قصص عن الأخلاق الذميمة
قصة صاحبة الوشاح
ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-، قصة تتحدث عن سوء الخُلُق في التسرع في رمي التهمة على الناس باطلاً، ولكن صاحبة القصة المظلومة خرجت مِن بلدتها، فكان خروجها سبباً لأن تتعرف على الإسلام، فأسلمَت، وتفصيل القصة كما سيأتي.
النص الكامل للقصة
عن عائشة أم المؤمنين قالت: (أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ العَرَبِ، وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ فِي المَسْجِدِ، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ: وَيَوْمُ الوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا** أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجَانِي).
ولَمَّا أَكْثَرَتْ، قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: (وَمَا يَوْمُ الوِشَاحِ؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي، وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ، فَسَقَطَ مِنْهَا، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الحُدَيَّا، وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا، فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي، حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي، إِذْ أَقْبَلَتِ الحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُءُوسِنَا، ثُمَّ أَلْقَتْهُ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ).
شرح معاني الكلمات الواردة في القصة
فيما سيأتي بيانٌ لمعاني بعض الكلمات والتراكيب التي تحتاج إلى شرح:
- (حِفْشٌ): قبة صغيرة كالخيمة.
- (جُوَيْرِيَةٌ): صبية صغيرة السن.
- (وِشَاحٌ مِن أَدَمٍ): قطعة من ملابس الزينة تُنسج مِن جِلدٍ عريض، وترصع باللؤلؤ، تضعه المرأة على عاتقها للزينة.
- (الحُدَيَّا): طائر الحدأة المعروف بخطف البيض والطيور الصغيرة.
قصة تعذيب المتكبر في قبره
حكى النبي الكريم عن قصة شخص متكبِّر ؛ -والراجح أنها وقعت لرجلٍ في قوم سابقين من بني إسرائيل-، كان مِن مظاهر كبريائه أنَّه يمشي متبختراً؛ فعجّلَ الله -تعالى- بعقوبته في الدنيا والبرزخ قبل الآخرة، وتفصيل القصة كما سيأتي.
النص الكامل للقصة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)، وفي رواية أخرى: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ، يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَخَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
شرح معاني الكلمات الواردة في القصة
فيما سيأتي بيانٌ لمعاني بعض الكلمات والتراكيب التي تحتاج إلى شرح:
- (حُلَّةٍ): ملابس زائدة، تُلبَس بهدف الزينة فقط.
- (مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ): وضع زيوتًا على شعره المنسدل إلى أسفل أكتافه، ثم مشَّطه.
- (يَتَجَلْجَلُ): يندفع في طبقاتها من شق إلى شق مضطرباً بصوتٍ له جَلَبة، وهذا نوعٌ من عذاب القبر .
قصة المتألِّي على الله
أخبرَ الرسول الكريم عن قصة رجلٍ كانت مهمته توزيع الناس إلى الجنة والنار، متألياً على الله -تبارك وتعالى-، وفيما سيأتي تفصيل قصته التي حكاها النبي للتحذير من خلقه الذميم.
النص الكامل للقصة
ثبت في صحيح مسلم أنّ رَسُولُ اللهِ -صَلى الله عَلَيه وسَلمَ- قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فَقَالَ اللهُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟ فَإِنَّنِي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ).
شرح معاني الكلمات الواردة في القصة
فيما سيأتي بيانٌ لمعاني بعض الكلمات والتراكيب التي تحتاج إلى شرح:
- (وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ): استكثاراً لذنوب ذلك الشخص، مستبعداً أن يغفر الله له كل تلك الذنوب.
- (يَتَأَلَّى عَلَيَّ): يتحكم علي ويحلف باسمي.
- (وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ): العمل الملغي هنا هو القسَم الكاذب ، وقيل: كل عمله الصالح؛ لأنه حلَف كاذباً بما لَم يشاهده عياناً، بل تعدى على أمورٍ مِن اختصاص الله، وأنكر مقتضيات أسماءٍ حسنى لله -تعالى- تقتضي أنه يرحم عصاة المذنبين مِن خلقه؛ كالرحيم والغفور.