كم عدد الكتب السماوية
عدد الكُتُب السماويّة
عدد الكُتب السماوية من المباحث التي لا يمكن الجزم فيها؛ نظراً لأنّ عددها غير معلوم، أمّا الكُتب السماويّة المعروفة عددها خمسة وقد ذُكِرت في القرآن الكريم، وهي: القرآن الكريم الذي أُنزِل على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، والتوراة التي أُنزِلت على موسى -عليه السلام-، والإنجيل الذي أُنزِل على عيسى -عليه السلام-، وزبور داود -عليه السلام-، وصُحف إبراهيم -عليه السلام-.
يلزم من المسلم الإيمان بالكُتب السماوية إجمالاً، فلا فائدة تتحصّل من إحصائها، ومعرفتها على وجه التفصيل، في حين أنّ ما ورد من الأحاديث بأنّ عدد الكُتب السماويّة يبلغ مئة وأربعة كُتب، فهو حديث باطل موضوع، وفي سَنده كذب.
الكُتُب السماويّة المذكورة في الكتاب والسنّة
وردت في القرآن الكريم أسماء خمسة من الكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسُله، وبيانها فيما يأتي:
القرآن الكريم
القرآن لغةً مُشتَقٌّ من لفظ (القرْءِ)، والذي يعني: الجمع والضمّ، إذ سُمِّي قرآناً؛ لِما ضمّه وجمعه من قصص، وأوامر، وآيات؛ حيث ضُمَّت الآيات إلى سُوَر، والسُّور بعضها إلى بعض، أمّا اصطلاحاً، فهو: كلام الله -تعالى- الذي أنزله على النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو مسطور في الصُّحف، ومنقول بالتواتُر، كما أنّ لفظه مُعجز.
الإنجيل
هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على عيسى -عليه السلام-، وقد ورد ذِكره في القرآن اثنتي عشرة مرّة، ووصفه الله -تعالى- في القرآن بأنّه هدى، ونور، وموعظة، قال الله -تعالى-: (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ).
التوراة
هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على موسى -عليه السلام-، وورد ذِكره في القرآن ثماني عشرة مرّة، ووصفه الله-تعالى- بالهدى، والنور، والفُرقان، قال الله -عزّ وجلّ-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ). وأنه فيه تفصيل لكل شيء.
الزبور
هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على داود -عليه السلام-، وقد ورد ذلك في قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)، وداود -عليه السلام- من أنبياء بني إسرائيل.
صُحف إبراهيم
وهو ما أنزله الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام-، وورد ذِكرها في قوله -تعالى-:(صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).
أول كتاب سماوي نزل
إنّ أول كتاب سماوي نزل كان على النّبي إدريس -عليه السّلام- وهو النّبي الثالث من حيث الترتيب بعد آدم وشيث -عليهما السّلام- ومن الجدير بالذّكر أنّه كان يحفظ صحفهما، وأمّا بالنّسبة لعدد الصّحف التي نزلت عليه بلغت ثلاثون صحيفة، وإنّ الألواح السماوية التي نزلت على إدريس -عليه السّلام- تضمّنت العديد من الأحكام المتعلّقة بالبشر وأسرار الكون وهذا ما اتّفقت عليه المرويات الإسلامية والمخطوطات اليهودية؛ كمخطوطات البحر الميت.
ما الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية؟
إنّ الصّحف السماوية جزء من الكتب السماوية، ممّا يعني أنه لا يوجد فرق بينهما، فكلاهما نزلا من الله -سبحانه وتعالى- على أنبيائه ورسله وتضمّنا أحكامًا، ودليل ذلك الأنبياء الذين تمّ ذكرهم في القرآن الكريم جاء معهم لفظ الكتب في بعض المواطن، وجاء معهم لفظ الصّحف في مواطن أخرى وكلها تتعلّق بوحدانية الله -تعالى-، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى* أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، وقوله -تعالى-: (قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ الَّذي جاءَ بِهِ موسى نورًا وَهُدًى لِلنّاسِ) .
ملخص المقال: إنّ الكتب السماوية أنزلها الله -تعالى- على أنبيائه، والإيمان بها واجبٌ؛ فهي من أركان الإيمان الستة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد فرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية، فكلاهما من الله -سبحانه وتعالى- وتضمّنا أحكامًا تهمّ البشريّة، وأساسها توحيد الله -تعالى- غير أن أول صحيفة أُنزلت كانت على النبي إدريس -عليه السلام-.