كتب أبو حيان التوحيدي
كتب أبو حيّان التوحيدي
كان لأبي حيان التوحيدي مؤلفات كثيرة، إلا أنه أحرق كتبه كلها في نهاية حياته، ولم يصلنا منها إلا عدد قليل بلغ حوالي خمسة وعشرين مؤلفاً، ومنها ما يأتي:
- مثالب الوزيرين
ويعرف أيضاً بأخلاق الوزيرين، كتبه بعد أن ارتحل إلى بلاط الصاحب ابن عباد، وخابت آماله فيه، وخاب أمله أيضاً في ابن العميد الأب وابنه أيضاً المعروف بأبي الفتح، ويُعد هذا الكتاب من أعنف نصوص الهجاء التي كُتبت بالعربيّة.
- البصائر والذخائر
في عشرة مجلدات، كل مجلد له فاتحة وخاتمة، ويُرجح بعض الدارسين أن كتاب البصائر والذخائر من المؤلفات البكر لأبي حيان، حيث يشير مؤلفه إلى سنة تأليفه في مقدمة الجزء الأول سنة 350هـ.
- الهوامل والشوامل
كتب التوحيدي هذا الكتاب على نمط التعلّم؛ حيث طرح التوحيدي على الفيلسوف المعاصر له مسكويه مجموعة من الأسئلة، ويجيبه عليها مسكويه؛ وسمى الأسئلة بالهوامل؛ وهي الإبل السائمة يهملها صاحبها ويتركها ترعى، والشوامل؛ هي الحيوانات التي تضبط الإبل الهوامل فتجمعها.
- المقابسات
يقدم أبو حيان التوحيدي في هذا الكتاب رؤيته الخاصة للحالة الفكرية في عصره.
- الإمتاع والمؤانسة
يُنسب هذا الكتاب إلى الكتب الجامعة، حيث طرح فيه أبو حيان مسائل عديدة؛ فلسفية، وأدبية وعلميّة، وفنيّة، ولغويّة على لسان شخصية الوزير ابن سعدان، حيث يسأل ويجيبه أبو حيان، واستغرق زمن كتابته أربعين ليلة.
- رسالة الصداقة والصديق
لم يمر أبو حيان طوال حياته بتجربة صداقة عميقة، فجسد الصداقة الحقيقية في هذا الكتاب؛ الذي بدأ في وضعه بعد خيبته في إقامة علاقة قوية بابن العميد والعماد، إضافة إلى صدمته بالآخرين.
ولأبي حيان كتب أخرى كثيرة، وهي كما يأتي:
- الحج العقلي إذا ضاق الفضاء عن الحج الشرعي.
- الرسالة في أخبار الصوفيّة.
- الرسالة البغداديّة.
- الإشارات الإلهيّة.
- تقريظ الجاحظ.
- رياض العارفين.
- الرسالة في الحنين إلى الأوطان.
- الرسالة في صلاة الفقهاء في المناظرة.
التعريف بأبي حيان التوحيدي
هو عليّ بن محمد بن العبّاس التوحيدي، كنيته أبو حيان، ولد التوحيدي في بغداد، وتعددت آراء المؤرخين في تاريخ مولده بين 310هـ إلى 320هـ، وتعددت آراؤهم في أصول نسبه؛ وأرجح الأقوال هو قول من نسبه إلى العرب، وقيل في كنيته أنه ولد من أبوين فقيرين، حيث كان أبوه تاجراً متنقلاً يبيع نوعاً من التمر المعروف باسم التوحّيد.
وهو فيلسوف متصوف، وأديب بارع من أعلام القرن الرابع الهجري، عاش أكثر أيامه في بغداد، مزج في مؤلفاته بين التفكير الفلسفي والإبداع الأدبي، معتمداً على ذلك على قدراته الذهنيّة، واللغويّة، والمعرفيّة، ومن الجدير بالذكر أن أبا حيان لم يشر إلى سيرته الشخصية في مصنفاته بأي قرينة يستدل بها على نشأته، أو الإشارة إلى أسرته.
الحياة العلميّة لأبي حيّان التوحيدي
درس التوحيدي على يد ثلة من العلماء والأساتذة البارزين؛ حيث درس المنطق على يد أبي سليمان المنطقي السجستاني، ويحيى بن عدي، ودرس الأدب على يد أبي الحسن علي بن عيسى الرماني، وأبي سعيد السرافي، أما الفقه فقد أخذه عن أبي الفرج المعاضي بن زكريا بن الحريري النصراوي الملقب بابن طرار، والذي كان من أبرز علماء عصره.
ويلاحظ كل المؤرخين أنه عاش عيشة ضنكاً، ما بين بؤس وحرمان، وانعدام المعاملة اللائقة، حتى مع أقرانه العلماء، وقد وصل به الحال من اليأس والقنوط إلى حال أقدم فيه على إحراق كتبه،ومن المرجح أن إحراق التوحيدي لمكتبته؛ كان بسبب أن من ساكنهم لم يكترثوا به ولا بعلمه.
وذلك استنتاج من قوله عنهم: "فشق علي أن أدعها -يقصد كتبه- لقوم جاورتهم عشرين سنة، فما صح لي من أحدهم وداد"، بالإضافة إلى اقتدائه بمجموعة من العلماء البارزين الذين سبقوه إلى هذا الفعل؛ كعمر بن العلاء الطائي، ويوسف بن الأسباط وغيرهم،ومن الأمور التي أثرت على حياة التوحيدي كثرة تنقلاته؛ الأمر الذي أثر على حياته الشخصيّة.
ولم يتزوج ولم يُكوّن أسرة، وقد لاحقه بعض عُمّال الحكام؛ بسبب المكايدات السياسيّة والدينيّة، فقد شهدت مسألة معتقده ومدى تدينه والتزامه خلافاً كبيراً بين المؤرخين؛ فهي واحدة من المآسي التي لاحقت التوحيدي في حياته وبعد مماته، وتعددت آراء المؤرخين أيضاً في تاريخ وفاة التوحيدي، والظاهر أن التوحيدي قد عمَّر طويلاً؛ فبعض المصادر التاريخيّة ردت وفاته إلى العام الرابع عشر من القرن الخامس عشر.