قصص الأنبياء عن الأخلاق
مفهوم حسن الخلق
انتهج الأنبياء -عليهم السلام- منهجاً وهو الأخلاق الحميدة ، وقد خلقهم الله -تعالى- بكمال الخَلق والخُلق، قال -تعالى- مخاطبًا نبيه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وفيما يأتي شرح مفهوم الخلق:
- المراد ب حُسْن الخُلُق في الاصطلاح الشرعي: بذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، واحتمال الأذى.
- دليل حسْنُ الخُلُق من القرآن قوله -تعالى-: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
- صفات حسن الخلق في الإنسان أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، صدوق اللسان قليل الكلام، لا لعانًا ولا سبابًا، ولا نمامًا ولا مغتابًا.
- حسن الخلق يجب أن يكون مع الله -تعالى- كأن يكون راضياً بحكمه شرعًا وقدرًا، و إذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر.
- حسن الخُلق مع الخَلق فيكون الخُلق معهم كما قال بعض العلماء: كف الأذى، وطلاقة الوجه، وبذل الندى.
أخلاق الأنبياء -عليهم السلام-
حسن الخلق هو نهج الأنبياء -عليهم السلام- ويظهر ذلك في حياتهم وفي دعوتهم وتعاملهم مع قومهم، وفيما يأتي ذكر بعض القصص في أخلاق الأنبياء:
- قصة نوح -عليه السلام-
سأل نوح -عليه السلام- ربه نجاة ابنه وتبيَّن أنَّه لم يُوفّق إلى الصواب، وبيَّن له ربه خطأ ذلك منه ولكنَّه بادر ولم يتوانَ واستغفر ربه: (وَنادى نوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابني مِن أَهلي وَإِنَّ وَعدَكَ الحَقُّ وَأَنتَ أَحكَمُ الحاكِمينَ* قالَ يا نوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ فَلا تَسأَلنِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّي أَعِظُكَ أَن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ).
وبادر خشيةً وخوفًا وطمعًا في مرضاة الله وخشية عقابه وسخطه: (قالَ رَبِّ إِنّي أَعوذُ بِكَ أَن أَسأَلَكَ ما لَيسَ لي بِهِ عِلمٌ وَإِلّا تَغفِر لي وَتَرحَمني أَكُن مِنَ الخاسِرينَ) .
- قصة يعقوب -عليه السلام-
لما علَّم يعقوب -عليه السلام- أبناؤه بافتضاح أمرهم وعلموا بخطئهم، رجعوا منكسرين إلى أبيهم: (قالوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئينَ) ، ومع أن يعقوب ذاق الأمرين بسبب إبعاد يوسف عنه، ومن مكر إخوانه ومع هذا كله: (قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ) .
- قصة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته لطيف المعاملة حسن الأسلوب مع الناس كلهم حتى الكافرين، وكان ذلك سببًا في إسلام ودخول أفواج من الناس في دين الله -تعالى-، كان يمتثل في ذلك -صلى الله عليه وسلم- إلى قول الله -عز وجل-: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ) .
فضل وأجر حسن الخُلق
أعدّ الله -عز وجل- لمن يتصف بصفة حسن الخُلق أجورًا عظيمة عنده ومرتبة رفيعة في الجنة، حيث يُعدُّ الخلق من أثقل الأعمال الصالحة عند الله -تعالى-، ومن فضائل حسن الخلق ما يأتي:
- إنّ حسن الخلق من أكبر أسباب دخول الجنة : يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق).
- إنّ منزلة حسن الخلق في أعلى الجنة بضمان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ).
- الخلق الحسن من أعظم الأعمال عند الله -تعالى- ويمنح الإنسان راحة وسروراً.