كيف أبدأ في إطعام طفلي الرضيع
كيف أطعم طفلي لأول مرة؟
توجد العديد من الأمور التي يمكن الاستعانة بها عند الخوض في تجربة إطعام الطفل للمرة الأولى، ومنها ما يأتي:
نصائح لتهيئة الطفل لتناول الطعام لأول مرة
بمجرد حصول الأم على موافقة الطبيب بأنَّ طفلها أصبح جاهزًا لخوض تجربة تناول الأطعمة الصلبة، لا بدّ من أن تحرص أولًا على تهيئته لهذه المرحلة، ومن النصائح التي تُقدّم بهذا الخصوص ما يأتي:
- الحرص على اختيار الوقت المناسب من اليوم لإطعام الطفل، بحيث لا يكون الطفل مُنزعجًا أو مُتعبًا.
- تقديم الطعام للطفل وهو يشعر بالجوع قليلًا، وليس إلى درجة كبيرة، وذلك لضمان استقباله للطعام دون انزعاج شديد، مع الحرص على إرضاعه بين تارةٍ وأخرى، سواءً من حليب الثدي أو من زجاجة الحليب.
- التركيز على بقاء الطفل بوضعية جلوس معتدلة عند التخطيط لإطعامه، سواءً بوضعه في حضن الأم، أو في مقعده المخصّص للرضَّع،.
- الحرص على عدم إجبار الطفل على تناول الطعام في حال بدأ بالانزعاج والبكاء، والعودة إلى تغذيته سواءً بالرضاعة الطبيعية أو الرضاعة بواسطة الزجاجة لفترة من الوقت قبل محاولة إطعامه الأغذية الصلبة مرة أخرى.
- الأخذ بعين الاعتبار أنَّ تناول الطفل للأطعمة الصلبة يكون تدريجيًّا، إذْ يبقى الطفل مُعتمدًا على غذائه من حليب الأم أو الحليب الصناعي أو كليهما في بداية الأمر، مع استحضار أنَّ الاستعداد لبدء تناول الطعام الصلب يختلف من طفلٍ لآخر.
كيفية تقديم الطعام للطفل لأول مرة
يحتاج الطفل إلى الرضاعة الطبيعية خلال الستة شهورٍ الأولى من حياته، وذلك للفوائد العديدة التي يمكنه الحصول عليها من حليب الأم، وبعد ذلك يمكن البدء بتقديم الطعام الصلب له، وفي هذا السياق، يُذكر بأنَّ تغذية الطفل الرضيع وتقديم الأطعمة الصلبة له يُطلق عليها عادةً التغذية التكميلية، فالهدف منها يدور حول اعتياد الطفل على قوام الطعام ونكهاته المُختلفة، بالإضافة إلى تعليمه كيفية تحريك الطعام داخل الفم وابتلاعه.
لذا لا داعي للقلق حول كمية الطعام التي يتناولها الطفل في هذه المرحلة، فكما ذُكِر سابقًا، يستمر حصول الطفل على احتياجاته الغذائية من حليب الثدي أو الحليب الصناعي بشكل رئيس. وفي الآتي أهم الأمور التي يجب معرفتها عند تقديم الطعام للطفل للمرة الأولى:
- تقديم الأطعمة المهروسة للطفل، والذي عادةً ما يكون باستخدام المعلقة، وهنا يجب الحرص على اتباع الإرشادات الآتية:
- استخدام معلقة بلاستيكية ناعمة الحواف مُخصصة لمثل هذه الاستخدامات، من أجل تجنّب إلحاق الضرر بلثة الطفل الرضيع.
- وضع الطعام على طرف المعلقة، وتقديمها للطفل بحرص.
- الطفل ما بين 6 إلى 8 شهور: على الأم الحرص على إعطاء حليب الثدي أو الحليب الصناعي أولًا، ثم تزويد الطفل بالطعام الصلب بعد الحليب.
- الطفل ما بين 8-9 شهور: يمكن إعطاء الطفل الطعام الصلب كجزء من الفطور، والغذاء، والعشاء.
- الطفل بعمر 9 شهور: يمكن إعطاؤه الطعام الصلب أولًا، ثم الحليب، ليُتيح الفرصة أمام الطفل للانتقال التدريجي من مرحلة الرضاعة إلى تناول الأطعمة الصلبة قبل الوصول لعمر 12 شهرًا.
ما هو الوقت المناسب لبدء إطعام الطفل؟
لمعرفة الوقت المناسب لبدء إطعام الطفل، يمكن الاطلاع على ما يأتي:
العمر المناسب للطفل لتناول الطعام
يُظهر الطفل استعدادًا لتناول الأطعمة الصلبة كنوع من التغذية التكميلية إلى جانب الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وذلك عندما يبلغ من العمر ما بين 4-6 أشهر؛ ففي هذا العمر تقريبًا، يتوقف الطفل عن استخدام لسانه لدفع الطعام خارج الفم، فهو يبدأ بتطوير مهارات التنسيق ليتمكن من نقل الطعام من مقدمة الفم إلى الخلف، كي يتمكن من بلعه.
علامات تدل على أن الطفل جاهز لتناول الطعام
توجد مجموعة من العلامات الواضحة التي قد تظهر متزامنة عند بلوغ الطفل 6 شهور من عمره، لتدل على أن الطفل قد أصبح مستعدًا لتناول الأطعمة الصلبة إلى جانب حليب الثدي أو الحليب الصناعي، وقد تظهر قبل ذلك بوقت قصير، ومنها ما يأتي:
- تمكّن الطفل من قدرته على البقاء في وضعية الجلوس مع ثبات الرأس.
- تطور اتساق حركة الفم والعين مع اليدين لدى الطفل، بحيث يُصبح قادرًا على إبقاء الطعام داخل فمه.
- القدرة على ابتلاع الطعام عوضًا عن دفعه للخارج.
- شعور الطفل بالجوع بعد تناوله ما بين 8-10 رضعات من حليب الثدي أو ما كميته 946 مليلتر من الحليب الصناعي.
- قدرة الطفل على فتح فمه بسهول لتناول الطعام بالملعقة.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المُختص فيما يتعلق بتقديم الأطعمة الصلبة للطفل الرضيع ذي الاحتياجات الخاصة؛ من أجل تطبيق هذه المرحلة بصورة صحيحة، أمّا في حال وُلد الطفل مُبكرًا، فيجب طلب المساعدة من فريق الرعاية الصحية للحصول على النصائح الواجب اتباعها في هذا الصدد.
مخاطر بدء تقديم الطعام للطفل في وقت مبكر
إنَّ تناول الأطعمة الصلبة قبل سن 4 أشهر قد يضع الطفل الرضيع أمام مجموعة من المخاطر، ومنها ما يأتي:
- زيادة خطر دخول الطعام في مجرى تنفس الطفل.
- حصول الطفل على كمية زائدة أو غير كافية من السعرات الحرارية والعناصر المغذية.
- تقييد عادات تناول الطعام المستقبلية، إذ قد يبدي ممانعةً لاستخدام الملعقة في بداية، وهذا الأمر الذي يجعله لا يتقبل الطعام بمرونةٍ وسهولة في المستقبل.
- معاناة الطفل من مشكلات السمنة لاحقًا، خاصةً في الحالات التي يحصل فيها الطفل على الحليب الصناعي بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصلبة في وقت مبكر من عمره.
أنواع الأطعمة المناسبة للطفل لأول مرة
ثمّة مجموعة من الأمور التي تجب معرفتها حول أنواع الأطعمة المناسبة للطفل لأول مرة، وهي موضحة في الآتي:
القوام المناسب لطعام الطفل
عند البدء في إطعام الطفل، من السهل إعطاؤه الأطعمة المهروسة ذات الملمس الناعم، بحيث قد يكون مُعرضًا للسعال أو التقيؤ أو حتى دفع الطعام للخارج، لتبدأ تلك الأمور بالاختفاء مع تطور مهارات الطفل في تناول الطعام، ويُصبح قادرًا على تناول الطعام الأكثر سُمكًا مع تقدمه في العمر.
وعمومًا، يمكن التدرج في ما يخص قوام الأطعمة المقدمة للطفل كالآتي:
- البدء بالطعام المهروس أو شبه السائل.
- الانتقال إلى مرحلة الطعام الأكثر صلابة.
- الوصول إلى مرحلة تناول قطع صغيرة من الطعام؛ والتي عادةً ما تؤكل بالأصابع، أو قطع الفاكهة الصغيرة واللينة.
أنواع الأطعمة المناسبة للطفل
يمكن للطفل الرضيع تناول حبوب الأطفال واللحوم وغيرها من البروتينات، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات والأجبان والزبادي، ولكن إدارج مثل هذه الأطعمة ضمن وجباته اليومية لا بدّ أن يكون محكومًا بمجموعة من النصائح، ومنها ما يأتي:
- البدء بإضافة الأطعمة تدريجيًا، بحيث يتم البدء في الأطعمة الغنية بالحديد والبروتين، مثل اللحوم المهروسة، وحبوب الأطفال المُدعمة بالحديد، تليها الفواكه والخضار المهروسة.
- تقديم نوع واحد من الفواكه والخضار في كل مرة، ويمكن تجربة تحضير عصير الخضار المهروسة أو المطبوخة، مثل: الجزر الأبيض، والبروكلي، والبطاطا، والجزر.
- الحرص على إضافة الخضروات غير الحلوة للطفل، كالبروكلي والسبانخ؛ فهذا يفيد في التّعرف على نكهات الطعام المُختلفة ومساعدته على أنْ لا يُصبح صعب الإرضاء عند تناوله للطعام.
- التأكد من تبريد الطعام المطهو قبل الشروع في تقديمه للطفل.
نصائح لإطعام الطفل لأول مرة
فيما يأتي بيان بعض النصائح المتعلقة بإطعام الطفل لأول مرة:
تجنب اختناق الطفل أثناء الأكل
يمكن الحدّ من فرصة تعرض الطفل للاختناق أثناء تناول الطعام باتباع النصائح الآتية:
- تزويده بالأطعمة القابلة للذوبان بلعاب الفم، والتي لا تتطلب المزيد من الجهد من أجل مضغها.
- البدء في إعطاء الطفل أجزاء صغيرة من الطعام، مع تشجيعه على تناول طعامه ببطء.
- ضرورة مراقبة الطفل باستمرار أثناء تناوله للطعام.
معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الحساسية
توجد مجموعة من النصائح التي يمكن الاستعانة بها لمعرفة ما إذا كان الطفل يُعاني من الحساسية تجاه نوع معين من الأطعمة، ومنها ما يأتي:
- تجربة صنف واحد فقط عند تقديم الطعام للطفل للمرة الأولى؛ وذلك للتأكد من أن الطفل لا يُعاني من ردود فعل تحسسية تجاه هذا الصنف؛ فتجربة أكثر من صنف في الوقت الواحد يُصعب معرفة مُسبب الحساسية في حال ظهورها.
- الانتظار مدة تتراوح بين 3-5 أيام قبل إعطاء الطفل نوعًا جديدًا من الطعام.
- توخي الحذر عند إدارج الأطعمة التي يشيع تعرض الأطفال للحساسية عند تناولها، ومنها: البيض، والفول السوداني، والسمك، والمحار، والقمح، والجوز، وفول الصويا.
- استشارة الطبيب في حال وجود تاريخ عائلي للحساسية تجاه الطعام قبل الشروع بإدراج أي نوع من الأغذية للطفل؛ وهذا للتأكد من أمان تناولها.
معرفة ما إذا كان الطفل جائعًا
توجد مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تدلّ على أنَّ الطفل جائعًا، ويُنصح بالتعرف إليها وتمييزها، ومن هذه الأعراض:
- لعق الشفاه.
- الإمساك أو الميل باتجاه زجاجة الحليب.
- الإشارة إلى المعلقة أو الطعام.
- تحريك اليدين إلى الفم ومصّها.
معرفة أن الطفل قد تناول حاجته من الطعام
توجد مجموعة من العلامات الدالة على أنّ الطفل قد تناول حاجته من الطعام، والتي تُنصح الأم بمعرفتها، ومنها ما يأتي:
- الابتعاد عن الثدي أو الملعقة أو زجاجة الحليب.
- النوم بعمق.
- تغيير وضعية الجسم، مثل اهتزاز الرأس أو تحريك اليدين بسرعة أو إبقاء الفم مُغلقًا.
- إرجاع الطعام إلى وعاء التقديم ورفض تناوله.
نصائح أخرى عند إطعام الطفل
توجد مجموعة من النصائح الأخرى المُتعلقة بتناول الطفل للطعام، والتي تتضمن الآتي:
- الاستعانة بطرق الطهي المُناسبة التي من شأنها أنْ تحافظ على بقاء مُعظم الفيتامينات والمعادن في الطعام.
- طهي الفواكه والخضار بالبخار أو بالفرن، بدلًا من سلقها، فقد يؤدي ذلك لفقدان المُغذيات المفيدة التي تحتوي عليها.
- الحرص على تجميد الأجزاء غير المُستخدمة من الطعام، بدلًا من تعليبها.
- تشجيع الطفل على تجربة تناول الطعام بنفسه، من أجل تعزيز مهارات التذوق لديه.
- تقديم القليل من الماء للرضيع عندما يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة أو حتى في أوقات الصيف الحارة، ويكون ذلك باستخدام كوب مفتوح بداخله قشة أو ماصة للماء، وبكمية لا تزيد عن كوب واحد في اليوم.
- الحرص على عدم إعطاء العسل للطفل الذي لم يتجاوز 12 شهرًا من عمره خوفًا من حالة التسمم السجقي.
- عدم إضافة الملح أو السكر إلى طعام الطفل أو الماء المستخدم في الطهي، ويشمل ذلك مكعبات المرق وصلصة اللحم؛ ويُعزى ذلك إلى الأضرار التي قد يسببها الملح للكلى، واحتمال أنْ يتسبب السكر في تسوس الأسنان.
ملخص المقال
إنَّ مرحلة تناول الطفل للأطعمة الصلبة من المراحل المهمة التي لا بدّ للأم أن تحرص على الالتزام بجميع النصائح والإرشادات المُتعلقة بها من أجل الحفاظ على سلامة وعافية طفلها، ولدرء أي مشاكل صحية مُمكنة الحدوث، فهذه المرحلة يحكمها التدرج والاعتدال في إضافة الطعام للرضيع، بالإضافة إلى ضرورة وعي الأم لاحتياجات طفلها اعتمادًا على كل مرحلة عمرية يمر بها، وهذا من أجل ضمان تغذيته بصورة سليمة.