كيف أتعلم ترتيل القرآن
القراءة أمام شيخ متقن
إنّ الطريقة الأساسية لتعلّم ترتيل القرآن الكريم وتجويده وإتقانه هي المشافهة، وهي الطريقة الأولى المُتّبعة في تعليم القرآن الكريم في العهد الأوّل لنزول القرآن الكريم ؛ فكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يأخذون القرآن الكريم مشافهةً من فم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ينقلونه بينهم بنفس الطريقة، وهذا يبيّن أهمّية الشيخ المُتقن في توجيه الطلاب للطريقة الصحيحة لتعلّم ترتيل القرآن الكريم.
وتشمل المُشافهة نوعين من القراءة كما يأتي:
- العرض
وهي أن يقرأ الطالب أمام الشيخ، فيعرض الطالب ما عنده من القرآن، حسب ما يُحدّد له الشيخ، ويقوم الشيخ بتصويب الطالب أثناء العَرض إذا بدا منه الخطأ.
- التلقين
وهي أن يقرأ الشيخ أمام الطالب ويقوم الطالب بإعادة ما قرأ الشيخ، ومن خلال هذه الطريقة يستطيع الطالب أن يُحاكي الكيفية الأدائية الصحيحة للفظ القرآني.
وحقيقة إن الموازنة والجمع بين الطريقتين الأمثل لتعلم ترتيل القرآن الكريم.
ويمكن ذكر بعضاً من أدوار الشيخ المُتقن في تعلّم ترتيل القرآن الكريم فيما يأتي:
- تعلّم الطريقة الصحيحة للنّطق بالحروف مخرجاً وصفة.
- تصويب الأخطاء، والانتقال منها للصواب.
- التربية الإيمانية التي تغرس القيم ، وتصقل شخصية الطالب.
الاستماع لتلاوة القرآن بكثرة
ترتيل القرآن الكريم مهارة، والوصول للمهارة يحتاج إلى تكرار يوميّ؛ ليصل المتدرّب إلى الإتقان في المهارة، وكذلك فإنه يحتاج إلى مُدخلات سليمة، والاستماع لتلاوة القرآن الكريم تُعتبر المدخلات السليمة لإتقان التلاوة؛ فكثرة السماع تولّد لدى الطالب القدرة على محاكاة القراءة الصحيحة، ويُنصح أن يكون السماع للشيخ المتقن لتجويد القرآن الكريم، أمثال الشيخ محمد صديق المنشاوي ، والشيخ الحصري، والشيخ محمد أيوب، والذين يظهر في تلاوتهم جمال التلاوة، وحسن الأداء.
ومن فوائد كثرة السماع لتلاوة القرآن الكريم ما يأتي:
- القراءة السليمة الخالية من الأخطاء اللغوية.
- ضبط النطق الصحيح.
- تثبيت القرآن في الصدور.
التمهل في التلاوة
التّمهّل في التلاوة صفة تلاوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بتمهّل حتى يبيّن الكلام والحروف، فعن يعلى بنِ مملكٍ:(أنَّهُ سألَ أمَّ سلمةَ عن قراءةِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فإذا هيَ تنعتُ قراءةً مفسَّرةً حرفًا حرفًا).
وفائدة التمهّل هي التدريب على إعطاء الحروف حقوقها من المخارج والصفات والتي سمّاها العلماء برياضة اللسان، فمن خلال التمهل في القراءة يتدرب الطالب على تبيين الكلام والحروف، وتحقيقها وتمييزها عن بعضها.
مراعاة أحكام التجويد
وذلك بتطبيق أحكام التجويد أثناء التلاوة، وتطبيقها يعني أن تطبّق الأحكام التي استنبطها علماء التجويد من القراءة التي نقلت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبذلك فإن القارئ عندما يطبق الأحكام فإنه يقرأ القرآن كما أنزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والمسلم مُطالب بتطبيق تلك الأحكام، ولفعل ذلك لا بد أن يتعلّمها، ثم يتدرّب على تطبيقها، أو أن يقلّد شيخا مُتقناً، وإن جمع بين الطريقتين كان ذلك أرسخ في التعلّم.