أضرار التدخين على البيئة
أضرار التدخين على البيئة
تُوضّح النقاط الآتية أضرار التدخين وآثاره المُدمّرة على البيئة:
إزالة الغابات
تُعتبر مادة التبغ المكوّن الرئيسي لصناعة السجائر، وتُزرع هذه المادة في الغابات المطيرة، ويُشار إلى أنّ زراعة التبغ بدأت في الحقول الصغيرة، وأصبحت فيما بعد تُغطّي مساحات شاسعة من الحقول الكبيرة، إذ إنّ الحاجة إليها تُؤدي إلى إزالة الغابات في المناطق المزروعة فيها وبالتالي إلحاق الضرر في البيئة، ويجدر بالذكر أنّ أعقاب السجائر المُحترقة أو قدّاحات السجائر تتسبّب في إشعال الحرائق بشكل لا يُعدّ ولا يُحصى في الغابات والأراضي في جميع أنحاء العالم، حيث تُؤدّي هذه الحرائق إلى موت نحو 17,000 شخص سنوياً، فضلاً عن الأضرار التي تُلحقها بالممتلكات، إذ وصلت الخسائر إلى أكثر من 27 مليار دولار أمريكي في كلّ عام.
تلوث الهواء
يُؤدّي احتراق التبغ عند تدخين السجائر إلى انبعاث دخان يُعرف باسم التدخين السلبي، حيث يضمّ ما يزيد عن 7000 مادة كيميائية سامّة تُساهم في تلوّث البيئات الخارجية والداخلية، وقد تبقى سامّة حتّى بعد إطفاء السجائر، بينما يُمكن للدخان السلبي الثالث أو الدخان التراكمي وهو بقايا التدخين السلبي الذي يتجمّع في البيئات الداخلية على الأسطح والمواد المختلفة وفي الغبار أن يكون له تأثير كبير على جودة الهواء ، فقد يتحوّل مع مرور الوقت إلى مواد عالية السمِّية، بالإضافة إلى أنّه قد يتمّ التخلّص من هذه المواد الملوّثة ببقايا الدخان السلبي في مدافن النفايات وبالتالي زيادة خطر حدوث التلوّث البيئي .
تزيد المعالجة الصناعية وتدخين السجائر من خطر تلوّث الهواء، وذلك من خلال دخول كميات ضخمة من المواد المُلوّثة إلى الغلاف الجوي، حيث يُلوّث الدخان غير المباشر الهواء مباشرةً، ويُشار إلى أنّ عملية التّصنيع تُطلق المُلوّثات بعدّة طرق؛ تبدأ من الأراضي المزروعة بمادة التبغ ، حيث تُطلق الآلات المُستخدمة غازات الاحتباس الحراري أو غازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة، وتستمرّ عملية إطلاق المُلوّثات عند إشعال الحرائق في الأخشاب في عملية المعالجة، ممّا يتسبّب في انبعاث مواد كيميائية سامّة وضارّة في الجو، كما تُؤدّي عمليتي النقل والشحن سواء في عملية التصنيع أو التوزيع على الأسواق في جميع أنحاء العالم إلى زيادة انبعاث غازات الدفيئة وبالتالي زيادة تلوّث الهواء.
التلوث البيئي
تحتوي أعقاب السجائر ونفايات منتجات التبغ الأخرى (بالإنجليزية: Tobacco Product Wastes) على مواد سامّة ومُسرطنة ضارّة بالبيئة، إذ تُعدّ من العناصر الأكثر شيوعاً التي تُلتقط في عمليات تنظيف المدن والشواطئ في كافّة أنحاء العالم، وتُشير معظم الدراسات إلى أنّ المواد الناجمة عن أعقاب السجائر تُعدّ سامّةً للكائنات الحية المائية الدقيقة والأسماك، إضافةً إلى تلوّث المياه العذبة والمالحة، كما أنّ هذه المواد السامّة قد تتواجد أيضاً على جوانب الطرق، ويرجع سبب ذلك إلى التخلّص من أعقاب السجائر في البيئة، والتي يبلغ عددها بالتريليونات على مستوى العالم.
تتكّون مرشحات السجائر من مادة بلاستيكية تُسمّى بأستات السللولوز (بالإنجليزية: Cellulose acetate)، ويُؤدّي رمي أعقاب السجائر في البيئة إلى تلوّثها؛ نظراً لامتصاص البيئة للمواد الكيماوية والمواد السامّة الموجودة فيها، مثل: النيكوتين والمعادن الثقيلة والعديد من المواد الكيميائية الأخرى، وتُشير بعض الدراسات الحديثة إلى أنّ التّخلص من أعقاب السجائر عن طريق رميها في البيئة تحول دون نمو النباتات، بالإضافة إلى أنّها تنتقل تلقائياً إلى المجاري المائية، ومن ثمّ إلى المحيطات.
تُمثّل السجائر أكثر من ثلث إجمالي القمامة التي يتمّ تجميعها، وبنسبة تصل إلى 38%، إذ يتخلّص غالبية الأشخاص المُدخّنين من أعقاب السجائر على الأرض وفي الشوارع العامّة، والتي يحتاج تنظيفها إلى ملايين الدولارات.
التّأثير على الأسماك المائية
يُمكن أن تضرّ السجائر بالأسماك بطرق مُتعدّدة، فقد تصل مرشحات السجائر إلى النظام البيئي المائي، وتأكلها الأسماك نظراً لتشابهها مع طعام الأسماك مثل الحشرات، ويُؤدّي دخول هذه المرشحات إلى أجسام الأسماك وبقائها في الداخل إلى التقليل من سعة المعدة، وبالتالي التأثير بشكل سلبي على عاداتهم الغذائية، كما وتُعدّ أعقاب السجائر سواء المُلقاة على شواطئ البحار أو التي يتمّ التخلّص منها في الشوارع العامّة من النفايات السامّة جداً للحياة البحرية، ويُشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الدراسات والأبحاث تُظهر مدى سُمّية وشدة خطورة المواد الكيميائية التي تتسرّب من أعقاب السجائر على الكائنات المائية، والتي تضمّ النيكوتين، والزرنيخ، والمعادن الثقيلة.
التّأثير على صحة الحيوانات الأليفة
يُؤثّر التدخين على الحيوانات الأليفة بشكل سلبي، ويُسبّب لها العديد من الأمراض، حيث وُجد أنّ القطط المنزلية التي تعرّضت للتدخين السلبي أو غير المباشر كانت أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية بما يزيد عن الضعف مقارنةً بالقطط التي تعيش في منزل خالٍ من التدخين، وارتفعت نسبة الإصابة إلى 3 أضعاف إذا كانت قد تعرّضت للتدخين السلبي مدة 5 أعوام فأكثر.
تُظهر الدراسات أنّ الكلاب ذات الأنف الطويل تكون عُرضةً للإصابة بسرطان الأنف عند تعرّضها للتدخين السلبي، بينما تكون الكلاب ذات الأنف المتوسط والقصير أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الرئة، وأمّا القطط فقد تكون عُرضةً لحدوث أورام في الفم عند تجمّع البقايا السامّة للدخان على فرائها والذي تتناوله عندما تُنظّف نفسها، وكذلك الطيور فنظراً لصغر حجمها وحجم جهازها التنفسي فإنّها تمتلك قدرةً عاليةً على امتصاص الأكسجين المُتواجد في الهواء مع كلّ السموم المتطايرة فيه، إضافةً إلى تناولها لهذه السموم عند محاولتها تنظيف جسدها.
التّأثير على الثروة الحيوانية
يُساهم التدخين في إلحاق الضرر بالثروة الحيوانية والمزارع المنتشرة في كافّة أنحاء العالم؛ نظراً للتأثير الكبير الذي تُخلّفه فضلات السجائر، إذ إنّ أعقاب السجائر والعبوات التي تحفظها تحتوي على مواد كيميائية سامّة، وقد تكون شديدة الخطورة على الكائنات الحية في حالة تناولها، فالأغنام على سبيل المثال، عندما تأكل من القمامة المُلوّثة بأعقاب السجائر تتأثّر سلباً بالمواد السامّة التي تتسبّب لها بالمرض أو الموت في بعض الأحيان.
يُشار إلى أنّ مخلفات السجائر تُؤثّر أيضاً بشكل سلبي على التربة، وتؤدي إلى تلوّثها بالمواد السامّة، إضافةً إلى تأثُّر الأعشاب والنباتات التي تنمو في تلك المنطقة، والتي تُعتبر الغذاء الرئيسي للماشية وللعديد من الحيوانات الأخرى، مثل حيوانات الرعي، حيث تمرض هذه الحيوانات عندما تتغذّى على النباتات المسمومة.
تعريف التدخين
يُعرّف التدخين (بالإنجليزية: Smoking) على أنّه عملية حرق مادة نباتية أو مجموعة متنوّعة من المواد النباتية، وقد تكون هذه المواد الماريجوانا أو الحشيش، إلا أنّها غالباً ما تكون مادة التبغ، والتي ينتج عن احتراقها مادة النيكوتين التي لها تأثيرات مُحفّزة ومُهدّئة نفسياً، ممّا يتسبّب في حدوث الإدمان، ويُشار إلى أنّ تدخين التبغ يتمّ من خلال عدّة وسائل مثل السيجارة، أو السيجار، أو الغليون.