أصعب لغات العالم
اللّغة
اللّغة أصواتٍ يُعبّرُ فيها النّاس عن الأشياء التي يريدون شرحها لغيرهم، وهي الصّوتُ الذي يصدرُ عن الإنسان باستخدامِ الكلام. تُعرفُ اللغة أيضاً بأنّها كلامُ النّاس الذي يُكتَبُ أو يُنطَق، وتُعدُّ وسيلةً من وسائل التّفاهم والتّواصل بينهم؛ لأنّها تُساعدهم في التّعبير عن أنفسهم. ومن التّعريفات الأُخرى للّغة أنّها استخدامُ الكلمات المنطوقة أو المكتوبة في بناءِ حوارٍ بين شخصين أو أكثر، ويُساهمُ في تعزيزِ تبادل الأفكار بينهم بطريقة مُناسبة، وتُحقّقُ الفهم الصّحيح من عمليّةِ الاتّصال بين النّاس.
بناء اللّغة
تشتركُ أغلبُ لغاتِ العالم بمجموعةٍ من القواعد الأساسيّة التي تحافظُ على بنائها بطريقةٍ صحيحة، وهي:
- النمّط الصوتيّ: هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأصوات التي ينطقها الإنسان وتُساهمُ في تشكيل الكلمات والجُملِ التي يقولها أثناء كلامه أو حديثه مع الآخرين، ويتراوحُ عدد الأصوات في أغلبِ اللغات بين 20-60 صوتاً.
- الكلمات: هي المعاني التي تُظهِرها الأصواتُ بوضوح، والتي تُساهمُ في الدّلالةِ على شيءٍ ما، أو عملٍ ، أو فكرةٍ مُعيّنة يجبُ توضيحها حتى تُفهمَ بسهولة عن طريق الكلمات.
- القواعد النَحويّة: هي الأسلوبُ الذي يُستخدَمُ في ربطِ الكلمات معاً، ويُساعدُ على تركيبِ الجُمل اللغويّة بطريقةٍ صحيحة، وضمن القواعد النحويّة، والمبادئ الخاصّة في كل لغةٍ ممّا يُساهمُ في فهمِ الطّريقة التي تنطقُ، وتُكتَبُ فيها حروفها وكلماتها.
تطوّر اللّغة
إنّ أغلبَ لغاتِ العالم عموماً لا يظلُّ مبناها اللغويّ ثابتاً؛ بل تتطوّرُ مع التّطورات اللغويّة المُرتبطة بالتطوّر المجتمعيّ والزمنيّ المُحيط بكل لغةٍ من هذه اللّغات، وبعض التغيّرات التي تحدثُ في اللّغاتِ العالميّة قد ترتبطُ بأسبابٍ واضحةٍ ومعروفة، أو مجهولة غير مفهومة، وتنتجُ عن ظهورِ العديدِ من المُتغيّرات العالميّة أو الاجتماعيّة بين مُتحدِّثي كل لغة؛ فمثلاً قبل عصر الحاسوب لم تكن المفردات الخاصّة به معروفةً في مبنى اللّغات المَحكيّة عالميّاً، ولو استُخدِمتْ المفردات الحاسوبيّة في العصور الزمنيّة الماضيّة لتفاجَأ المُتحدّثون باللّغة من هذه المصطلحات الجديدة والدّخيلة على لغتهم في وقتها، ولكن مع مرور الوقت وظهور العديدِ من الاختراعات الحديثة ، ومن ضمنها الحاسوب، ساهم ذلك في تطوّرِ بناء العديد من اللّغات العالميّة من خلال إضافةِ مجموعةٍ من الكلمات المُستحدَثة، والتي أصبحتْ مألوفةً عند المُتحدّثين باللغة مع مرور الوقت.
أصعب لغات العالم
توجدُ العديدُ من اللّغاتِ العالميّة التي يصعبُ على الأفراد الذين يريدون تعلّمها من ثقافاتٍ ولغاتٍ أُخرى أن يتعلّموها بسهولةٍ؛ بسبب مجموعةٍ من الأصوات، والكلمات، والقواعد اللغويّة التي تحتاجُ إلى تمرينٍ مُكثّفٍ لحفظِ الطُّرق الصّحيحة للفظها، واستخدامها. والآتي مجموعةٌ مِنْ أصعب لغات العالم:
اللغة العربيّة
تعدُّ اللّغة العربيّة مِنْ أصعب اللّغاتِ في العالم، والتي يصعبُ على الأشخاص الذين يريدون تعلّمها فهم العديد من مُفرداتها، وكلماتها، والقواعد النحويّة الخاصّة بها بسهولةٍ، ولكن من المُمكن البدء بتعلّمِ اللّغةِ العربيّة عن طريق الاعتمادِ على دراسةِ أصواتِ الكلمات الخاصّة بها، ومن ثمّ حفظها وتكرارها بشكلٍ دائم. وأشارَ تقريرٌ صادرٌ عن اليونسكو أنّ اللّغةَ العربيّة تُصنّفُ ضمن المَرتبة الثّالثة بين اللّغاتِ الأصعب عالميّاً عند المُتعلِّمين.
تتميّزُ اللّغة العربيّة مع صعوبة تعلمها، بأنَّ مُفرداتها لا تحتاجُ إلى أنماطٍ صوتيّة مُتنوّعة، بل العديدُ من كلماتها ثابتةٌ في المبنى الخاصّ بها، وطريقة لفظها؛ وخصوصاً أنّ مُعظمَ الكلمات العربيّة تعتمدُ على حركاتٍ ساكنة، كما أنّ اللّغة العربيّةَ تتنوّعُ لهجاتها المَحكيّة؛ من خلال تنوّعِ الشّعوب العربيّة؛ فمثلاً اللهجةُ العربيّة لأهل بلاد الشّام تختلفُ كُليّاً عن اللّهجة الخاصّة بأهل المغرب العربيّ.
اللّغة الصينيّة
تُعتبرُ اللّغةُ الصينيّة من أصعب اللّغات عالميّاً؛ حيثُ احتلّت المرتبة الأولى بين اللّغات التي يصعبُ تعلّمها، كما أنّها تُمثّلُ تحدياً كبيراً للأفراد الذين يريدون تعلّم مفرداتها، أو طريقة نطق كلماتها، حتّى أنّ الشّعب الصينيّ يعترفُ بأنّ اللغةَ الصينيّة التي تُستخدمُ في بعضِ المناطق في الصين ، وخصوصاً الشماليّة منها، تُعتبرُ من اللّغات صعبة اللّفظ؛ لأنّ حروفها لا تعتمدُ على أيّ ترتيبٍ أبجديّ، وينعدمُ استخدام أيّ مُفرداتٍ ثابتة لها، كما أنّ الأصوات الخاصّة بها مُتنوّعةٌ، ممّا يُؤدّي إلى صعوبةٍ في استيعابِ وفهم معانيها. على الرّغم من ذلك، إلا أنّ اللغةُ الصينيّة من أكثر اللّغات استخداماً على مستوى العالم؛ إذ يصلُ عدد المُتحدّثين بها إلى ما يقاربُ 897 مليون.
اللّغة اليابانيّة
تُصنّفُ اللّغةُ اليابانيّة كواحدةٍ من أصعبِ اللّغات العالميّة، سواءً من حيثُ تعلّم كلماتها، أو حتّى الثّقافة في اليابان التي تعتمدُ على اللّغةِ بشكلٍ مباشر؛ إذ إنّه من الصّعب إدراك العديد من القواعد النّحويّة الخاصّة باللغةِ اليابانيّة للمُتعلميّن الجُدد لها؛ لأنّ هذه اللغة تنتميّ إلى أسرةٍ لغويّة خاصّة بها، وتُصنّفُ ضمن اللّغات الآسيويّة القديمة، بعكسِ بعض اللّغات الأوروبيّة التي تقتربُ مع بعضها البعض في مُعظمِ المُصطلحات أو طُرق اللّفظ، كما أنّ نظامَ الكتابة في اللّغةِ اليابانيّة لا يعتمدُ على استخدامِ أيّ حُروفٍ أبجديّة، بل يرتبطُ بوجودِ مجموعةٍ مِنَ الرُّسومات التي تتكوّن مِنْ مقطعين، وتُساهمُ في توضيحِ الفكرة من الجُملِ اللغويّة المكتوبة.
اللّغة الكوريّة
اللّغة الكوريّة من اللّغات العالميّة التي يصعبُ تعلّمها، حتّى أنّ عُلماء اللّغويات قاموا بتصنيفها على أنّها واحدةٌ من اللّغات المَعزولة؛ أيّ التي لا تمتلكُ عائلةً لغويّةً واضحةً تنتميّ لها؛ لأنّ طبيعة أغلب مُفرداتها غير مألوفة عند النّاس، وتخلطُ بين الرّموز، والرّسوم ، والحروف، ممّا أدّى إلى اعتبار اللّغة الكوريّة حالةً فريدةً من نوعها بين اللّغات العالميّة والآسيويّة، ويصلُ عدد الأفراد الذين يتحدّثون اللّغة الكوريّة إلى 80 مليون شخص.