قصص عن تقبل الاختلاف بين الناس
الطفل الحزين
كان هناك طفل يبلغ من العمر 9 سنوات يجلس مكتئبًا في كافيتريا المدرسة، وكان يشعر بالوحدة والأسى بالرغم من امتلاء الغرفة من حوله بالطلاب، كان هذا الطفل وسيمًا بشعره الأشقر المتطاير وعيناه الزرقاوان، وكان يرتدي سماعات أذن ونظارات.
كان هذا الطفل يجلس على كرسي متحرك ويرتدي دعامات للساق، وكان لا يستطيع المشي إلا لمسافات قصيرة وباستخدام العكازات، فهو يعاني من الضمور العضلي ، كان سبب شعور الطفل بالحزن واليأس والاكتئاب هو تعرضه للتنمر والاستهزاء من باقي طلاب المدرسة، فقد كانوا يطلقون عليه اسم "صاحب العيون الأربعة" و"غبي" وأكثر من ذلك.
ففي أحد المواقف وعند نزوله من حافلة المدرسة على الكرسي المتحرك كانوا هناك مجموعة من الطلاب ينتظرونه، وبمجرد رؤيتهم له يبدئون بإطلاق مختلف الكلمات القاسية و التنمر على الطفل، مثل: "انظروا ها هو صاحب العيون الأربع" و "يا لك من غبي جدًا"، حاول حينها الطفل تمالك نفسه وعدم البكاء لكنه لم يستطيع إيقاف دموعه، وعندما رأوه بدأ البكاء أخذوا بالضحك عليه أكثر وبصوت أعلى.
تأكد الطفل بعد ذلك انه مختلف عن بقية الأطفال، فلا يوجد أحد غيره يجلس على كرسي متحرك أو يعاني من مشاكل في البصر أو السمع، وحتى مشاكل في التعلم.
كان يفكر الطفل أثناء تنظيف وجهه من الدموع ويقول "أريد أن أكون فقط مثل أي شخص أخر"، وكان دائمًا يُقارن بأخته العبقرية، عندها كان غضب شديد يغلي بداخله ويقول "أنا أبذل قصارى جهدي! لماذا يصعب علي التعلم؟".
في اليوم التالي جلس الطفل على طاولة الكافيتريا وحوله جميع الطلاب يضحكون ويلعبون، شعر حينها أنه بلا قيمة وأنه وحيد ميؤوس منه، فلم يلاحظ أحد حتى وجوده في المكان الشيء الذي جعل حزنه يزداد.
وفي يوم من الأيام اقترب طفل أخر من الكرسي المتحرك، وكانت هذه أول مرة يتقرب فيها شخص بهذه الطريقة الودية، فلم يُعطي أي انتباه للكرسي المتحرك أو النظارات أو سماعات الأذن، فقد كان يرى طفل يحتاج مساعدة ومساندة فقط، ومنذ ذلك اليوم والطفل الذي كان حزين ومكتئب أصبح سعيد لأن لديه صديق مقرب منه الآن.
الفيل والنملة
كان هناك فيل ضخم يعيش في الغابة وكان متعجرف ودائمًا ما يستخف بالحيوانات الأصغر منه حجمًا، كان في الغابة يوجد عائلة نمل يخرجون كل صباح للبحث عن طعام، وفي طريق عودتهم كان الفيل يقابلهم ويقوم بإزعاجهم في كل مرة.
في أحد الأيام كانت عائلة النمل في طريقها للبحث عن الطعام، فقام الفيل برش صندوق مليء بالماء عليهم، فصرخت نملة بوجهه "لا يجب أن تؤذي الآخرين هكذا" فرد الفيل "أغلقي فمك أيتها النملة الصغيرة" فسكتت النملة وذهبت لكنها قررت أن تنتقم من الفيل وتعلمه درسًا.
في اليوم التالي عندما كان الفيل نائمًا، تسللت النملة إلى خرطوم الفيل وبدأت في مضايقته، فاستيقظ الفيل وحاول بكل الطرق إخراج النملة من خرطومه لكنه لم يستطيع، حيوان ضخم مثل الفيل لم يستطيع التعامل مع نملة صغيرة!.
بدأ الفيل في البكاء وتوسل للنملة بالخروج من خرطومه، فقالت له النملة: "أتمنى الآن أن تعرف شعور مضايقة الآخرون وإيذائهم"، فقال الفيل وهو يصرخ: "نعم، نعم أعرف الآن" أشفقت النملة على الفيل وقامت بالخرج من خرطومه، ومن ذلك اليوم لم يزعج الفيل أي حيوان.
الثعلب واللقلق
ذات مرة كان هناك ثعلب ماكر ولقلق طيّب في الغابة، كلاهما كانا جيران، وذات يوم فكر الثعلب في خطة شقية للترفيه عن نفسه على حساب اللقلق المسكين، فدعا اللقلق إلى منزله لتناول العشاء وقبل اللقلق الدعوة بكل سرور.
في اليوم التالي وصل اللقلق إلى منزل الثعلب لتناول العشاء بشهية جيدة، ولكنه وجد الثعلب يضع الحساء على طبقين مسطّحين، وكان منقار اللقلق طويلًا ومدببًا جدًا بحيث لا يمكنه أكل الحساء من الطبق المسطح، وكل ما يمكنه فعله هو تبليل طرف منقاره فقط، بينما يقوم الثعلب بأكل الحساء كله الذي في طبقه، لم يقل اللقلق المسكين أي شيء وعاد إلى المنزل جائعًا في تلك الليلة.
بعد أسبوع ، دعا اللقلق الثعلب لتناول طعام الغداء وقبل الثعلب الدعوة، عندما وصل الثعلب قدم اللقلق الغداء في جرارتين طويلتين رفيعتين ذات رقبة، هذه المرة وضع اللقلق منقاره في الجرة الطويلة الرفيعة العنق وأكل السمك اللذيذ الذي أعده، لكن الثعلب لم يستطع إلا أن يلعق حافة الجرة ويشم الرائحة اللذيذة، ففمه العريض لا يمكن أن يتسع داخل الجرة الرفيعة العنق، كان على الثعلب أن يعود إلى المنزل جائعًا ومذلًا هذه المرة.
لذلك يجب علينا تقبل اختلاف الآخرين ، لأنه ببساطة ممكن أن نكون في مكانهم يومًا ما ونحتاج لأحدٍ يتقبل ظروفنا وأحوالنا.