كلمة عن عيد رأس السنة
كلمة عن الابتهاج العالمي بعيد رأس السنة
في آخر أيام كانون الأول من كل عام، يحتفل العالم بعيد رأس السنة، ينتظرون جميعًا حلول الساعة 12 من مُنتصف الليل، إيذانًا بانتهاء عام حمل بين طيّاته نجاحات من جهة، ومن جهة أخرى إخفاقات وخيبات.
كان يتمايل بين فرح وحزن لا يلبث أن يبقى على حال واحدة، وبدء عام جديد، يفرح بقدومه العالم كأنّه لم يرَ الحزن أبدًا في أعوامه السابقة، ويأمل فيه الجميع أن يكون عام تحقيق الأحلام، وأن ينبت من حطام السنين ما يثلج القلب وتألفه الروح.
بالرغم من اختلاف العالم من محطّة إلى أخرى في الأديان والثقافات والعادات والتقاليد، كأنّه يتوحّد في الاحتفال بعيد رأس السنة، يتوحّد العالم في إعلان فرحه وابتهاجه بالنهاية التي هي بداية بالعام الجديد، كل منهم يحمل أحلامه على عاتقه، يمضي بها قُدمًا نحو تحقيقها، يقوى على ذلك بالإيمان والأمل والعمل، مُستندًا على العائلة والأصحاب والأحباب.
كلمة عن عطلة عيد رأس السنة
تُشرق شمس يوم جديد مُعلنة ولادة عام جديد، تنتشر العطلة أول أيام العام في أرجاء الوطن احتفالاً بعيد رأس السنة، وكأنّها استراحة من تعب العام الماضي، واستعدادًا للعام الجديد، ويجدّد فيها الناس أحلامهم، ويضعون أهدافهم للعام القادم راجين ألا ينقضي إلا وقد نالوا مرادهم، وأن ينقضي العام لا ف اقدين ولا مفقودين.
تنتشر في عطلة رأس السنة رائحة الابتهاج والسرور، وتعلو أصوات الأمل الراقد في أعماقنا، وترتفع أصوات الابتهالات والدعوات، آملين أن يكون العام الجديد خفيف الوَقْع، فيمرّ حبًا، ويجيء أهلاً، ويحلّ سهلًا.
تُشعرنا عطلة رأس السنة عندما نقضيها بين الأهل والأصحاب بأنّها جاءت لندرك قيمة من منحونا حبّهم طوال الأعوام الماضية، فتكون كشكر وعرفان لهم، لأنّهم معنا في عطلة رأس السنة الآن، كما كانوا في العام الماضي وقبله من الأعوام، فهم الذين لم يتبدلوا بتبدل السنون، ولم ينقضوا بانقضاء الأعوام، ولا يتقلبون بتقلبها.
كلمة تهنئة للمُجتمع بعيد رأس السنة
لكلّ بداية نهاية، وكلّ نهاية هي بداية جديدة، وها قد أوشكت أن تُشرق شمس يوم جديد مُستقبلة عام جديد، ومُودّعة عاما مضى، بكلّ ما فيه من أفراح وأتراح، بسمات وأحزان، وها نحن بسم الله نسير قدماً نحو عام وذكريات جديدة، تبعث فينا حبًا ويقينًا، فكما قال الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه: "من يترك نفسه أسيرًا للماضي يفقد المُستقبل".
يجدر بنا في هذه المُناسبة أن نُهنّئ شعبنا العظيم خاصةً، والأمة العربية عامةً، وأن نكون على قدر عالٍ من العزم على المضي قدماً في هذا العام، نحو أحلامنا وآمالنا الفردية والجماعية، فنحن شعب كما قال فينا رسولنا -صلّى الله عليه وسلم- كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له الجسد بالسهر والحمى.
نسأل الله تعالى أن يكون عامكم هذا هنيئا مليئا بالبشارات، بعد سنوات عجاف، يغيث الصدور، ويجبر ما كسرته السنون، وينبت من حطام الأيام الخوالي ما يكون عونًا لصاحبه على مُجابهة الأيام وكدرها، وكلّ عام وأنتم بألف خير، أفرادًا وشعبًا وقيادةً ووطنًا.
كلمة تهنئة للوطن بعيد رأس السنة
أمّا بعد، فإنّ عامنا هذا قد آذن بوداع، وعامًا جديدًا أوشك على الاطلاع، ولما كان الوطن هو دار أمننا وأماننا، وحللنا به أهلًا ونزلنا به سهلًا، فإنّ الأحرى بنا أن نزفّ إليه أحرّ التهاني بمُناسبة بدء عام جديد، وقد كان ولا زال عزيزًا شامخًا يأبى أن يذلّ أو يُهان.
آملون في عامنا هذا أن نبلغ به أعالي المجد، إيمانًا منّا بوطننا الأغرّ وأننا الأجدر بذلك، ونكون له خير أبناء كما كان لنا خير وطن طوال الزمن، قال الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه-: الشعب دون أرضه جالية، والهوية بلا وطن مُستودع ذكريات حزينة.
نسأل المولى عزّ وجل أن يُديم على وطننا أمنه واستقراره، خيراته وأفضاله، وأن نبقى في كنفه عزّ الشعب، وعزّ من يستحقّ أن يكون على أرضه عامًا تلوَ عام، وأن يبقى عامرًا بقيادته عزيزًا، شامخًا، سديد الرأي، وكلّ عام والوطن بألف خير، قال الشاعر:
يا حبَّذا وَطَنٌ يضمُّ تلاديا
- إن قيلَ من يفديهِ كنتُ الفاديا
فيهِ كنوزُ أحبَّتي وقبورُهم
- أوَ لا أردُّ عن الذخائرِ عاديا
هذا الترابُ مقدَّسٌ برفاتهِ
- ونباتهِ وبهِ أفي أجداديا