساخنة أو الباردة على الظهر أو البطن؛ إذ قد يساعد ذلك على التخفيف من مستوى الألم المرافق للطلق.
- الجلوس في حوض مائي ذي درجة حرارة مناسبة للجسم؛ إذ قد يساعد ذلك على تخفيف ألم التقلصات.
- الجلوس فوق كرة الولادة؛ إذ يساعد التحرك فوقها برفق على تخفيف ألم التقلصات، كما قد تحفز نزول الجنين وذلك لأن الجلوس على الكرة يشجع التأرجح الطبيعي أو الحركة الدورانية للحوض.
كيف أخفف من ألم الطلق دوائيًا
تصبح الانقباضات أقوى وأكثر تواترًا مع تقدم المخاض؛ لذا قد تلجأ بعض النساء بعد موافقة الطبيب إلى اعتماد الخيار الدوائي لتخفيف ألم الطلق، وفيما يأتي أبرز الخيارات الدوائية المتاحة:
الغاز
يتم تحضير خليط مكون من غازي الأكسجين وأكسيد النيتروز (Nitrous oxide)، إذ يساعد استنشاقه من قبل المرأة الحامل عن طريق قناع أو قطعة يتم وضعها على الفم على تخفيف ألم الطلق، ولكن يجدر بالذكر أنه لا يزيل الشعور بالألم تمامًا وإنما يساعد على تخفيف الألم وجعله أكثر تحملًا فقط، ويشار إلى أن العديد من النساء يفضلن استخدامه أثناء الطلق لأنّه سهل الاستخدام، ويستطعن التحكم فيه بأنفسهن، كما يمتاز بسرعة المفعول؛ إذ يحتاج الغاز من 15-20 ثانية حتى يظهر تأثيره؛ لذا يمكن البدء باستخدامه بمجرد بدء الانقباضات، ولتحسين فعالية الغاز تُنصح الحامل بالتنفس بشكل بطيء وعميق.
وفي الحقيقة لا ينطوي على استخدام الغاز ظهور آثار جانبية ضارّة بالأم أو الطفل؛ إلّا أنّ بعض النساء قد يشعرن بالدوار أو التوعك أو النعاس أو عدم القدرة على التركيز أثناء استخدامه، وبشكل عام وعند ظهور هذه الآثار الجانبية يمكن التوقف عن استخدام الغاز واستشارة الطبيب حول خيار آخر لتخفيف ألم الطلق، كما يجدر إعلام الطبيب في حال لم يخفف الغاز بشكلٍ كافٍ من ألم الطلق؛ إذ قد يوصي الطبيب بإعطاء حقنة دوائية مسكنة للألم في هذه الحالة.
مسكنات الألم الأفيونية
تساهم المسكنات الأفيونية (Opioids) في تخفيف ألم الطلق فقط ولكنها لا تخدّر الجسم، ويقوم مبدأ عملها على التأثير في الجهاز العصبي للمساعدة على منع الشعور بالألم، والذي يتسبب بتهدئة الجسم بالإضافة إلى النعاس، ويشار إلى أن إعطاء المسكنات الأفيونية لا يتطلب وجود طبيب التخدير، وإنما قد يصفها الطبيب في المستشفى وبالتالي فهي تعد متاحة في المستشفيات، ومن الأمثلة عليها: المورفين (Morphine) والفينتانيل (Fentanyl).
التخدير
يتم خلال هذا الإجراء استخدام مواد مخدرة بهدف تثبيط التوصيل العصبي داخل الجسم؛ مما يمنع الشعور بالألم في المنطقة الخاضعة للعلاج، ويشار إلى أن طرق التخدير المستخدمة في تخفيف ألم الطلق متعددة ومتنوعة، ومن أبرزها ما يأتي:
- التخدير الموضعي: (Local anesthesia)، ويتضمن استخدام الأدوية المخدرة لمنع الألم في منطقة صغيرة من الجسم، وذلك عن طريق حقن المادة المخدرة في المنطقة المحيطة بالأعصاب المسؤولة عن نقل الإحساس إلى المهبل والفرج والعجان، وبالتالي فإن التخدير الموضعي يوفر تسكنيًا للألم في هذه المناطق، ويُشار إلى أنّ التخدير الموضعي يُستخدم قبل الولادة مباشرة، ونادرًا ما يؤثر استخدامه على صحة الطفل.
- تخدير فوق الجافية: (Epidural anesthesia)، وهو أحد أنواع التخدير المستخدمة في تخفيف ألم الطلق في منطقة البطن وأسفله، ويتمّ ذلك عن طريق وضع أنبوب صغير في المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي أسفل الظهر، وتوصيل ذلك الأنبوب بمضخة تضخ الدواء باستمرار أثناء المخاض، وخلال ذلك تكون المرأة مستيقظة ومدركة لما حولها، وبالرغم من أن معظم النساء لا يشعرن بمعظم الألم الناجم عن الانقباضات المرافقة للمخاض؛ إلّا أنّ بعضهنّ قد يشعرن بالضغط الناجم عن نزول الطفل في الحوض مما يساعدهنّ على الدفع، ويُشار إلى أنّه لا يسمح للمرأة بالمشي عند استخدام تخدير فوق الجافية، وإنّما يمكنها فقط تغيير الوضعيات في السرير، ويعدّ تخدير فوق الجافية الخيار الأكثر أمانًا وفعالية لتسكين ألم الطلق؛ مما يدفع معظم السيدات للجوء لهذا الخيار العلاجي.
- الحقن النخاعي: (Spinal injection)، وهو أحد أنواع التخدير المستخدمة في تخفيف الطلق، وتتمثل بحقن مسكنات الألم والأدوية المخدرة في السائل النخاعي (Cerebrospinal fluid) المحيط بالحبل الشوكي، ويتم الحقن لمرة واحدة فقط، وعادةً ما يستمر مفعول الحقنة لمدة ساعة إلى ساعتين أو أكثر بالاعتماد على نوع الأدوية المخدرة المستخدمة فيها، ولكنّ يعد هذا الوقت كافٍ لإتمام معظم الولادات القيصرية أو الولادة بالمساعدة (Assisted delivery).
- التخدير النخاعي وفوق الجافية المشترك: وهو أحد أنواع التخدير المستخدمة في تخفيف ألم الطلق، ويشبه تخدير فوق الجافية لكنه يعد أسرع في تخفيف الألم وقد يوصى به في حالة المخاض الذي يتقدم بسرعة، ويتضمن هذا الإجراء حقن كمية صغيرة من الدواء المخدر في السائل النخاعي قبل إدخال الأنبوب أو القسطرة المسؤولة عن تخدير فوق الجافية.
- التخدير العام: (General anesthesia)، ويُستخدم في الحالات الطارئة؛ إذ يبدأ مفعوله بشكلٍ أسرع من التخدير فوق الجافية أو الحقن النخاعي، ويتم خلاله إيصال المادة المخدرة إلى الجسم عن طريق الأنبوب الوريدي أو عن طريق قناع تستنشق المرأة المادة المخدرة من خلاله؛ مما يجعلها تشعر بالنعاس ليتسبب بعد ذلك بغياب الوعي.
ملخص المقال
يتأثر مستوى الألم الذي تشعر به المرأة أثناء الطلق والولادة بعوامل عدّة تجعله مختلفًا من امرأةٍ لأخرى؛ إذ يعتمد على حجم الطفل وموقعه، ومستوى الراحة الذي تشعر به المرأة أثناء المخاض، ومدى قوة الانقباضات، ويشار إلى توفر بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساهم في تخفيف ألم الطلق، والتي تشمل اعتماد وضعيات مختلفة للولادة والتحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد، وحقن الماء في منطقة أسفل الظهر بهدف تخفيف ألم الظهر الناجم عن المخاض، بالإضافة إلى طرق وأساليب أخرى، كما تتوفر أيضًا بعض الإجراءات التي تعتمد على استخدام الأدوية، مثل: الغاز، والمسكنات الأفيونية، وطرق التخدير المختلفة، ويتم اللجوء إلى إحدى هذه الطرق واختيارها بعد استشارة الطبيب ووفقًا للظروف المرافقة للولادة والأكثر ملائمة لحالة المرأة خلال فترة المخاض.
فيديو كيف تكون بداية ألم الطلق