كم عدد قراءات القرآن
القراءات
يمكن توضيح معنى القراءات بالتفصيل الآتي:
- لغةً: هي جمع قراءة، ومصدر قرأ؛ وتعني النطق بالكلام المكتوب، يُقال القراءات القرآنية: أيّ أوجه النطق بالآيات القرآنية.
- اصطلاحاً: هي مذهبٌ من مذاهب النطق في القرآن الكريم، ويذهب به إمام من الأئمة القرَّاء مذهباً يُخالف فيه غيره، ويرجع عهدها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد ظهر الكثير من القرَّاء من الصحابة، كعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم جميعاً-.
وفي هذا المقال سنذكر عدد القراءات التي أُخذ بها في قراءة القرآن، وضوابط هذه القراءات، وأنواعها.
القراءات القرآنية المشهورة
اختار العلماء من القراءات الكثيرة في البداية سبع قراءات فقط، وأئمة هذه القراءات هم: أبو عمرو، ونافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وابن كثير، ثمّ أضيف إليها بعد ذلك قراءات ثلاثة أئمة آخرين، وهم: أبو جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف بن هشام، وبذلك أصبح العدد النهائي لقراءات القرآن الكريم هي عشر قراءات؛ وفيما يأتي تعريف مختصر بالقراء العشرة:
- نافع المدنيّ
وهو أبو عبد الرحمن الليثي مولاهم، المدني إمام أهل المدينة في القراءة، وأحد القراء السبعة الأعلام، أخذ القراءة عرضاً عن جمعٍ من تابعي المدينة المنورة.
- ابن كثير المكيّ
هو عبد الله بن كثير، أبو معبد المكي الداري، أخذ القراءة عرضاً عن عدد من الصحابة.
- أبو عمرو البصريّ
هو زبّان بن العلاء ابن العريان بن عبد الله التميمي المازني البصري أبو عمرو، تلقى العلم عن بعض الصحابة، وقرأ على الحسن البصريّ.
- عبد الله بن عامر الشاميّ
هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم اليحصبي، أبو عمران، إمام أهل الشام وشيخ قرائهم، وهو من كبار التابعين، لقي عدداً من الصحابة وأخذ عنهم.
- عاصم الكوفيّ
هو عاصم بن أبي النّجود؛ شيخ الإقراء بالكوفة، أخذ القراءة عن كبار الأئمة بالكوفة.
- حمزة بن حبيب الزيّات
هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الكوفي، أخذ وقرأ على كبار العلماء بالكوفة.
- الكسائيّ
هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، أخذ القراءة عرضاً عن حمزة الزيات أربع مرات.
- أبو جعفر القعقاع
هو يزيد بن القعقاع المخزومي، أبو جعفر المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور؛ عرض القراءة على عدد من الصحابة وأخذ عنهم.
- يعقوب الحضرميّ
هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصريّ؛ قارئ أهل البصرة وإمامهم، أخذ عن كبار القراء كأبي عمرو البصري، كما روى عن حمزة الزيات والكسائي.
- خلف البزار
هو خلف بن هشام بن ثعلب ابن خلف، أبو محمد الأسدي البغدادي البزار، روى عن كبار الأئمة الآخذين عن حمزة الزيات.
ويجدر التنبيه إلى أنّ السبب في الاقتصار على هذه القراءات دون غيرها؛ لأنّ هنالك عدداً كبيراً من القراءات، ولم يستطع العلماء التأكد والتحقق من صحتها، فاقتصروا على الرواة الثقات الذين اتصفوا بالأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنهم بين علماء القراءة، والذين كانت قراءاتهم توافق خط المصحف، ممّا يُسهل حفظه، وتنضبط القراءة به.
ضوابط القراءة الصحيحة
أي خلل في هذه الشروط الثلاثة تجعل القراءة غير صحيحة أو شاذّة؛ ولا يصحّ قراءة القرآن الكريم بها، وهذه الشروط هي:
- موافقة القراءة للغة العربية، وجميع قواعدها.
- موافقة القراءة لرسم المصحف.
- صحة السند.
أنواع القراءات
استخلص العلماء من جميع القراءات -بناءً على الشروط السابقة- ستة أنواع؛ وفيما يأتي بينها:
- النوع المتواتر
وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، وتصح بهذا النوع قراءة القرآن الكريم.
- النوع المشهور
هو ما صحّ سنده، ولم يبلغ درجة التواتر، حيث وافقت هذه القراءة اللغة العربية والرسم العثماني، وتصحّ بها قراءة القرآن الكريم لموافقتها ضوابط القراءة الصحيحة.
- النوع الآحاد
وهو ما صح سنده، وخالف الرسم العثماني أو اللغة العربية؛ ولم يُؤخذ بهذا النوع في قراءة القرآن، لمخالفته ضوابط القراءة الصحيحة.
- النوع الشاذّ
وهو ما لم يصحّ سنده، ولا تصح بهذا النوع قراءة القرآن الكريم.
- النوع المُدرج
وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير.
- النوع الموضوع: وهو ما لا أصل له.
الحكمة من الاختلاف بين القراءات الصحيحة
يمكن استنتاج الفائدة أو الحكمة من تعدد القراءات القرآنية بما يأتي:
- الدلالة على أنَّ الله حَفِظَ كتابه، وتكفل بحمايته من التبديل والتحريف، على الرغم من وجود أوجه عديدة لقراءته.
- التخفيف على الأمة، وتسهيل القراءة عليها.
- بيان إعجاز القرآن الكريم، حيث إنّ كل قراءة تدل على حكمٍ شرعي.
- زيادة أجور هذه الأمة؛ التي تقوم بتتبع المعاني المقصودة باختلاف كل قراءة.
- بيان فضل هذه الأمة وشرفها على باقي الأمم.