كيف أخاف من الله
كيفية الخوف من الله
معرفة الله تعالى
تعدّ معرفة الله -تعالى- سبباً في تحقيق الخوف منه، فكلما كان العبد أكثر معرفةً وعلماً به -سبحانه- كان أخوف منه، ولا يحتاج حينئذ لعلاج وطرق لبثّ الخوف في قلبه بل يخافه بالضرورة حيث قال -تعالى-: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ)، لذا كان الأنبياء والعلماء أكثر الناس خوفًا منه -سبحانه- لقوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له).
معرفة قبح الذنب وسوء عاقبته
إنّ معرفة العبد بقبح الذنب الذي يرتكبه وسوء مآله وعاقبته سبب في الخوف من الله -تعالى- ، ويشتد الخوف منه -سبحانه- إذا خاف العبد ألّا يُفتح له باب التوبة والإنابة.
قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية
لا شكّ بأنّ قراءة المسلم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الله -تعالى- والخوف منه تَبعث في القلب وتُثمر فيه الخوف والخشية من الله -تعالى-.
استحضار هيبة الله -تعالى-
معرفة العبد بالله -تعالى- وعلمه بأسمائه وصفاته وأفعاله سببٌ في بثّ هيبته وإجلاله -سبحانه- في القلب، وهذا من شأنه بلا شكّ أن يُحقق الخوف من الله -تعالى-.
التفكر في قدرة الله تعالى وعظمته
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَقْبِضُ اللَّهُ الأرْضَ، ويَطْوِي السَّمَواتِ بيَمِينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ، أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ)، ف تفكّر العبد بمدى قدرة الله -تعالى- وعظمته يبثّ في قلبه جلاله وكبريائه -سبحانه- ومعرفة قَدْره والخوف منه.
الإكثار من ذكر هادم اللّذات
حثّ رسول الله على الإكثار من ذكر هاذم اللّذات بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَكثروا ذِكرَ هاذمِ اللَّذَّات يعني الموتَ)، فذلك من شأنه أن يورث في القلب الخوف من الله -تعالى- والاستعداد للقائه.
الخوف من عذاب الله تعالى
ينبثق خوف العبد من عذاب الله -تعالى- من إيمانه بالجنة وأنّها جزاء الطاعة وإيمانه بالنار وأنّها جزاء المعصية، وهذا من شأنه أن يكون سبباً في خوفه من الله -تعالى-.
التفكّر في الذنوب وتذكرها
تفكُّر العبد في ذنوبه التي نسيها وما نسيها الله -تعالى- بل أحصى كل صغيرة وكبيرة، وتذكره أنّ الله -تعالى- قد يعطيه النعم والخيرات رغم معاصيه وذنوبه استدراجاً له، هذا من شأنه أن يورث في قلبه الخوف والخشية منه -سبحانه-.
التفكر في خوف الملائكة والأنبياء من الله تعالى
حيث قال -تعالى- في خوف الملائكة: (يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ)، وقد روي الكثير عن خوف الأنبياء -عليهم السلام- من الله -تعالى-، ومن ذلك بكاء نوح -عليه السلام- عندما عاتبه الله بقوله: (إِنّي أَعِظُكَ أَن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ).
أهمية الخوف من الله تعالى وثمراته
هناك العديد من الثمرات للخوف من الله -تعالى- منها ما يأتي:
- الاستقامة على طريق الهداية والإقبال على الطاعات والعبادات.
- تحقيق العبودية لله -تعالى- باستجابة أمره بالخوف منه لقوله -تعالى-: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ).
- الفوز بالجنة لقوله -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
- نيل رضا الله -تعالى- والوصول إليه .
علامات خوف المسلم من الله تعالى
هناك العديد من العلامات الدّالّة على خوف المسلم من الله -تعالى- منها ما يأتي:
- مجانبة المعاصي، والآثام، والشهوات، ومحرمات الله -تعالى-.
- مجانبة الغيبة، والنميمة، والكذب.
- مجانبة العداوة، والبغضاء، والحقد، والحسد.
- التوحيد الخالص في الخوف من الله -تعالى-، فلا يخاف العبد إلّا منه -سبحانه-.