قصص أطفال في عمر سنة
قصة الأرنب الذكي
كان للذئب حديقةٌ يزرعها ويعتني بها حتى امتلأت بالكرنب اللذيذ، دخل الأرنب إليها يومًا، فلمّا رأى الكرنب أخذ يأكل حتى شبع، وعاد إلى بيته مسرورًا، ولمَّا رأى الذئب ذلك اندهش وتساءل عمّن فعل هذا، وبحث عن أيّ أثرٍ يدلّ على الفاعل فرأى آثار أقدام الأرنب، ففكَّر في طريقة ينتقم بها منه حتَّى وجد طريقةً ناجحةً.
أحضر الذئب قطرانًا وصنع منه مجسمَ صبيّ ووضعه قريبًا من الكرنب، عاد الأرنب إلى الحديقة ورأى التمثال فظنَّه حقيقيًّا، سلّم عليه فلم يرد، استغرب وأعاد التحية مرةً أخرى لكنَّه ظلّ صامتًا، غضب الأرنب وقال: لماذا لا تردّ التحية؟ سأُجبرك على ذلك، وضربه بيده اليمنى فلزقت بالقطران، صاح بغضبٍ: لا تُمسك يدي، ولطمه بيده اليسرى فلزقت أيضًا، وأصبحت يداه مُرَبَّطَتَين.
رفسه الأرنب بقدمه اليمنى ثُمَّ باليسرى فالتصقت الاثنتان وأصبح مُقيدًا بالكامل، وعندما عاد الذئب إلى الحديقة فرح بالأرنب المُقيَّد، فتوسَّل للذئب كي يُسامحه لكنَّه لم يستجب له، حينها قرَّر الأرنب أن يستخدم الحِيلة للنجاة منه فسأله: ماذا ستفعل بي يا سيّد الذئاب؟ أجاب: سأشوي لحمك.
ارتعد الأرنب لكنَّه أخفى خوفه وقال: لا أخاف النار، ظننت أنَّك ستُلقيني على الشوك لأنَّني أخاف منه، ردَّ الذئب: سأرميك على الشوك إذن، فتظاهر بالخوف الشديد، خلّص الذئبُ الأرنبَ من التمثال ورمى به على الشوك ففرََ بعيدًا وقال للذئب: شكرًا لأنَّك أنقذتَنِي من الهلاك، فأنا لا أخشى الشوك فقد عشت به طوال حياتي، ونجا الأرنب ولم يعد للحديقة أبدًا.
قصة النملة وفيل
في إحدى الغابات عاش فيلٌ يفتخر بنفسه بسبب ضخامته، وكان يسخر من الحيوانات ويفتعل لها المشكلات، وفي إحدى المرات كان يتجوَّل، فرأى الببغاء على الشجرة وقال له: لماذا لم تنحنِ لي؟ ردَّ الببغاء: لن أنحنيَ لك أبدًا، فقال الفيل بغضبٍ: سوف أُعلِّمك أيها الأحمق كيف تحترمني فهزّّ الشجرة وطار الببغاء بعيدًا.
أكمل الفيل سيره وذهب باتجاه النهر ليشرب الماء وبينما هو كذلك، رأى نملةً مع أخواتها تَجمَعُ الطعام فقال لها: لمن هذا الطعام أيتها النملة؟ أجابت: إنَّه لي لأنّ المطر سيهطل وعليَّ أن أجمع الطعام لنفسي، فسحب الفيل الماء من النهر بخرطومه الطويل ثمَّ رشَّهُ على النملة وأفسد طعامها، فقالت: سأُلقِّنُكَ درسًا لن تنساه يومًا.
في اليوم التالي ذهبت لتجمع الطعام فرأت الفيل نائمًا، وخطرت في بالها فكرةً، فمشت بهدوءٍ إلى جانبه وتسلَّلت في خرطومه وبدأت تَعضُّه، واستمرت بهذا حتى استيقظ متألمًا وقال: مَن يُوجد داخل خرطومي؟ سمعته ورغم هذا استمرّت في العض حتى بدأ يبكي بشدَّةٍ.
سمعت النملة بكاءه وقررت أن تخرج، وعندما رآها أصابهُ الذهول فهذه النملةُ صغيرةُ الحجم هي التي فعلت هذا؟ فاعتذر لها وقال: سامحيني أيّتها النملة، لقد أدركت خطئي ولن أُضايق أحدًا بعد اليوم، وسأستخدم ضخامة جسمي التي منحني إياها الله في مساعدة الناس لا في إيذائهم.
قصة اليرقة الجائعة
وَضعت فراشةٌ بيضةً صغيرةً على ورقة شجرٍ، وبعد أيَّامٍ حيث كان الجوُّ دافئًا، فقست البيضة وخرجت منها يرقةٌ صغيرةٌ، فشعرت هذه اليرقة بالجوع وبدأت برحلة البحث عن الطعام، فوجدت تُفَّاحةً أكلت منها قضمةً، وفي اليوم التالي أكلت من حبات الإجاص، ومن حبات البرقوق.
في اليوم الذي يليه أكلت من حبَّات الفراولة ومن البرتقال وأكلت قضمةً من كيك الشوكولاتة ومن المُثلَّجات وحبة مخلل وقطعةً من الجبنة وقطعةً من اللحم وبعض الحلوى وقطعةً من كيكة الكرز، وبعد أن تناولت اليرقة كل هذا شعرت بألمٍ في معدتها، فتناولت ورقةً خضراءَ كبيرةً وشعرت بتحسُّن.
أصبحت اليرقة الآن كبيرةً وسمينةً، ورأت حولها شيئًا يُشبه القوقعة يُحيط بها من كلّ جانب، فعرفت أنّها الشرنقة وبقيت فيها أسبوعين، وبعد انقضاء المدَّة صنعت ثقبًا صغيرًا في الشرنقة وخرجت منه فأصبحت فراشةً جميلةً مليئةً بالألوان.
قصة الدب الكسول
في كل صباح تخرج الحيوانات للبحث عن طعامها وتمرّ من جانب الدب الكسول الذي ينام تحت ظل الشجرة، فتُلقي عليه التحية وتطلب منه أن يقوم معهم للبحث عن طعامه، لكنَّه يرفض لأنَّ الشجرة التي ينام تحت ظلها مليئةٌ بالعسل الذي يكفيه لشهورٍ طويلة، فتمضي الحيوانات في طريقها.
بعد أن ابتعدت الحيوانات قليلًا فكَّر الدبُّ وقال: لماذا أخرج وأتعب في البحث عن الطعام وتحرقني الشمس وهو لا يبعد عنِّي سوى خطواتٍ قليلة؟ ورجع إلى نومه، وعندما مضى النهار، عادت الحيوانات مع الطعام لها ولأطفالها، ووصلت إلى الشجرة التي ينام تحت ظلها الدب الكسول، فذُهلوا وتوقَّفوا جميعًا.
كانت المفاجأة أنّ الدب لم يكن نائمًا بل واقفًا على قدميه يبكي بشدة ويضرب كفًا بكف وينظر إلى العسل في الشجرة ويقول: أنا جائعٌ جدًا، وطعامي أمامي لكنَّني لا أستطيع تناوله، فسألته الحيوانات عن سبب جوعه وبكائه على الرغم من وجود العسل بكثرة.
قال الدب: إنَّ ثعبانًا كان يُطارد فأرًا، فقذف السم عليه لكنَّ السم أصاب العسل بدل الفأر ففسد العسل وأصبح مسمومًا، حينها بدأت الحيوانات بمواساة الدب ونصحوه أن يخرج معهم كلّ صباح ليبحث هو الآخر عن طعامه، فيتعلم كيف يكون نشيطًا وفي الوقت نفسه يستمتع وهو برفقة أصدقائه وهو يُجني العسل من الشجر.
قصة أطفال غابة
عاش ملكٌ وأخته في القصر، وكان له ولدان وبنت، تُوُفِّيت زوجته وتركتهم، فأحبَّ أبناءه حبًا كبيرًا ليُعوِّضهم عن أمِّهم، فشعرت عمَّتهم بالغيرة وبدأت بالتفكير بحيلةٍ لإبعادهم عن أبيهم، وفي يومٍ ما كان الأولاد يلعبون في الحديقة، فجاءت إليهم وأغرتهم بالذهاب إلى الغابة، فصدَّقوها وذهبوا معها.
عندما وصلوا وسط الغابة شعروا بالتعب الشديد، فقالت لهم: ناموا تحت هذه الشجرة وستأتي حوريات الغابة وتلعب معكم، فصدَّقوا كلامها، وعندما تأكدت من نومهم تركتهم حتى تأتي الحيوانات المفترسة وتأكلهم وعادت إلى القصر وحدها، وعند موعد الغداء لم يحضروا لتناول الطعام مع أبيهم فأمر الخدم بالبحث عنهم في جميع أنحاء القصر فلم يجدوا لهم أثرًا.
جاء إلى الأولاد ثلاث حوريات فعرفنَ أنّهم أبناءُ ملوك لأنّهن رأينَ نجمةً بين حاجبي كلّ واحدٍ، فأحضروا هدايا لهم، أهدتهم الأولى غزالةً، والثانية أهدتهم كيسًا من النقود، أمّا الثالثة فأهدت الأميرة خاتمًا يحرسها من الخطر، ثم وجد الأولاد بيتًا في المدينة التي يحكمها والدهم، وفي أحد الأيام كانت العمَّة تَنظرُ من الشباك، فرأت شابَّين وفتاةً فعرفت أنَّهم الأمراء الثلاثة.
خطَّطتِ العمَّةُ من جديد للتخلُّص منهم، فانتهزت فرصة خروج الأميرين وذهبت للأميرة، وأخبرتها أن تشرب من ماء الحياة كي يُعجَب بها من يراها، وعندما رجع الأخوان للبيت أخبرتهما أنَّها تُريد الماء، فخرج أخوها الأكبر يبحث عنه، فوجد شيخًا وسأله عنه فأرشده للطريق وحذَّره من المخاطر، ذهب الأمير بكلِّ شجاعة حتى وجد نبع الماء، فأخذ منه إلى أخته فشربت منه.
أُقيمت حفلةٌ في القصر دُعي إليها الإخوة وأُعجب الجميع بها، لكنَّ العمة عندما رأت الأميرين على قيد الحياة غضبت ودَّبرت حيلةً جديدةً للقضاء عليهم كي لا يُشاركها أحدٌ محبَّة أخيها، فزارت الأميرة من جديد ونصحتها أن تأكل من تفاح الغناء الموجود في الحديقة المسحورة كي يُصبح صوتها جميلًا.
ذهب الأخ الأصغر إلى الحديقة ورأى الشيخ نفسه الذي رآه أخاه، وحذَّره من أن لا يتكلَّم مع أحد في الحديقة، وعندما وصل سمع صوتًا يقول: إنَّ الملك وضع الأميرة في السجن، ردَّ بأنّ هذا الكلام كذب، فتحوَّل إلى عمودٍ صخري، شعرت الأميرة بالقلق لأنّ أخاها لم يعد للبيت، ونظرت للخاتم في يدها فلم يكن يتلألأ كالعادة، فعرفت أنَّه في خطر.
أخبرت أخاها الأكبر بما حدث، فذهب الآخر يبحث عنه، وعندما نظرت للخاتم، كان قد أصبح أسودَ تمامًا عرفت أنّ أخويها في خطر شديد، فقررت الذهاب للحديقة كي تبحث عنهما ورأت الشيخ فنصحها النصيحة نفسها، وصلت إلى الحديقة وبدأت بالبحث، وظلت تسمع أصواتًا تقول لها: هل تُحبِّين أن تعرفي ماذا حدث لأخويكٍ؟ لكنَّها استمعت للنصيحة ولم ترد.
وجدت الأميرة ريشةً جميلةً، فالتقطتها وحرَّكتها، وما إن لامست الريشة العامود حتى ظهرت صورة أخيها الأكبر وعاد إلى طبيعته، ثم ذهبت للعامود الثاني ولامسته فعاد الآخر إلى طبيعته، أخذ الإخوة من التفاح الموسيقي وتناولوا منه فأصبح صوتهم جميلًا، ففرحوا وبدؤوا بالغناء، سمع الملك صوتهم الجميل فأمر بقدومهم إلى القصر، وعندما رأى النجمة بين جبين كل واحد منهم عرف أنّهم أبناؤه.
عندما سألهم عمَا حدث معهم، أخبروه بالقصة وعمّا فعلت عمَّتهم، فتألَّم الملك من تصرُّف أخته، ووضعها في السجن لآخر عمرها عقابًا لها على قسوة قلبها، وعاش الملك مسرورًا مع أبنائه.