كل سورة وفائدتها
السور التي ورد فيها فضل على الخصوص
إنّ قراءة القرآن كلّها خير للعبد المسلم، ولكن هناك أدلّة جاءت على وجه الخصوص تبيّن فضلاً خاصّة لبعض السّور، وهي السّور الآتية:
فضل سورة الفاتحة
تعدّ سورة الفاتحة من أجلّ وأعظم سور القرآن الكريم؛ لما ورد في فضل قراءتها أدلّة كثيرة، ولقراءتها الفوائد التّالية:
- تعدّ سورة الفاتحة سورة شافية من الأمراض والأسقام الجسدية والقلبية، إذ إنّ القرآن كلّه يجوز الاستشفاء به، إلّا أنّه في سورة الفاتحة آكد؛ لأنّها أعظم سورة في القرآن.
- تصلح أن تكون رقية شرعية، تحفظ المؤمن في ليله ونهاره من شرور الإنس والجنّ، وتحفظه من المسّ والسّحر والعين وغيره.
- تعدل سورة الفاتحة ثلث القرآن الكريم.
- تعتبر سورة الفاتحة أساس قبول صلاة المسلم، فمن لم يقرأ في صلاته بفاتحة الكتاب فلا صلاة له.
فضل سورة البقرة
جاء في فضل سورة البقرة ما يأتي:
- شمول سورة البقرة على أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي التي تحفظ العبد وتكون سبباً في دخوله الجنّة إن لزم قراءتها دبر كلّ صلاة.
- شفاعة لصاحبها يوم القيامة، فإنّ قارئ البقرة تأتيه السّورة يوم القيامة تحاجّ عنه.
- حصول البركة والخيرللمسلم عند قراءة البقرة.
- كفاية العبد وحفظه من شياطين الإنس والجنّ، فهي سورة لا تستطيعها البطلة ويعجز عنها السّحرة.
- ورود فضل خاصّ في المواظبة على قراءة خواتيم سورة البقرة، فمن قرأهما في يومه وليلته كفتاه.
- نفور الشّياطين من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، فهي تحفظ أهل البيت وتعصمهم من الوقوع في حبائل الشّيطان، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
فضل سورة آل عمران
تتميّز سورة آل عمران بأنّه ورد فيها الفضائل التّالية:
- تكون شافعة لصاحبها يوم القيامة وتأتيه تحاجّ عنه، وقد سمّاها رسول الله هي والبقرة ب "الزّهراوين"، فقد قال -عليه الصّلاة والسّلام: (قْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما).
- تشتمل سورة آل عمران على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وذلك في قول الله -تعالى-: (اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
فضل سورة الكهف
من فَضائل سورة الكهف العديدة ما يأتي:
- من حفظ عشر آياتٍ منها عُصِم من الدجال، فقد جاء عن أبي الدرداء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصم من الدجال).
- من قرأها يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين).
فضل سـورة يس
فضائل سورة يس عَديدة، وهي في الغالب أحاديث موقوفة مرويّة عن الصّحابة والتّابعين، ومنها ما نقلوه من تجاربهم، كما أنّه صحّ شيء منها وشيء لم يصحّ، إلّا أنّه يستشهد به في فضائل الأعمال، ونذكر منها الفوائد التّالية:
- تكون سبباً في مغفرة ذنوب قارئها.
- تخفّف على الميّت سكرات الموت، ويسنّ قراءتها عند الموتى.
فضل سورة الدخان
تعدّ سورة الدّخان أيضاً من السّور التي تحفظ المسلم من كلّ مكروه، كما في سائر آيات القرآن الكريم، إلّا أنّ الأحاديث المتداولة في فضل قراءتها على وجه الخصوص غالبيتها شديدة الضّعيف ومنها ما هو موضوع ولا يصحّ الاستشهاد به.
فضل سورة الواقعة
تحفظ سورة الواقعة قارئها من الوقوع في الفقر، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف لكنّه يستشهد به، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قرأ سورةَ الواقعةِ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبدًا)، وقد قال الإمام الغزالي في هذا الحديث أنّ هذه السّورة تنفع المسلم عند تعسّر الرّزق، ويستعان بها للإعانة على الطّاعة والتّقوّي على طلب العلم.
فضل سورة الحشر
إنّ قراءة سورة الحشر فيها خير عظيم عامة كسورة من القرآن، وقد ورد أنّه من مات في ليلة وكان قد قرأ فيها سورة الحشر فإنّه يعدّ من الشّهداء، ولكن الحديث هذا ضعيف.
فضل سورة الملك
من فضائل سورة تبارك:
- تشفع لصاحبها حتى يُغفر له، كما ثبت أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
- تُنجّي صاحبها وتمنع عنه عذاب القبر.
فضل سورة الكافرون
إنّ في قراءة سورة الكافرون الفضل الكثير كما يأتي:
- تعادل قراءتها عند الله -تعالى- قراءة ربع القرآن الكريم، كما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (و مَنْ قَرَأَ قَلْ يَا أَيُّها الْكَافِرُونَ عُدِلَتْ لَهُ بِرُبْعِ القرآنِ).
- تبرّئ صاحبها وتحفظه من الوقوع في الشرك، فقد أوصى النّبي أحد أصحابه وقال: (إذا أخذتَ مَضجعَكَ من الليلِ فاقْرأْ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ ثمَّ نَمْ على خاتِمَتِها فإنَّها بَراءةٌ من الشِّركِ).
فضل سورة الإخلاص
نوجز أهمّ ما ورد عن فضل سورة الإخلاص ما يأتي:
- تعدل قراءة سورة الإخلاص قراءة ثلث القرآن، كما جاء في تتمّة حديث أنس السّابق: (ومَنْ قرأَ قُلْ هو اللهُ أحَدٌ عَدَلَتْ لهُ بِثُلثِ القُرآنِ).
- تكفي قارئها طيلة يومه وتحفظه من كلّ شيء.
فضل المعوذتين
ورد في فضل سورتي الفلق والنّاس ما يأتي:
- يستعان بهما للشّفاء من الأمراض، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقرأ بهما ويمسح مكان الألم إذا أصابه.
- تكون حصناً للمسلم في يومه وليلته، إذ يسنّ قراءتها قبل النّوم والتّعوذ بهما كما كان يفعل رسول الله إذا خلد إلى النّوم.
- تكفي المسلم إذا قرأها من كلّ همّ قد يصيبه، ولذلك يندب قراءتهما كلّ صباح ومساء.
يتلخّص مما سبق أن قراءة القرآن الكريم تعود على المسلم بالنّفع العظيم في دنياه وفي آخرته، فيُستحبّ للمسلم المداومة على قراءته وبالأخصّ السّور التي لها نفع خاصّ، فيواظب المسلم على قراءة سورة الفاتحة ويستشفي بها عند مرضه، ويستعين بسورة البقرة ليحفظه الله تعالى- من السّحر والعين وسائر مكائد الشّياطين، ويقرأ سورة يس عند موتاه ليخفّف عنهم خروج الرّوح، كما يواظب على سورة الواقعة ليوسّع الله له رزقه، ويُعطي الأهميّة القصوى للمداومة على سورة الإخلاص والفلق والنّاس كلّ صباح ومساء، لتكون كافية له من كلّ شرّ.
السور التي ورد في مجموعها فضل
فضل السور المسبحات
السّور المسبّحات هنّ السّور اللّواتي افتتحن بتسبيح الله -تعالى-، وهنّ: سورة الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، وقد رُوي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حثّ على قراءتهنّ كلّ ليلة، لأنّ فيهنّ آية يعظم فضلها ويزيد عن ألف آية، ولكنّ الحديث إسناده ضعيف.
فضل سور الحواميم
وهنّ السّور التي تبدأ بقول الله "حم"، وهنّ: سورة غافر، وفصّلت، والشّورى، وزخرف، والجاثية، والدّخان، والأحقاف، وقد قال ابن عبّاس في فضل هذه السّور مجتمعة: "إن لكل شيء لباباً، ولباب القرآن آل حم، أو قال الحواميم".
فضل سور المفصل
سور المفصّل هي السّور القصيرة التي تبدأ من سورة الحجرات إلى نهاية المصحف، وقيل إنّ المفصّل يبدأ من سورة ق، وسمّيت كذلك؛ لأنّها سور قصيرة غالباً ويكثر الفصل بينها بالبسملة، وتمتاز هذه السّور بذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها على أنّ القرآن الكريم فُضّل عن سائر الكتب السّماوية بهذه السّور، كما ثبت أنّ سعيد بن جبير وصف هذه السّور بقوله: (إنَّ الذي تَدْعُونَهُ المُفَصَّلَ هو المُحْكَمُ)، ولذلك يسنّ للمسلم الحرص على تلاوتها والمواظبة عليها.
يتلخّص مما سبق أنّ سور القرآن الكريم قُسّمت إلى مجموعات منها سور المسبحات التي تبدأ بقول الله "سبّح"، ومنها سور الحواميم التي تبتدئ بقول الله: "حم"، ومنها سور المفصّل؛ أي السور القصيرة التي يكثر الفصل بينها، وهذه كلّها يستحسن للمسلم قراءتها مجتمعة والمداومة عليها ما استطاع، ليتملس منها خيري الدّنيا والآخرة.