كم عاش فرعون
مدّة عيش فرعون وحكمه
أكّد العديد من المؤرّخين على أنّ فرعون الذي كان في زمن سيدنا موسى -عليه السلام- هو رمسيس الثاني لا غيره، وذلك من خلال عدّة حسابات فلكية لتاريخ أحداث وقعت في زمن رمسيس الثاني، وقد قيل إنّ فرعون عاش من 1213-1303 قبل الميلاد؛ أي 90 سنة تقريباً، وقد سمّاه المصريون برمسيس الأكبر بسبب طول مدّة حياته وحكمه.
وقيل إنّ ميلاد فرعون كان في 22-10-1326 قبل الميلاد، أمّا يوم غرقه ونجاة موسى -عليه السلام- مع قومه فكان في 29-4-1227 قبل الميلاد، وقد أثبت عدّة علماء ومختصّين أنّ فرعون قد تولّى الحكم لمدة 67 سنة، وقيل إنّه حكم مصر لمدة 66 سنة.
ويجدر التنويه إلى أنّ بعض العلماء والباحثين المتأخّرين اختلفوا فيما إذا كان رمسيس الثاني هو نفسه فرعون، فقيل إنّه هو، وقيل بل هو توت عنخ أمون، وقيل غير ذلك، ثمّ بيّن العديد من المختصّين والعلماء أنّ هذه الأقوال لا يوجد أدلة صريحة عليها، فتبقى من قبيل العلم الظنّي والاحتمالات.
مدّة عيش فرعون بعد دعاء موسى عليه
دعا سيدنا موسى -عليه السلام- على فرعون بالهلاك، قال -تعالى- مبيّنا ذلك على لسان سيدنا موسى: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ* قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
وقد عاش فرعون بعد هذه الدعوة 40 سنة، فقد نقل ابن جريج أنّ فرعون عاش 40 سنة بعد دعوة موسى عليه، وكذلك الطبري، والضحاك، وابن الجوزي، إذ يقول: "كان بين الدعاء والإجابة أربعون سنة"، أما الحكمة من ذلك -إذا ثبت- فهو لأنّ الله -عز وجل- أراد أن يُملي لهم لكي يزدادوا إثماً، فإذا أخذهم لم يفلتهم، قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).
مصير جثمان فرعون موسى
حفظ الله -تعالى- جسد فرعون ليكون آيةً ومعجزةً للناس من بعده، حيث نجّى الله -تعالى- سيدنا موسى -عليه السلام- ومَن آمن معه من فرعون وجنوده، إذ أمر الله سيدنا موسى أنْ يضرب بعصاه البحر، فانشطر البحر إلى قسمين وأصبح ما بينهما يابسة يمشون عليها، ثمّ لحقهم فرعون وجنوده، وما أنْ وصلوا البحر حتى أطبق عليهم وأغرقهم.
قال -تعالى-: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)، وقد شاء الله -تعالى- أنْ يجعل جسد فرعون بعد موته عبرةً للناس، فبقي جسده بعد موته سليما حتى يكون دليلاً على هلاكه، وفي ذلك يقول الله -عز وجل-: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ).