قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
شرح قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
قصيدة إذا غامرت في شرف مروم هي من القصائد التي قالها الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي ، وشرحها بالتفصيل فيما يأتي:
- إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
- فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
هُنا يقول المتنبي للإنسان عامةً أنَّكَ إذا دخلتَ في مُغامرةٍ وعرَّضت نفسك للخطر لطلب شرفٍ فلا تقبَل بأيّة نتيجةٍ بسيطةٍ، ولا تقتنع بقدرٍ يسيرٍ أو قليلٍ منه.
- فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
- كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
يقول المتنبي لا فرقَ بينَ الموتَ في الأمرِ السهل الهيّن والموتَ في الأمرِ الصعبِ الشديد، لذلك لا بُدَّ من اختيار الشرف العظيم.
- سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
- صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
يقول المتنبي ستبكي السيوف حُزنًا على فَرَسي ومُهري ودمُوعها هي ماءُ الأجساد كنايةً عن الدماء، والمعنى هُنا مجازي أيّ سيجعل سيوفه تبكي دمًا وهذه الدماء تعود لِمن قام بقتل فرسه ومُهره.
- قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
- كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
يقول المتنبي السيوف التي سيقتل بها مَن قَتل فَرَسه ومُهره قد اقتربت من النار ونَمَت فيها، مِثلما تنشأ النساء العذارى وتكبُر في النعيم.
- وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
- وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يقول المتنبي خَرجَت هذه السيوف من بين أيدي من صنعها وقام بشحذها وهي خالِصة من الخبائث، ولشدَّتِها وقوَّتِها أصابَت أيدي من شحذها بالكثير من الجروح.
- يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
- وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
يقول المتنبي إنّ الأشخاص الذينَ لا يتمتعون بالشجاعة ويتَّسِمونَ بالجُبن ينظرونَ إلى عجزهم وضعفهم بأنَّه عقلٌ وقوَّة، لكن هذه خدعة يتَّبِعها من يمتلك الطباع السيئة اللئيمة.
- وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
- وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
يقول المتنبي تحلّي الشخص بصفة الشجاعة يُغنيهِ عن العَقل، لكن العقل لا يستطيع أن يُغنيه عن امتلاكه للشجاعة، فإذا ما اجتمع في الشخص الشجاعة والعقل باتَ حكيمًا.
- وَكَم مِن عائِبٍ قَولًا صَحيحًا
- وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
يقول المتنبي كَم شخصاً يقوم بإضفاء صفة العَيب على الأقوال الخالية من العيوب، ومُشكلته التي تُفسده أنَّ فهم هذا الشخص ضعيف.
- وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
- عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
يقول المتنبي أُذنُ الشخص تأخذُ الأقوال بحسبِ القريحة التي يمتلكها وعلمه، فإن كانَ جاهلًا أو غبيًا سيرى الأقوال تفيضُ بالعيوب ولن يتمكن من فهمها.
الصور البيانية في قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
ورد في قصيدة المتنبي السابقة بعضًا من الصور البيانية، ومنها ما يأتي:
- بِما دونَ النُجومِ
استعارة تصريحية ، فقد شبَّه الشرف والمجد بالنجوم، فحذف المُشبَّه وهو الشرف، وصرَّح بلفظ المُشبَّه به النجوم.
- فَطَعمُ المَوتِ
استعارة مكنيّة، فقد شبَّه الموتَ بالطعام الذي له طعم أو مذاق، وحذف المشبَّه به الطعام، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو الطعم، فهي استعارة مكنية.
- سَتَبكي شَجوَها صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
استعارة مكنية، شبَّه الصفائح بالإنسان الذي يبكي، وحذف المشبَّه به الإنسان، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو البُكاء، فهي استعارة مكنية.
- قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
تشبيه تمثيلي ، وأركان التشبيه هي المشبَّه وهو السيوف التي تقرب النار، والمشبَّه به هي العذارى، وأداة الشبه هي الكاف، ووجه الشبه هو أنّه شبَّه نشأة السيوف بالنار بنشأة العذارى في النعيم.
- وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
استعارة مكنية ، فقد شبَّه السيوف بالإنسان الذي يُفارق، وحذف المشبَّه به الإنسان، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو الفراق، فهي استعارة مكنية.
- الفهمِ السَقيمِ
استعارة مكنية، فقد شبَّه الفهم بالإنسان المريض، وحذف المشبَّه به الإنسان، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو السَقَم، فهي استعارة مكنية.
شرح المفردات في قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
من المفردات التي تحتاج إلى شرح في القصيدة ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
شجوَها | الشجو هو الحزن وما نحوَه مِنَ الهمّ والغمّ. |
الجُسوم | جمع جسم، والجسم هو الجسد. |
العَذارى | جمع عذراء، وهي الأُنثى البِكر التي لم تتزوج. |
الصَيَاقِل | جمع صَيقَل، والصَّيقَل يعني الصَّقَّال، وهو الشخص الذي يجلي السيوف ويشحذها. |
الكُلومِ | جمع كُلم، وهو الجَرح. |
عائِب | هو اسم فاعل من عابَ، وعائِبُ الشيء مَن يجد في كلّ شيءٍ عيبًا، فيرى عيبًا في أي شيءٍ حوله. |
آفَتُهُ | الآفةُ هي الشيء المُفسِد، أي ما يصيب شيئًا فيفسده. |
السَقيم | فاعل من سَقُمَ، فإن كان الكلام السَقيم: أي الضعيف والسخيف، والأسلوب السَقيم: التافه والركيك، والرَّجل السَقيم: الذي به مرضٌ مزمنٌ. |
الأفكار الرئيسة في قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
ورد في القصيدة بعض من الأفكار الرئيسة، وهي فيما يأتي:
- عدم القبول بالشرف البسيط عند المُخاطرة، وطلب أسمى الشرف وأعلاه.
- الموتُ يحملُ نفسَ الطعم، سواء كان موتًا في أمرٍ بسيطٍ أم كان موتًا في أمرٍ كبيرٍ.
- افتخار الشاعر بسيوفه وتشبيه نشأتها بنشأة العَذارى، بعيدًا عن كل خُبثٍ.
- سيوفَ الشاعر حادَّة لم تنجُ منها حتى أيدي صانعيها التي أُصيبَت بالجروح.
- الضُعفاء الجُبناء يُدافعون عن جُبنِهم وعدم إقدامهم على الفعل بطباعهم السيئة بأنَّ ذلك هو العقل.
- الشجاعة تُعطي صاحبها الغِنى، وإذ اجتمعت مع العقل تعززت به.
- فهم الأشخاص للأقوال يتوقَّف على قدر ومدى علمهم ومعرفتهم.