كم عدد آيات سورة التوبة
عدد آيات سورة التوبة
عدد آيات سورة التوبة مئةٌ وتسعةٌ وعشرون آيةً، وهي سورةٌ مدنيَّةٌ ، وقد اتَّفق العلماء في الغالب أنّ سورة التوبة آخرُ سورةٍ اكتمل نزول آياتِها على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من القرآن الكريم، وهي السورة التاسعة في ترتيب سور القرآن الكريم، وعدد كلمات سورة التوبة ألفان وأربعُمئةٍ وسبعةٌ وتسعون كلمةً، وعدد حروفها عشرةُ آلافٍ وسبعُمئةٍ وسبعةٌ وثمانون حرفاً. وقد بدأت سورة التوبة بكلمة براءة، حيث قال -تعالى-: (براءَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ إِلَى الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ)، وقد تمّ ذِكر التوبة فيها كثيراً. وتحدَّثت عن أفعال المنافقين، وكشفت أسرارهم وأفعالهم للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وللصحابة -رضوان الله عليهم-، وطهَّرت قلوب المؤمنين من النِّفاق.
أسماء سورة التوبة
سورة التوبة هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لم تبدأ بالبسملة، والحكمة من ترك البسملة في أوَّلها؛ أنّ البسملة تتضمَّن اسم الله -تعالى- الرحمن الرحيم ، وهذه البسملة تدلُّ على السِّلم والأمان، وسورة التوبة نزلت في وقت رفع الأمان ونقض العهود من قِبَل المشركين، كما نزلت في فَضح المنافقين وذكر صفاتِهم، وهذه الحرب وهذا البراءُ والنَّبذ يتنافى مع البسملة وما تتضمَّنه من معاني السلام والرحمة. وقد وردت لسورة التوبة أسماءٌ عديدةٌ، وهذا يدلُّ على أنّها سورةٌ مستقلَّةٌ عما قبلها من السور، ونذكر هذه الأسماء فيما يأتي:
- التوبة: وسُمّيت بذلك لكثرة ورود موضوع التوبة في آياتها، فقد قال الله -تعالى- فيها: (ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا)، كما قال -تعالى-: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ).
- براءة: وسُمّيت بذلك لأن السورة بدأت بكلمة براءة، حيث قال الله -تعالى- في مطلع السورة: (براءَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ إِلَى الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ).
- الفاضحة: وسُمّيت بذلك لأنّ آياتِها فضحت أعمال المنافقين وكشفت عن أسرارهم وأفعالهم أمام النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصَحبِه، وهذا الاسم ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
- المُبعثِرة: وسُمّيت بذلك لأنّها تُبعثِر أفعال المنافقين وأسرارهم، وهذا الاسم ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
- المُقَشْقِشَة: وسُمّيت بذلك لأنّها تُطهِّر وتُنقِّي قلب المؤمن وتُبرِّئُه من النِّفاق، وهذا الاسم ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
- البَحُوث: وسُمّيت بذلك لأنّها تبحث عن النفاق ويتمُّ ذكره في آياتها، وقد ورد هذا الاسم عن أبي أيوب الأنصاريِّ -رضي الله عنه-.
- العذاب: وسُمّيت بذلك لأنّها ذكرت عذاب الكفار وأكَّدت بأنّ عذاب الكفار سيكون مرَّةً بعد مرَّةٍ؛ فقد قال -تعالى-: (سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَينِ ثُمَّ يُرَدّونَ إِلى عَذابٍ عَظيمٍ).
- الحافرة: وسُمّيت بذلك لأنّها أنّ النفاق محفورٌ في قلوب المنافقين، ومثال ذلك قول الله -تعالى-: (إِلّا أَن تَقَطَّعَ قُلوبُهُم)، وقوله -تعالى-: (فَأَعقَبَهُم نِفاقًا في قُلوبِهِم إِلى يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللَّـهَ ما وَعَدوهُ وَبِما كانوا يَكذِبونَ).
أهداف سورة التوبة وموضوعاتها
نزلت سورة التوبة على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في آخر السنة التاسعة من الهجرة إلى المدينة المنورة، وفي هذه السنة خرج النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أصحابه إلى منطقة تبوك لقتال الرُّوم، وفي آخر السنة التاسعة من الهجرة أيضاً خرج أبو بكرٍ الصِّدِّيق -رضي الله عنه- مع المسلمين قاصداً البيت الحرام لأداء مناسك الحجِّ، وقد نزلت سورة التوبة في هذه الفترة من الأحداث وتضمَّنت أهدافاً كثيرة، نذكرها فيما يأتي:
- حدَّدت القانون الأساسيَّ الذي تقوم عليه الدولة الإسلامية، وذلك بإلغاء المعاهدات مع مشركي قريشٍ وقطع الولاية معهم، ومنعهم من الحجِّ، ووضع القوانين التي تسمح ببقاء أهل الكتاب في جزيرة العرب، وجواز التعامل بينهم وبين المسلمين.
- أظهرت ما تخفيه قلوب الذين يتَّبعون النَّبيَّ محمَّداً -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وبيَّنت المتثاقلين منهم والمتخلِّفين والمُبَطِّئين حين دعاهم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى حرب الرُّوم.
- كشفت سورة التوبة في آياتها عن قلوب المنافقين وحقدهم وعن أعمال النفاق التي يقومون بها، وأظهرت الفِتن التي قام بها المنافقون لإيذاء النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمسلمين.
- طبعت هذه السورة على قلوب الكافرين بالبراءة، فقد تبرَّأ الله -تعالى- ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منهم في أول السورة.
- ذكرت الآيات أنّ مستمع القرآن الكريم في أمانٍ وحفظٍ من الله -تعالى-.
- ذكرت منع الكفار من عمارة المسجد الحرام، ويكون الحقُّ للمسلمين فقط في عمارته، ومنعهم من دخول البيت الحرام وحضور موسم العمرة والحج.
- نهى الله -تعالى- في آيات سورة التوبة المسلمين عن موالاة الكافرين.
- تحدَّثت الآيات عن غزوة حُنَين، والأمرِ بغزوة تبوك.
- أمر الله -تعالى- بفرض الجزية على أهل الكتاب، ونفي ما قاله أهل الكتاب عن سيِّدنا عزيرٍ -عليه السلام- وعن عيسى بن مريم -عليه السلام-، ونَهت عمّا يفعله أحبار اليهود من أكل أموال الناس بالباطل.
- أكَّدت على أنّ الرسالة التي جاء بها النَّبيُّ محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي رسالة الحقِّ والصدق من الله -تعالى-.
- ذكرت آيات سورة التوبة عذاب الذين يمنعون الزكاة، وأمر الله -تعالى- فيها بتقسيم الصدقات على مستحقّيها.
- ذكرت خروج النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أبي بكرٍ الصِّدِّيق -رضي الله عنه- إلى الغار بجبل ثورٍ .
- ذكرت تكذيب المنافقين للدِّين الحقِّ واستهزائهم بالنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبالمسلمين، وقد نهى النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الاستغفار لأحبّاء المنافقين والصلاة على أمواتهم.
- نهى الله -تعالى- الأعراب عن شِدَّتهم وتمسُّكهم بالدِّين الباطل، ومدح مَن تمسَّك منهم بالدِّين الحقِّ.
- ذكرت نَيل المؤمنين رضا الله -تعالى- عليهم؛ وذلك بسبب توافقهم مع بعضهم البعض.
- ذكرت قبول الله -تعالى- توبة التائبين، ونبَّهت المسلمين على أنّ مسجد ضِرار بُني للفساد، وأنّ مسجد قُباء بُني للطاعة والتقوى، كما ذكرت مبايعة الله -تعالى- للذين يضحُّون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله من المسلمين بالجنة.
- ذكرت قبول الله -تعالى لتوبة المتخلِّفين في غزوة تبوكٍ ، وذكرت رحمة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأمَّة المسلمين، كما ذكرت نَهي الله -تعالى- للنَّبيِّ إبراهيم عن الاستغفار للكافرين.
- أمر الله -تعالى- المسلمين بالعلم والفقه في الدين الإسلامي.