كم مرة ذكرت الصلاة في القرآن
كم مرّة ذُكرت الصّلاة في القرآن
وردت كلمة الصَّلاة سبعاً وستين مرّةً في القرآن الكريم ، مثل قول الله -تعالى-: (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ)، ووردت بلفظ مُصلَّى مرّةً واحدةً فقط، قال الله -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، فيكون مجموع المواضع التي ذَكرت الصَّلاة والمصلّى في القرآن الكريم ثمانٍ وستين مرّةً، ويبلغ عدد مرّات ورود ذكر الصَّلاة مع مشتقاتها تسعاً وتسعين مرّةً، ووردت كلمة الصّلاة في سورٍ كثيرةٍ في القرآن الكريم؛ مثل: سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الأنفال، وسورة النّمل، وسورة العنكبوت، وسورة مريم، وسورة الأحزاب.
ولفظ الصَّلاة في القرآن الكريم لم يقتصر على معنى الصَّلوات الخمس فقط، مثل قول الله -تعالى-: (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)، بل شَمِل عدّة معانٍ أخرى، وفيما يأتي ذكرها:
- الدُّعاء: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى الدُّعاء في قول الله -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم).
- الاستغفار: دلّت كلمة الصَّلاة على الاستغفار في قول الله -تعالى-: (وَصَلَواتِ الرَّسولِ)، وهي بمعنى استغفار الرّسول -صلى الله عليه وسلم- لهم.
- المغفرة: وردت كلمة الصَّلاة بمعنى المغفرة في قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)؛ وصلاة الله -تعالى- تعني المغفرة.
- الرّحمة: وردت كلمة الصَّلاة بمعنى الرَّحمة في قول الله -تعالى-: (أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، وتمَّ ذكر كلمة الرَّحمة تكراراً وتأكيداً على المعنى.
- بيوت الصَّلاة أو الكنائس: قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ)، فدلّت كلمة الصَّلوات على معنى بيوت الصَّلاة عند اليهود أو الكنائس عند النصارى.
- الإسلام: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى الإسلام في قول الله -تعالى-: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى)، أي ولا أسلم.
- الدّين: دلت كلمة الصَّلاة على معنى الدّين في قول الله -تعالى-: (أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ)، بمعنى: دينك يأمرك.
- القراءة: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى القراءة في قول الله -تعالى-: (وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ).
- صلاة العصر: قال الله -تعالى-: (تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ).
- صلاة الأمَمِ السابقة: قال الله -تعالى-: (وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ).
أنواع الصَّلوات المذكورة في القرآن الكريم
تدلُ كلمة الصَّلاة في القرآن الكريم على عدة أنواع من الصّلوات؛ وفيما يأتي ذكرها:
- صلاة السَّفر : جاءت كلمة الصَّلاة لتدل على القصر في الصَّلاة للمسافر في قول الله -تعالى-: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ).
- صلاة الخوف: جاءت كلمة الصَّلاة لتدلّ على صلاة الخوف في قول الله -تعالى-: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ)، وتسمى أيضاً صلاة الجهاد والمجاهدين.
- صلاة الجمعة : جاءت كلمة الصَّلاة لتدل على صلاة الجمعة في قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ).
- صلاة المريض: خفَّفَ الله تعالى على المريض في الصَّلاة، حيث يستطيع أن يصلّيها جالساً أو على جنبه، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ).
- صلاة الجنازة: ودلّ عليها قول الله -تعالى-: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا).
- صلاة العيد: جاءت الدّلالة على صلاة العيد في قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
- صلاة الجماعة : قال الله -تعالى-: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، بمعنى: صلّوا مع المصلّين، فدلّت على صلاة الجماعة.
- صلاة اللّيل: وتسمى بصلاة التَّهجد؛ وهي صلاة التَّطوع في اللَّيل بعد النَّوم، ودلت عليها آياتٌ كثيرةٌ منها قول الله -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً).
- الصّلوات الخمس: قال الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ)، فَطرفيّ النَّهار تؤدّى فيهما صلاة الفجر وصلاة الظُّهر وصلاة العصر، واللَّيل تؤدّى فيه صلاة المغرب وصلاة العشاء، فدلّت هذه الآية على فرضيَّة الصَّلوات الخمس.
فوائد الصّلاة
فوائد الصّلاة كثيرةٌ، بسبب عظمة هذه العبادة ومكانتها عند الله -تعالى-، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- تقوّي الصَّلاة الصّلة بين العبد وربّه، وهي طريق الفوز والنَّجاة، وسببٌ لتكفير الذّنوب والسّيئات، قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ).
- تقوّي الصَّلاة نفس المؤمن، فهي سبيلٌ لراحتها وسكينتها بالابتعاد عن الدّنيا ومغرياتها.
- تغرس الصَّلاة في نفس المؤمن معانٍ كثيرة، منها العبوديّة لله -تعالى-، والأخوّة الإيمانيّة، فهي تقوّي التّرابط بين المؤمنين رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم، فيجتمعون في صفٍّ واحدٍ لأداء الصَّلاة في تواضعٍ ينشرالحبّ والودّ والرّحمة بين المؤمنين.
- تُذهب الصَّلاة الشَّر الذي في النّفوس؛ من حقدٍ وحسدٍ وظلمٍ وكبرٍ وطغيانٍ وبخلٍ، وغيرها من الصّفات السّيئة.
- تُوسِّع الصَّلاة الرِّزق وتُيسّره، قال -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
- تنشر الصَّلاة في المجتمع المسلم القدوة الحسنة المتمثّلة بأبنائها الصّالحين العاملين، والعابدين السّائرين في دروب الخير والدّين، فيحذوا المجتمع حذوهم، ويقتدي بأفعالهم وأقوالهم.
- تؤدّي الصَّلاة إلى التّعارف ونشر الثِّقة بين النَّاس في المجتمع.
- تبعث الصلاة في البيت الرّاحة والسّكينة وتبارك فيه.
- تحافظ على صحة القلوب، وتُشرق الأنفس والقلوب بطاعة الله -تعالى- في الصّلاة.
- تؤدّي إلى رفعة وعزّة وكرامة المسلم، فالمصلّي حين يركع ويسجد يكون في غاية الذُّل والانكسار لله -تعالى-، فيرفعه الله ويكرمه ويعزّه.
- تؤدّي إلى السّعادة في الدّنيا والآخرة، فلا يمكن للمؤمن أن يسعد بدون الإسلام، والصّلاة هي عمود الإسلام وركنه الثّاني، فمن أقامها سعد في الدّنيا والآخرة.
- تُدرِّب الصَّلاة المسلم على التَّنظيم، واحترام الوقت.