قوة الفكر
الفكر
يعرّف الفكر على أنه المقياس الذي يميّز الفرد به البدائل، ومن خلال تلك الأفكار يستطيع اختيار ما هو أفضل لسعادته في الحاضر والمستقبل، وبوساطة الفكر يتمكّن الإنسان من تقييم اختياراته.
أما تعريف الفكر في علم النفس الاجتماعيّ فهو من أهمّ الأمور التي تميّز الإنسان عن غيره من الكائنات الحيّة، حيث إنّه بواسطة هذه العمليّة يستطيع الفرد وضع مقارنةٍ بين ما هو مفيد وغير مفيد، وكل ما هو إيجابي أو سلبي، ومن هنا يستطيع اختيار الملائم له من الأمور، وبالتالي يكون مسؤولاً عن اختياراته.
قوّة الفكر
تعتمد قوّة فكر الإنسان على عوامل أربعة، هي:
- القدرة على استخدام إمكانيّة الفرد العقليّة بشكلٍ كامل.
- قدرة هذا الفرد على التركيز.
- إمكانيّة الحفاظ على الطاقة العقليّة.
- المقدرة على التنسيق الجيد بين العقل والجهاز العصبيّ للفرد.
القدرة العقليّة الكاملة
أثبتت الدراسات والأبحاث أنّه من الممكن لأي شخص استخدام إمكانيّاته العقليّة بكل سهولةٍ ويسر، وذلك عن طريق ممارسة التأمل التجاوزيّ.
التركيز
تعتمد قدرة الفرد على التركيز على طبيعة العقل، ويعرف التركيز بمفهومه العام بأنه القدرة التي تعتمد على طاقة العقل أو نوعيته أو مدى قوّته، وقدرة التركيز تعتمد على درجة السعادة والبهجة المكوّنة لنقطة الانتباه، والتي لديها القدرة على تزويد العقل بالمعلومات، فإن كانت الزهرة جميلة فإنّ عمليّة التركيز عليها ستكون طبيعيّة، أما إن كانت غير ذلك لأيّ سببٍ من الأسباب فلن يستطيع العقل التركيز عليها. ومن هنا نتعلّم بأنّ العقل يركز بكل ما هو فاتن وجميل بشكلٍ أكبر وأعمق ولمدةٍ أطول، وعلى وجه الخصوص إن كانت نقطة الانتباه قادرة على تزويده بسعادةٍ أكبر وأكثر، ولا يستطيع العقل البشري التركيز في أيّ أمرٍ قبيح أو غير جالب للسعادة، بل إنجذابه يكون باتجاه الأمور المفرحة والفاتنة، ولهذا فإنّ عقل الفرد ليس له حدود لقوّة التركيز، ولا يهم أن يكتسب هذه القوّة لأنها موجودة في العقل من الأساس.
يعود السبب في تشتت العقل وقلّة التركيز في نقطةٍ معينة إلى تنقّل هذا الانتباه عن النقطة إن لم تستطع تزويده بسعادةٍ أكبر، ومن هنا ينتقل العقل في عمليّة بحثٍ عن نقطةٍ تجلب له تلك السعادة المنشودة والبهجة العظيمة، والتي من خلالها يستطيع العقل أن يروي عطشه من السعادة والبهجة.
المحافظة على الطاقة العقليّة
يستطيع العقل أن يحافظ على طاقته عندما يقف موقف الثبات وبشكلٍ مركّز في وعي الغبطة دون أن يتجول باحثا عن السعادة والسرور ليستطيع التركيز فيها. ومن هنا نعلم بأن العقل يعمل على استهلاك طاقته بكميّاتٍ كبيرة عندما يحافظ على تجواله ومستوى تفكيره، حيث أنّ كل فكرةٍ لتكون كاملة، تعمل على استهلاك الطاقة العقليّة بشكلٍ أو آخر، وذلك من خلال نشوء أفكارٍ متتابعة والتي بدورها تعمل على استهلاك الطاقة العقليّة في كل وقت، ويكون استهلاك تلك الطاقة بحسب كم الأفكار الواردة إليه، فإن ثبت العقل في فكرة معينة تجلب له الغبطة فإنه يبقى هادئاً ومطمئناً في ذاته، دون أن يتيه عنها في محاولةٍ للخوض بأفكار عديمة الفائدة، فإن كان العقل قبل عثورة على وعي أو نقطة الغبطة يقوم باستقبال ألف فكرةٍ في الدقيقة، فإنه وبعد الثبات في وعي الغبطة يستقبل فقط عشرة أفكارٍ في الساعة، ومن هنا فإنّ الفكرة تستطيع اكتساب قوّةٍ مضاعفة أقوى بمائة مرّة، وللوصول إلى هذا الأمر يجب على الشخص ممارسة التأمل التجاوزي.
التنسيق بين العقل والجهاز العصبي
من الضروري بمكان التنسيق بين العقل والجهاز العصبي في سبيل الحصول علة قوّة الفكر للفرد، ولهذا فإنه من الضروري أن يكون الجهاز العصبي قويّاً جسديّاً إضافةً لقوّة العقل. من المعروف بأنّ طبيعة الجهاز العصبي هي ماديّة أما طبيعة العقل فهي مجردة، ومن أجل الحصول على قوّة الفكر يجب أن يتحلى الوجه المادي والوجه المجرّد بالقوّة، ويمكن اكتساب القوّة المجردة من خلال ممارسة التأمل التجاوزي في لحظة التحوّل من حالة اللاوعي إلى الوعي. أما قوّة الوجه المادي – الجهاز العصبي – فإنها تعتمد على طبيعة الغذاء الذي يتناوله الإنسان، ويعتمد العمل الصحيح لهذا الجهاز على الحالة الصحيّة له والتي تتطلّب التنبه لنوعيّة الغذاء المتناول إضافةً للجهد المبذول، فإن كان الغذاء صحيّاً وموزوناً فإنه كفيل بالمحافظة على الجهاز العصبي في حالة حيويّة ونشاط في ظلّ الظروف الطبيعيّة للعمل، أما إن أصيب هذا الجهاز بالتوتر والإعياء فإنه يصيبه الإنهاك ويتوقف عن المضيّ في العمل، وهذا الأمر يعارض التنسيق بين هذا الجهاز والعقل، ولهذا فإنه من الضروري المحافظة على صحته من خلال تناول غذاءٍ صحي يضمن سلامته.