كلام غزل للحبيبة
كلام غزل للحبيبة
لاحتواء قلب الحبيبة، يجب على الرّجل أن يُسمعها عباراتٍ جميلة وغزلاً، يجعلها عاشقةً له ولكلماته، وهذه بعض كلمات الغزل للأحبّة:
صلاة الحبّ
-إبراهيم ناجي
أحقّاً كنت في قربي
لعلّي واهمٌ وهماً
تكلَّمْ سيّدَ القلبِ
وقل لي: لَمْ يكن حُلماً
دنوتَ إِليَّ مستمعاً
فُبحْتُ، وفرطَ ما بحْتُ
بعادك والذي صنعا
وهجرُك والذي ذقتُ
وحبِّي! ويحه حبِّي
تَبيعك حيثما كنتَ
تكَلَّمْ سيّدَ القلبِ
وقل بالله ما أنتَ؟!
أرى في عمق خاطركَ
جلالاً يشبه البحرا
وألمحُ في نواظركَ
صفاء الرّحمة الكبرى
وأنت رضىً وتقبيلُ
وأنت ضنىً وحرمانُ
وفي عينيك تقتيلُ
وفي البسمات غفرانُ
وأنت تَهَلُّلُ الفجرِ
وبسمتُه على الأفق
وحيناً أنَّهُ النّهر
وحزان الشّمس في الغَسقِ
وأنت حرارةُ الشّمسِ
وأنت هناءةُ الظلِّ
وأنت تجاربُ الأمسِ
وأنت براءةُ الطفل
وأنت الحسنُ ممتعاً
تحدَّى حصنه النجما
وأنت الخيرُ مجتمعاً
وعندك عرشهُ الأسمى
وعندك كل ما أظما
وردّ القلبُ لهفانا
وعندك كل ما أدمى
وزاد الجرح إِثخانا
وعندك كل ما أحيا
وشدَّد عزمه الواهي
حنانُكَ نضرة الدّنيا
وقربُكَ نعمةُ اللهِ!
وفيم هواجس القلب
وفيم أطيلُ تسآلي
أحبك أقدسَ الحبِّ
وحبك كنزيَ الغالي
سناكَ صلاة أحلامي
وهذا الركنُ محرابي
بهِ ألقيت آلامي
وفيه طرحت أوصابي
هوىً كالسحر صيّرني
أرى بقريحة الشّهبِ
وطهَّرني وبصَّرني
ومزَّق مغلقَ الحجبِ!
سموت كأنّما أمضي
إلى ربٍّ يناديني
فلا قلبي من الأرض
ولا جسدي من الطّين!
سموت ودق إِحساسي
وجُزتُ عوالم البشر
نسيت صغائر النّاسِ
غفرت إِساءَة القدرِ!
القمر العاشق
-علي محمود طه
إذا ما طاف بالشّرفة ضوء القمر المُضنى
ورفّ عليكِ مثل الحلم أو إشراقة المعنى
وأنت على فراش الطّهر، كالزّنبقة الوسنى
فضمّي جسمك العاري، وصوني ذلك الحسنا
أغار عليك من سابٍ، كأنّ لضوئه لحنا
تدقّ له قلوب الحور أشواقاً، إذا غنّى
رقيق اللمس، عربيدٌ، بكل مليحةٍ يُعنى
جريءٌ، إن دعاه الشّوق، أن يقتحم الحصنا
أغار، أغار إن قبّل هذا الثّغر أو ثنّى
ولفَّ النّهد فى لينٍ، وضمّ الجسد اللدنّا
فإنّ لضوئه قلباً، وإنّ لسحره جفنا
يصيد الموجة العذراء من أغوارها وهنا
فردّيَ الشّرفة الحمراء دون المخدع الأسنى
وصونى الحسن من ثورة هذا العاشق المضنى
مخافة أن يظنّ النّاس فى مخدعك الظنّا
فكم أقلقت من ليلٍ، وكم من قمرٍ جنّا
رسالة حبّ صغيرة
-نزار قبّاني
حبيبتي، لديَّ شيءٌ كثيرْ..
أقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..
من أينَ، يا غاليتي أَبتدي
وكلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ، يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ وهذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
واشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير..
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي: يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى والغديرْ
واللّوزَ .. والتوليبَ، حتّى أنا
تسيرُ بِيَ الدّنيا إذا ما أسيرْ
وقال ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً .. يراني النّاسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ؟
قراءة في وجه حبيبتي
-محمود درويش
وحين أحدّق فيك
أرى مدناً ضائعةً
أرى زمناً قرمزيّاً
أرى سبب الموت والكبرياء
أرى لغةً لم تسجّل
وآلهة تترجّل
أمام المفاجأة الرّائعة.
وتنتشرين أمامي
صفوفاً من الكائنات التي لا تسمّى
وما وطني غير هذه العيون التي
تجهل الأرض جسماً.. وأسهر فيك على خنجر
واقفاً في جبين الطّفولة
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة
وأنت جميلة
كعصفورة نادمة..
وحين أحدّق فيك
أرى كربلاء
ويوتوبيا
والطّفولة
وأقرأ لائحة الأنبياء
وسفر الرّضا والرذيلة..
أرى الأرض تلعب
فوق رمال السّماء
أرى سبباً لاختطاف المساء
من البحر
والشّرفات البخيلة !..
رسمتِ عينيكِ على أوراقي
رسمتِ عينيكِ على أوراقي
بقلم الرّصاص
ورسمتُهما أنا بكلّ أشواقي
وبكلّ إخلاص
عيناك الّلتان
تخترقان صدري كالرّصاص
من أنتِ؟ يا من سلبتِ مشاعري وأحاسيسي
من أنتِ؟ يا من تفجّر بركان شوقي إليها
من أنتِ؟ يا من هلّت مدامعي من أجلها
من أنتِ؟ يا من عجزت الرّوح عن نسيانها
من أنتِ؟ يا من جعلتني أتحسّر ألماً
على ما مضى من عمري بدونك
رحماكِ سيّدتي..
رحماكِ على قلبٍ ينشطر ألماً في غيابك
رحماكِ على روحٍ ترتوي من عذب همساتك
رحماكِ يا سيّدتي، ما عدت أقوى على الحياةبدونك