كيف أتعامل مع طفل طيف التوحد
طيف التوحّد
يشير التوحدُ أو اضطراب طيف التوحّد إلى مجموعة من الحالات التي تتمثل في تحدّيات مع المهارات الاجتماعيّة، والسلوكيات المتكررة والكلام، والتواصل غير اللفظي، كما أن لهذا المرض العديد من الأنواع الفرعية، والتي تتأثر معظمها بالعوامل الوراثية، والبيئية، وتظهر مؤشراته في عمر السنتين، أو في الثلاث سنوات، كما يمكن أن تظهر قبل ذلك، فالشخص المصاب بالتوحد يتميز بمجموعة خاصة من نقاط القوة، والضعف، بالإضافة إلى اختلاف الطرق التي يتعلم بها الأطفال الذين يعانون منه، وكذلك اختلاف في طرق التفكير، وحل المشكلات، كما أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تطوّر مرض التوحد، والذي عادة ما يكون مصحوباً بالحساسيّات الشعوريّة، والمشكلات الطبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، والنوبات، واضطرابات النوم ، بالإضافة إلى تحديّات الصحة العقلية مثل القلق، والاكتئاب، ومشاكل الانتباه.
ما يجب معرفته عن أطفال طيف التوحّد
يجب على الآباء معرفة أهم ما يميّز أطفالهم الذين يعانون من طيف التوحّد، وهي كالآتي:
- سميّ طيف التوحّد بهذا الاسم لما يغطيه هذا المرض من مجموعة من الاضطرابات المعقدّة في نمو الدماغ، مثل متلازمة أسبرجر، والتوحّد الكلاسيكي، والاضطراب التنموي، وتختلف أعراض هذا المرض من مريض لآخر، حيث يكمن الاختلاف في طريقة التواصل، والقلق، والتفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة، وغير ذلك.
- يقوم دماغ الأطفال الذين يعانون من طيف التوحّد بمعالجة الأشياء بطريقة مختلفة عن الأطفال الآخرين، فالأماكن المزدحمة، والضوضاء ، والأصوات الصاخبة، والأضواء الساطعة تؤدي بهم في معظم الأحيان إلى قلق شديد، أو انهيار كلي.
- على الرغم من أن ثلث الذين يعانون من طيف التوحد غير قادرين على الكلام، إلّا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن مرضى التوحد ليس لديهم أفكار، وآراء يتشاركون بها مع من حولهم، فبعض الأطفال المصابين بالتوحد يتعلمون لغة الإشارة للتواصل، ومنهم من يكتب، أو يستخدم أدوات أخرى، كما أنهم أطفال لديهم مشاعرهم الخاصة، والتي يجب على الجميع مراعاتها.
- إن التوحّد ليس الصفة الوحيدة التي يمتلكها المصابون به، فهم أفراد لديهم شخصيّاتهم الفريدة، ومواهبهم المختلفة، وأشياء أخرى يحبونها، ويكرهونها.
- إن الأطفال المصابون بالتوحّد هم أطفال مجتهدون، فهم مدعومون بأولياء أمورهم، والمدرسين، والمعالجين الذين يعملون بجد لمساعدتهم.
- على الرغم من وجود معرفة كافية عن مرض التوحّد، إلّا أن معظم الآباء يصابون بالصدمة لمجرد معرفة إصابة طفلهم بهذا المرض، لذا من المهم معرفة أن التوحّد ليس مرضاً معدياً، ينتقل من شخص إلى آخر، بل هو مرض يسهل التعامل معه بمجرد فهمه، واستيعابه.
- يعاني الأطفال المصابون بالتوحّد من انهيارات بسبب الارتباك الحاصل من المحيط حولهم، مما يوجب على الوالدين الالتزام بالهدوء أثناء مرحلة انهيارهم، ومساعدة الطفل على إعادة السيطرة على مشاعره، كما يوصى بتفحص المنطقة المحيطة بالطفل للبحث عن المعالم، والأصوات التي ربما تكون سبباً في انهياره.
- يجب التحلّي بالصبر مع الأطفال المصابين بالتوحّد، وذلك لأنهم يعانون من العديد من المشكلات الحسيّة، والانهيارات العصبيّة، والتي عادة ما تحدث في الأماكن العامة؛ لذا يعد من الضروري الحفاظ على رباطة الجأش، لأن العصبيّة ، والتذمّر سيزيدان من حدّة التوتر لكل من الوالدين، والطفل.
- إن أطفال طيف التوحّد غير قادرين على فهم التواصل غير اللفظي، فهم لا يتفاعلون مع ضحك، وعبوس من حولهم، كما أنهم يأخذون الأشياء حرفياً، لذا يعد من المهم أن يقول الآباء ما يقصدونه للطفل تماماً، كما أنهم غير قادرين على فهم العديد من الأفكار في وقت واحد، مما يستدعي أن تكون المحادثات معهم بسيطة، ومركّزة.
كيفيّة التعامل والتواصل مع طفل مصاب بطيف التوحّد
إن معرفة الطرق التي يجب اتباعها في التعامل مع أطفال طيف التوحّد يقطع شوطاً طويلاً لمساعدتهم ، ويجعل الحياة أسهل بالنسبة للأطفال وذويهم، ومن أهم هذه الطرق:
الاتّساق في بيئة الطفل
يواجه الأطفال المصابون بالتوحّد صعوبة تطبيق ما تعلّموه في عدّة أماكن، فإذا كان المصاب يستخدم لغة الإشارة للتواصل في المدرسة مثلاً، فإنه لا يفكّر في استخدامها في المنزل، لذلك يعتبر خلق الاتّساق في بيئة الطفل أفضل وسيلة لتعزيز تعلّمه، فيجب تطبيق أساليب المعالجين في المنزل، وإجراء العلاج في أكثر من موقع، ليتعلّم الطفل استخدام، وتطبيق ما تعلّمه في بيئات مختلفة.
الالتزام بجدول زمني
إن وجود جدول زمني، أو روتين يومي يحث أطفال طيف التوحّد على بذل قصارى جهدهم، لذلك يجب إعداد جدول زمني، تحدد فيه أوقات منتظمة لتناول الوجبات، والعلاج، والمدرسة، ووقت النوم، كما يجب إعداد الطفل مسبقاً في حال حصول تغيير اضطراري في الجدول اليومي.
إنشاء منطقة السلامة المنزلية
من الضروري استغلال مساحة معيّنة، وتحويلها إلى منطقة سلامة في المنزل، بحيث يستطيع الطفل الشعور من خلالها بالاسترخاء ، والأمان، وذلك من خلال تنظيم حدود يكون الطفل قادراً على فهمها، مثل استخدام الإشارات المرئيّة، ووضع بعض الإشارات على شريط ملوّن، ووضع الصور على بعض الأماكن، ليتمكّن الطفل من تمييزها، ومن المهم أيضاً تأمين أرضيّات المنزل خاصةً إذا كان الطفل معرّضًا لنوبات الغضب.
تفهّم الطفل
يعاني أطفال التوحد من مشكلة في إظهار مشاعرهم، والتحكّم بها، كما يمكن أن تكون ردودهم صريحة، لذا يجب على الآباء ألا يسمحوا بأن يؤثّر ذلك على مشاعرهم، خاصة إذا لم يستجب الطفل لهم، كما يجب ألا يأخذوا ذلك بشكل شخصي.
التفاعل من خلال النشاط البدني
يعد التفاعل من خلال الأنشطة البدنيّة مثل الجري، واللّعب في الخارج من أفضل الوسائل لمشاركة الوقت معً الطفل، لما يتيحه لهم من شعور بالاسترخاء، والهدوء.
إظهارالحب والاحترام
يحتاج أطفال طيف التوحّد للحب، والاحترام ، بالإضافة إلى العناق، تماماً مثل الأطفال الآخرين، بل قد يحتاجون إلى هذا أكثر من غيرهم، كما يجب على المحيطين بهم احترام مساحتهم الشخصية، مع عدم فرض أي عاطفة جسدية في حال عدم رغبة الطفل بذلك.
تعزيز الإيجابيّات
يستجيب الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد غالباً للتعزيز الإيجابي، مما يستدعي دعم السلوكيات التي يقومون بها بشكل جيد، الأمر الذي يشعرهم بالنجاح، كما يجب البحث عن طرق مناسبة لمكافأتهم قد تكون بإعطاء وقت إضافي للّعب، أو بمنحهم جائزة صغيرة يحبّونها.
الحصول على الدعم
يمكن للأهل الحصول على الدعم المناسب سواء عبر الإنترنت ، أو من خلال الدعم المقدم من العائلات، والأصدقاء، أو مقابلة أولياء الأمور الذين يتعاملون مع تحديات مماثلة، فهذا يساعد كثيراً في تبادل النصائح، والمعلومات، كما يمكن أن يكون الإرشاد الفردي، أو الزوجي، أو الأسري مفيداً لجعل الحياة اليومية أكثر سهولة.
عدم الاستسلام
على الأهل إعطاء الطفل الوقت الكافي للتحسّن، فبحث الآباء عن الكثير من التقنيات، والعلاجات، والمناهج المختلفة يساعد في اكتشاف الأفضل للطفل، لذلك من الضروري أن يكون الأهل إيجابيّين، وقادرين على تجنب الإحباط الذي قد يسببه عدم استجابة الطفل لعلاج معيّن.