كم عدد الصحابة وأسماؤهم
عدد الصحابة رضي الله عنهم
ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى أنّ عدد الصحابة مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وجَزَم بذلك، ومما يؤكّد ذلك أنّ غزوة تبوك التي وقعت في السنة التاسعة من الهجرة؛ أي قبل وفاة النبيّ بعامين تقريباً، خرج بها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثون ألف مقاتلٍ ومعهم عشرة آلاف فرس، وذلك دون النّساء والأطفال والشيوخ وأهل البوادي ومن كان بعيداً عن المدينة.
ومعلومٌ أنّه لم يتخلّف عن هذه الغزوة إلّا كعب بن مالك وصاحباه، فلو جمعنا كل هذه الفئات لزاد عددهم عن مئة ألف صحابي، ويروي كعب في قصة تخلّفه عن الغزوة فيقول: (والمُسْلِمُونَ مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كَثِيرٌ، ولَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ)، وبلغ عدد مَن نُقلت عنهم الفتوى ما يُقارب مئتين صحابي من إجمالي العدد الكلّي.
يبلغ عدد الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- مئة وأربعة وعشرون ألفاً.
بعض أسماء الصحابة رضي الله عنهم
ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الصحابة بأسمائهم، وأخبر أنّهم من أهل الجنة؛ منهم العشرة المبشرون بالجنّة، وهم:
- أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
- عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
- طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-.
- الزبير بن العوام -رضي الله عنه-.
- عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.
- سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-.
- سعيد بن زيد -رضي الله عنه-.
- أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-.
كما أخبر رسول الله عن غيرهم أنّهم من أهل الجنّة، مثل:
- ثابت بن قيس بن سمّاش -رضي الله عنه-.
- بلال بن رباح -رضي الله عنه-.
- عكاشة بن محصن -رضي الله عنه-.
ولجميع الصحابة فضلٌ مطلقٌ ومكانةٌ لا ينازعهم بها أحد، ولكلٍّ منهم فضائل تميّزه عن غيره، كما يتفاضلون فيما بينهم، وهو ما اتّفق عليه أهل السُّنّة والجماعة، بدليل القرآن الكريم والسُّنّة النبويّة الشريفة، ومن الصحابة أيضاً؛ أسامة بن زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله، وتميم بن أسد الخزاعي، وثابت بن الصامت، وحنظلة بن أبي حنظلة الأنصاري، وغيرهم الكثير.
بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- عدداً من أصحابة بالجنّة، وللصحابة فضل عظيم أقره القرآن الكريم والسنة النبوية.
أكثر الصحابة رواية للحديث
عدّ العلماء الصحابي الذي روى عن رسول الله أكثر من ألف حديثٍ من الرواة المُكثرين من رواية الحديث، وأكثر الصحابة رواية لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلم- سبعة، وهم على الترتيب:
- أبو هريرة -رضي الله عنه-.
- عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.
- أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
- عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.
- عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
- جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
- أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
الصحابي الذي روى عن النبي أكثر من ألف حديث يُعتبر من المكثرين، وهم سبعة صحابة، أكثرهم رواية أبو هريرة -رضي الله عنه-.
أكثر الصحابة علماً وفتيا
اختُصّ مجموعة من الصحابة بالإكثار من الفتوى بناءً على ما كان لديهم من العلم، فكما كان هناك المكثر من الرواية، كان منهم المكثر من الفتوى، ومنهم من جمع بين الأمرين؛ مثل ابن عباس -رضي الله عنه-.
وقد تباينت أقوال العلماء في أكثر الصحابة فُتيا؛ فقيل إنه ابن عباس، وهو قول أحمد بن حنبل، حيث جُمعت فتاوى ابن عباس فبلغت عشرين كتاباً، ورُوي عن مسروق بن الأجدع أنّه قال: اجتمع علم الصحابة عند عمر، وعلي، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وابن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى علي وابن مسعود، وقال الشعبي مثل قول مسروق، إلّا أنّه ذكر أبا موسى بدل أبا الدرداء.
وقد اتّجهت فتاوي هؤلاء الصحابة إلى اتّجاهين؛ حيث كان عمر وابن مسعود وزيد يتشابهون في العلم، ويأخذ كلٌّ منهم عن الآخر، وكان علي وأبو موسى وأُبيّ بن كعب يتشابهون في العلم ويأخذ كلٌّ منهم من علم الآخر، كما كان ابن مسعود يقتدي في فتواه بعمر -رضي الله عنهم جميعاً-.
وعُرف عن مجموعةٍ من الصحابة أيضاً الإفتاء، حيث إنّ الصحابة انقسموا في الفتوى إلى ثلاثة أقسام؛ المُكثرين، والمتوسّطين، والمُقلّين، فيأتي بعد السبعة المكثرين مجموعة آخرون، هم:
- أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-.
- عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
- أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
- معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
- سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه-.
- أبو هريرة -رضي الله عنه-.
- أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
- عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
- سلمان -رضي الله عنه-.
- جابر-رضي الله عنه-.
- أبو سعيد الخدري-رضي الله عنه-.
- طلحة -رضي الله عنه-.
- الزبير -رضي الله عنه-.
- عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-.
- عمران بن حصين-رضي الله عنه-.
- عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-.
- معاوية -رضي الله عنه-.
- ابن الزبير-رضي الله عنه-.
- أم سلمة -رضي الله عنها-.
ويبلغ عدد المُقلّين نحو مئة وعشرين صحابياً، وهم الذين نُقلت عنهم مسألةٌ أو اثنتان أو ثلاثة، ومنهم:
- أبي الدرداء-رضي الله عنه-.
- أبي طلحة -رضي الله عنه-.
- المقداد-رضي الله عنه-.
ولا يعني أن المقلِّين من الفتوى أنّهم كانوا قليلي العلم، فقد يعود ذلك لقلة عدد من أخذوا عنهم العلم أو غير ذلك من الأسباب.
قيل أنّ أكثر الصحابة علماً وفتيا هو ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد انقسم الصحابة في الفتيا بين مكثر ومتوسط ومُقلّ.
العبادلة الأربعة
أُطلق اسم العبادلة على مجموعةٍ من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، ولما سُئل أحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود، أجاب أنّه ليس من العبادلة، ذلك أنّه توفي قبلهم، وأنّ هؤلاء الأربعة احتاج الناس إلى علمهم بعد وفاته.
العبادلة الأربعة؛ أربعة من صغار الصحابة أسمائهم جميعاً عبدالله، وقد احتاج الناس إلى علمهم بعد وفاة عبدالله بن مسعود.
طبقات الصّحابة
اختُلف في تقسيم الصحابة ووضعهم ضمن طبقات بناءً على عدّة معايير، مما جعل الأئمة يختلفون فيما بينهم بعدد هذه الطبقات، فقد جعلهم الإمام أبو حاتم البستي طبقةً واحدة بناءً على اجتماعهم في شرف صُحبة رسول الله، وقام غيره بتقسيمهم وفقاً لأسبقيّة كل منهم في الدخول بالإسلام، مُستدلاً بقوله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى)،
وقسّمهم ابن سعد في الطبقات إلى خمسة أقسام، واعتمد في تقسيمه على أفضليّتهم ومشاركتهم في بدر والحديبية، ومنزلة كلٍّ منهم وما تفاضل به عن غيره من الصحابة، وأشهر هذه الطبقات، هي طبقات الحاكم، حيث عدّ طبقات الصّحابة باثنتي عشرة طبقة.
وهذه الطبقة على النحو الآتي:
- المتقدّمون بالدخول إلى الإسلام في مكة المكرمة، مثل الخلفاء الراشدين.
- الصحابة الذين دخلوا في الإسلام قبل اجتماع الناس في دار الندوة وتشاورهم فيما بينهم.
- المهاجرون إلى الحبشة.
- المبايعون في العقبة الأولى.
- المبايعون في العقبة الثانية، وأغلبهم من الأنصار.
- المهاجرون الذين التقوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقباء قبل وصوله إلى المدينة المنورة.
- المشاركون بغزوة بدر.
- المهاجرون بين بدر والحديبية.
- أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
- المهاجرون بين الحديبية وفتح مكة، مثل؛ خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة.
- الذين دخلوا في الإسلام عند فتح مكة.
- الصبيان والأطفال الذين رأوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة وفي حجة الوداع.
قسّم ابن سعد الصحابة إلى خمسة طبقات بحسب أفضليتهم ومشاركتهم في بدر والحديبية، وأشهر هذه الطبقات طبقة الحاكم التي انقسمت إلى اثنتي عشرة طبقة.