كم عدد ركعات سنة الفجر
عدد ركعات سنة الفجر
يبلغ عدد ركعات سنّة الفجر ؛ ركعتان، ويَتم أداء سنّة الفجر قبل أداء فريضة الفجر، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- شديد الحرص على أداء سنّة الفجر، فقد ثبت عن عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- أنَّها قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ)، وتعد ركعتي سنّة الفجر من السُّنن الرواتب.
كيفية صلاة سنة الفجر
كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا يُطيل الصّلاة في سنّة الفجر، فهما ركعتان قصيرتان، فليس من السُّنة الإطالة عند أداء ركعتي سنّة الفجر على خلاف بقيّة الصّلوات المفروضة والسّنن الرّواتب التي كان يُطيل فيها النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، فقد ثبت عن عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- أنَّها قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ: هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ)، فدلَّ قول السيّدة عائشة -رضيَ الله عنها- على أنَّ السنّة التي قام بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هي عدم الإطالة عند أداء ركعتي سنَّة الفجر.
وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حريصاً على أداء ركعتي سنّة الفجر؛ فكان يُصلّيهما في السّفر أيضاً، كما يجوز قضاء ركعتي سنّة الفجر الفائتة ثم صلاة فرض الفجر؛ لفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك عندما فاتته صلاة الفجر، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُخفّف في القراءة عند أداء ركعتي سنّة الفجر، فيقرأ سورة الكافرون وسورة الإخلاص ، لِما ثبت عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: (قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ)، وَ(قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ))، وثبت أيضاً أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قرأ في أوّل ركعةٍ من سنّة الفجر قول الله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، من سورة البقرة .
وقرأ في الرّكعة الثانية قول الله -تعالى-: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، من سورة آل عمران، وقيل إنّه قرأ في الرّكعة الثانية، قول الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، من سورة آل عمران، فيُستحبّ أن يقرأ المسلم مرّة بهذا ومرّة بهذا تطبيقاً للسنّة النبويّة، ويُستحبّ أيضاً الاضطجاع على الجانبِ الأيمن بعد أداء راتبة الفجر، فقد ثبت عن عائشة أمُّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- أنهَّا قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ).
فضل سنة الفجر
إنَّ المداومة على أداءِ سنّة الفجر له أثرٌ وفضلٌ كبير، نذكره فيما يأتي:
- إنَّ سنّة صلاة الفجر فيها من الخير والبركة ما هو أفضل من كلّ ما في الدّنيا، فقد ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).
- إنَّ سنّة صلاة الفجر كانت من السُّنن التي داوم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على فعلها ولم يتركها أبداً لا في حالة الحضر ولا في حالة السّفر ؛ وهذا يدلّ على عظيم فضل وشأن هاتان الرّكعتان.
- إنَّ سنّة صلاة الفجر من أفضل السُّنن الرّواتب؛ لمداومةِ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عليها، لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).
- إنَّ المُحافِظ على سنّة صلاة الفجر والسُّنن الرّواتب له أجرٌ عظيم ونعيم في الجنّة ، فعن أمّ حبيبة -رضيَ الله عنها- قالت: سمعت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ).
سنّة الفجر من السّنن الرواتب
تعدّ سنة الفجر من السنن المؤكّدة، وتعدّدت آراء العلماء في عددِ ركعات السُّنن الرّواتب ، فذهب الشافعيّة إلى القول بأنَّ أقل الكمال في عدد السُّنن الرّواتب يبلغ عشر ركعات؛ ركعتان قبل صلاة الفجر، وركعتان قبل صلاة الظّهر وبعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وقالوا إنَّ الأكمل في عدد السُّنن الرّواتب من غير الوتر يبلغ ثمانية عشرة ركعة؛ ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعد صلاة الظّهر، وأربع ركعات قبل صلاة العصر، وركعتان بعد المغرب، وأربع ركعات قبل صلاة العشاء، وركعتان بعد صلاة العشاء، واعتبر الشافعيّة والحنابلة الوتر من السُّنن الرّواتب، وقالوا إنَّ أفضل السُّنن صلاة الوتر وسنّة صلاة الفجر.
وذهب العديد من العلماء إلى القول بأنَّ عدد السُّنن الرّواتب؛ اثنتا عشرة ركعة؛ ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، فقد ثبت عن أم حبيبة -رضيَ الله عنها- أنَّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ)، ويجوز قضاء السُّنن الرّواتب عند فواتها على المسلم، فقد ثبت أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قضى سنّة الفجر حين فاتته صلاة الفجر، وقضى سنّة الظّهر البعدية في وقتِ صلاة العصر، وتُسمّى سنّة الفجر بسنة الصبح وركعتي الفجر، وورد النَّهي عن أداء السُّنن الرّواتب في وقت طلوع الشمس بعد صلاة الفجر، ولكن يُستثنى من هذا النَّهي ركعتي سنّة الفجر، فيجوز قضاء سنّة الفجر في هذا الوقت باتّفاق العلماء.