كيف أتخلص من ألم الرأس
نصائح وإرشادات لتخفيف ألم الرأس
يعدّ ألم الرأس أحد أكثر أنواع الألم المزعج شيوعًا، وهناك العديد من النصائح والإرشادات التي تساهم في التخفيف من ألم الرأس والتي يمكن التفكير بها قبل اللجوء إلى مسكّنات الألم، وفيما يأتي مجموعة من التدابير المنزليّة التي تساهم في التخفيف من ألم الرأس:
شرب الماء
يُعدّ الجفاف أحد الأسباب المسؤولة عن الإصابة بألم الرأس الخفيف؛ لذلك فإنّ شرب كميّة كافية من الماء يساهم في الوقاية من ألم الرأس أو التخفيف من شدّة الألم، ومن الجدير بالذكر أنّ تأثير الجفاف قد لا يقتصر على الصداع وإنّما قد يؤثر في طريقة تفكير الشخص، وتصرفاته، وشعوره، وبحسب دراسة إحصائيّة نُشرت عام 2018 م في مجلة مضادّات الأكسدة (Antioxidants) أظهرت النتائج أنّ التعرّض لنسبة منخفضة من الجفاف قد يؤثر في طريقة التفكير والشعور بالسوء بغضّ النظر فيما إذا كان مصحوبًا بألم في الرأس أم لا.
وفي دراسة سريريّة أخرى نُشرت عام 2015 م في مجلّة التقييم في الممارسة السريريّة (Evaluation in Clinical Practice) أظهرت النتائج أنّ شرب الماء يساهم في تحسّن شعور المصابين بألم الرأس دون تأثيره في مدّة الصداع، وللمحافظة على رطوبة الجسم وتجنّب الجفاف يُنصح بتناول الأطعمة الغنيّة بالسوائل مثل الفواكه، والشوربات، والعصائر، بالإضافة إلى محاولة إبقاء قارورة الماء بالقرب دائمًا وشرب رشفات من الماء طوال اليوم.
الكمّادات الباردة
يُنصح بتطبيق الكمّادات الباردة على الرأس والرقبة للتخفيف المؤقت من ألم الرأس؛ إذ تساعد على قبض الأوعية الدمويّة والتخفيف من الالتهاب في المنطقة، وتُعدّ هذه الطريقة من الطرق البسيطة والمتوفّرة في معظم المنازل، وفي حال الإصابة بالصداع النصفيّ أو الشقيقة (Migraine) يُنصح بوضع الكمّادات الباردة أو مكعبات الثلج الملفوفة بقطعة قماش على الجبهة، مع الاستمرار بوضع الكمّادات على الجبهة لمدّة 15 دقيقة ثمّ إزالتها لمدّة 15 دقيقة وإعادة الكرّة، ويُشار أنّ الاستحمام بالماء البارد قد يساهم أيضًا في التخفيف من ألم الرأس، ويمكن التخفيف من ألم صداع الشقيقة من خلال تطبيق الكمّادات الباردة على الرقبة لمدّة نصف ساعة، وهو ما توصلت له نتائج دراسة نُشرت عام 2013 م في ملجة الطب والصحة العامة (Medicine & Public Health).
الكمّادات الدافئة
الكمّادات الدافئة أو وسادة التدفئة أحد الطرق التي تساعد على التخفيف من بعض أنواع ألم الرأس، ويمكن وضع الكمّادات الدافئة في منطقة الألم في حال المعاناة من ألم الرأس الناجم عن الجيوب الأنفيّة، وفي منطقة الرقبة في حال المعاناة من صداع التوتّر (Tension headache)، وقد يساهم الاستحمام بالماء الدافئ في التخفيف من ألم الرأس أيضًا.
النصائح الأخرى
هناك العديد من النصائح والإرشادات الأخرى التي تساعد على التخفيف من ألم الرأس، ومنها ما يأتي:
- التخفيف من الضغط على الرأس: قد يسبّب تعرّض الرأس أو الجمجمة إلى الضغط لألم في الرأس مثل الناجم عن نظارات السباحة الضيقة، وقبعات الرأس، وربطات الرأس، حتى الشعر الطويل المربوط بشدّة قد يسبّب ألم الرأس، وفي هذه الحالة يجب التخفيف من الضغط الحاصل على الرأس للتخفيف من ألم الرأس.
- تجنّب المضغ المفرط: قد يساهم المضغ المفرط في التعرّض لألم في الرأس مثل الناجم عن تناول اللقم الكبيرة، ومضغ العلكة، والطعام الذي يلتصق بالأسنان والفم، وقضم الأظافر أو عض الشفاه أو باطن الخد، أو أيّ من الأشياء الصلبة مثل القلم، كما قد يؤدي الضغط على الأسنان أثناء النوم إلى المعاناة من ألم الرأس خصوصًا في الصباح، وفي هذه الحالة يُنصح باستشارة الطبيب حول استخدام حماية الفم.
- الحدّ من الإضاءة: قد تساهم الإضاءة العالية في زيادة شدّة الصداع لدى البعض، لذا يُنصح بتخفيف إضاءة الغرفة، وشاشة الجوال، والراحة في غرفة مظلمة أو ذات إضاءة خفيفة خلال فترة التعافي من ألم الرأس.
- النوم الكافي: قد يسبّب عدم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم لألم الرأس، بالإضافة لأنّه قد يساهم في العديد من الاضطرابات الصحيّة الأخرى.
- تجنّب الأطعمة الغنيّة بالهستامين: يساهم تناول مركب الهستامين في الإصابة بالصداع، والذي يتواجد في بعض الأطعمة مثل الجبنة المعتّقة، والأطعمة المخمّرة، والسمك المدخّن، واللحوم المعالجة، كما أنّه من المركبات التي تتواجد في الجسم بشكلٍ طبيعيّ وتلعب دورًا مهمًّا في بعض وظائف الجهاز المناعيّ، والعصبيّ، والهضميّ، وبحسب دراسة مراجعة نُشرت عام 2018 م في مجلة الصداع (Headache) فإنّ عدّة دراسات أظهرت أنّ لمركب الهستامين دور في الإصابة بالصداع النصفيّ لدى بعض الأشخاص الذين يتحسسون منه.
- اليوغا والاسترخاء: قد يساهم الاسترخاء مثل الحاصل عند ممارسة اليوغا في التخفيف من شدّة ألم الرأس ومعدّل الإصابة به، بالإضافة إلى التخفيف من الإجهاد والتوتّر، والشعور بالألم، وتعزيز مرونة الجسم.
- العلاج النفسيّ: قد يساهم العلاج النفسي في التخفيف من التوتّر والقلق النفسيّ الذي يرفع من شدّة ألم الرأس، كما يساهم في التخفيف من التأثير النفسيّ الذي يسبّبه ألم الرأس وآثاره على حياة الشخص.
- العلاج الفيزيائيّ: أو العلاج الطبيعيّ (Physical therapy) يمكن اللجوء إليه للمساعدة على استرخاء العضلات التي تكون مشدودة في العادة عند المصابين بالصداع النصفيّ وصداع التوتّر، ممّا يساهم في التخفيف من ألم الرأس.
- التدليك: يساهم تدليك الرقبة، والصدغ، والجبهة في التخفيف من صداع التوتّر الناجم عن التوتّر والإجهاد، وهو ما يمكن القيام به دون مساعدة، أو يمكن تطبيق ضغط دورانيّ في المنطقة المصابة للتخفيف من ألم الرأس أيضًا.
كيف أتخلص من ألم الرأس دوائيًا
يجب الحرص دائمًا على الالتزام بتعليمات الطبيب حول استخدام الأدوية المسكّنة لتجنّب الإصابة بما يُعرَف بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (Medication overuse headache)، ويُشار إلى وجود عدّة خيارات دوائيّة للتخفيف من ألم الرأس والوقاية منه والتي قد تتوفّر دون الحاجة لوصفة طبيّة أو قد يحتاج البعض الآخر منها لوصفة من الطبيب، ومنها ما يأتي:
- مسكنات الألم: يجب استخدام مسكنات الألم حسب الإرشادات المرفقة بالعبوة؛ إذ قد يسبّب فرط استخدام هذه المسكنات إلى ألم في الرأس أيضًا، ومنها الآتي:
- باراسيتامول (Paracetamol).
- آيبوبروفين (Ibuprofen).
- نابروكسين (Naproxen).
- قناع الأكسجين.
- مسكنات الألم.
- التريبتانات (Triptans) وهي عبارة عن عناصر كيميائيّة تضيّق الأوعية الدمويّة المتوسّعة.
- دواء أوكتريوتيد (Octreotide).
- ثنائي هيدروأرغوتامين (Dihydroergotamine).
- مسكنات الألم.
- التريبتانات.
- مضادّات الغثيان والتقيؤ.
- مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (Tricyclic antidepressants).
- حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blockers).
- حُقَن ليدوكايين (Lidocaine).
- حُقَن البوتوكس (Botox).
- دواء إرنوماب (Erenumab).
- دواء فريمانيزوماب (Fremanezumab).
- دواء جالكانيزوماب (Galcanezumab).
دواعي مراجعة الطبيب
تجب مراجعة الطوارئ الطبيّة على الفور في الحالات الآتية:
- الإصابة بألم الرأس بعد التعرّض لإصابة في الرأس.
- ألم الرأس الشديد الذي يظهر بشكلٍ مفاجئ.
- زيادة شدّة ألم الرأس حتى بعد استخدام مسكنات الألم.
- ألم الرأس المصحوب بأعراض أخرى، مثل بعض الأعراض العصبيّة كالتشوّش، والدوخة، واضطراب القدرة على الكلام.
ملخص المقال
توجد عدّة طرق ونصائح وتدابير منزليّة للتخفيف من ألم الرأس أو الوقاية منه، وقد أُثبتت فاعليّة العديد من هذه الطرق من خلال بعض الدراسات، وتتضمّن هذه الطرق شرب الماء الكافي، والكمّادات الباردة والدافئة، والتخفيف من الضغط الحاصل على الرأس، كما توجد عدّة علاجات دوائيّة يمكن اللجوء لها بحسب الحاجة ونوع الصداع الذي يعاني منه الشخص، مع الحرص على استخدام هذه الأدوية بحسب تعليمات الطبيب وتجنّب الإفراط في استخدام مسكنات الألم لما قد يكون لها من تأثير عكسيّ يساهم في الإصابة بألم الرأس.