أضرار أشعة جاما
أضرار أشعّة جاما على الكائنات الحيّة
تعتمد شدّة الآثار التي تتسبّب بها أشعّة جاما على مجموعة من العوامل الفيزيائيّة، مثل: جرعة الإشعاع، ووقت التعرّض، بالإضافة إلى بعض العوامل البيولوجيّة، مثل: أنواع الكائنات الحيّة، والعمر، والجنس، كما تعتمد على الآليات التي يعتمد عليها الكائن الحي في حماية نفسه من هذه الإشعاعات، وآليات إصلاح الخلل الناجم عن التعرّض للإشعاعات، وتكمن الأضرار التي تنتج من التعرّض لهذا النوع من الإشعاعات في حدوث خلل في جينات الكائنات الحيّة، والبروتينات والخلايا الحيّة، والأعضاء الحيويّة، وبالتالي تؤثّر على السكّان والمجتمعات ككلّ، كما تؤثّر على الشبكات الغذائيّة، وتؤدّي إلى حدوث أضرار في نموّ الكائنات الحيّة وتكاثرها، مما يؤدّي إلى خلل في بنية وعمل النظم البيئيّة .
أضرار أشعّة جاما على الإنسان
تشكّل أشعّة جاما خطراً حقيقيّاً يهدّد جسم الإنسان بأكمله، حيث تعدّ من الإشعاعات التي تمتلك قوّة اختراق كبيرة، فيمكنها أن تخترق الموادّ التي لا تخترقها الأنواع الأخرى من الإشعاعات، مثل: الجلد والملابس، وقد يتطلّب إيقافها حاجزًا من الرصاص أو الخرسانة، وبالتالي فإنّ أشعّة جاما قادرة على اختراق جسم الإنسان بأكمله، لتسبّب أثناء مرورها تأيّناً يؤدّي إلى حدوث تلف فوريّ في أنسجة الجسم و الحمض النوويّ ، وقد يؤدّي التعرّض لمستويات عالية جداً من إشعاعات جاما إلى أضرار صحيّة جسيمة، مثل: حروق الجلد، ومتلازمة الإشعاع الحادّ، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والسرطان.
تعريف أشعة جاما
أشعة جاما (بالإنجليزية: Gamma rays) هي من أنواع الإشعاعات المتأينة ، وتعرّف على أنّها حزمة من الطاقة الكهرومغناطيسيّة أو الفوتونات المنبعثة من النويدات المشعّة، والناتجة من ظاهرة الاضمحلال الإشعاعيّ ، وتعتبر أشعّة جاما الأكثر نشاطاً في الطيف الكهرومغناطيسيّ ، وتعدّ أشعة جاما سلاح ذي حدّين، حيث لها استخدامات واسعة إذا ما تمّ استخدامها وفق معايير وشروط معيّنة، كاستخدامها في المجالات الطبيّة، وحفظ الأغذيّة، وقد تصبح ضارّة وشديدة الخطورة في ظروف معيّنة.
أشعّة جاما والسرطان
لقد خلص العلم إلى أنّ أشعّة جاما تعتبر من المواد المسرطنة للإنسان، حيث تشير الدراسات إلى أنّه إذا ما تعرّض الإنسان إلى جرعات عالية من الإشعاع فإنّه يكون عرضةً لخطر الإصابة بالسرطان، وقد وردت أدلّة عدّة تؤيّد هذه النتيجة، مثل الدراسات التي أجريت على الناجين من القنبلة الذريّة في ناجازاكي وهيروشيما، وكذلك الأشخاص الذين تعرّضوا للإشعاعات في حادثة تشيرنوبل النوويّة، والمرضى الذين تمّ علاجهم باستخدام هذه الأشعة، بالإضافة للأشخاص المعرّضين لهذه الأشعّة بحكم عملهم، مثل العمّال الذين يعملون في مناجم اليورانيوم.
تزيد نسبة الإصابة عند الأطفال الذين تعرّضوا للإشعاع عمن هم أكبر سنّاً، بينما انخفضت النسبة في الأجنّة التي في الأرحام، ومن السرطانات التي قد يسببّها التعرّض للإشعاع: سرطان الدم (اللوكيميا)، وسرطان الغدّة الدرقيّة، وسرطان المثانة، وسرطان الرئة، وسرطان المريء، وسرطان الكبد، وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ السرطان الناجم عن التعرّض للإشعاع يحتاج لسنوات حتى يظهر.