قصص أطفال
قصص الأطفال
تتعدّد القصص التي يمكن للآباء قراءتها لأطفالهم، وتختلفُ التصنيفات والأهداف التي تتبع لها هذه القصص ؛ فقصص الأطفال هيَ عمل فنيّ يُكتَب خصيصاً للطفلِ بهدف تحقيق السعادةِ له، وإثارة خياله، وتحقيق هدفٍ دينيّ أو أخلاقيّ، أو حتّى لغويّ، أو علميّ، أو ترويحيّ، وقد تُحقَّق كلّ هذه الأهداف أو بعضها؛ ويكون ذلك من خلال مجموعةٍ من الشخصيات في زمانٍ ومكانٍ ما، ضمنَ حبكةٍ، وعُقدةٍ، وحلٍّ، وسَرْدٍ معيّنٍ.
ومن القصص التي يحبّ الأهل قراءتها لأطفالهم القصص الدينيّة، فهي قصص تُثري الحسّ الدينيّ لدى الأطفال ، وتعرّفهم على قصص الأنبياء والرُّسل عليهم السلام، والخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم، والأحداث التي كانت تحصل في زمانهم، كما أنّها قصص تحملُ قيماً أخلاقيّةً وإنسانيّةً، وتعطي الأطفال مثلاً أعلى للاقتداء به، وكذلك القصص التاريخية التي تسرد أحداث الماضي، وقصص الساحرات التي تروي قصصاً خياليّةً ، وتُعدّ قصص الخيال نوعاً من القصص الفلكلوريّة التي تتناقلها الأجيال عبر الزمان دون معرفةِ مصدرها الأصليّ، وعادةً ما تنتهي هذه القصص بنهايات سعيدة، بالإضافة إلى القصص الاجتماعية التي تتناول موضوعاتها الأسرة والمجتمع، والعلاقات بين أفراده، والقصص الشعبية التي تدور أحداثها حول أبطال شعبيّين، ومن القصص أيضاً القصص العلميّة، والهزلية.
قصص أطفال
قصة الراعي والذئب
كان من عادة راعي أغنامِ أخذ خرافه لرعيها خارجَ القريةِ، وعندما يشعر بالملل يفكّر بما يُمكن أن يُسلّيه، وفي يومٍ من الأيّام قرّر هذا الراعي أن ينادي بأعلى صوتٍ، مخبراً الجميع بأنّ هناكَ ذئباً يريد أكلَ خِرافه، وأخذَ الراعي بتنفيذ فكرته، فنادى بأعلى صوته: أنقذوني، هناكَ ذئبٌ سيأكل خرافي، فأسرعَ أهلُ القريةِ لنجدته، لكنّهم عندما وصلوا لم يجدوا سوى الرّاعي مستمتعاً بكذبته، فغضبوا منه وعادوا إلى بيوتهم، وفي اليوم الللاحق قرّر الراعي أن يُعيد لعبته السابقة، فنادى بأعلى صوته: أنقذوني، هناكَ ذئبٌ سيأكلُ خِرافي، فاعتقد أهلُ القريةِ أنّه صادقٌ هذه المرّة، ولكنّ ظنّهم خابَ عندما وجدوا الراعي وخرافه بأمانٍ.
في اليوم الثالث، رأى الرّاعي ذئباً يقتربُ من خرافه، ففزِعَ وأدركَ أنّ مقلبه قد أصبحَ حقيقةً، فنادى أهل القريةِ بأعلى صوته: أنقذوني، هناكَ ذئبٌ سيأكل خرافي، لكنّ لم يأتِ أحد من أهلِ القريةِ لنجدته، فقد اعتادوا على كذبته. اقتربَ الثعلبُ من الخرافُ وأخذَ يلتهمها أمامَ الرّاعي الذي شعرَ بالنّدمِ والحسرةِ على كذِبه سابقاً؛ لأنّه لم يعد عليه سوى بالخسارة.
قصّة سندريلا
كان يا مكان في سالف العصر والزمان، زوجان مُحبّان لبعضهما يعيشان مع ابنتهما سندريلا، ولكنّ الزوجةَ ما لبثت أن تعرّضت لمرضٍ عجزَ عن علاجه الأطبّاء، فتُوفّيت وتركت زوجها وحيداً مع سندريلا . فكّر الأبُ بأنّ عليه أن يعوّض ابنته عن حنان أمها الذي فقدته منذ طفولتها، فتزوّج زوجةً جديدةً لكنّه لم يحسن الاختيار، فقد اختارَ زوجةً أرملةً لها ابنتان تكبران سندريلا، وكانت لا تهتمّ سوى بنفسها وبابنتيها، كما كانت تكره سندريلا وتغار منها؛ لأنّها أجمل من ابنتيها، ولكنّ كرهها ومعاملتها السيئة لسندريلا لم يظهرا أمامَ زوجها، وبعد فترةٍ توفّي الأب وترك سندريلا مع زوجةِ أبيها القاسية، فحرمتها من كلّ مالِ أبيها.
وفي يومٍ من الأيّام وصلَت إلى البيت دعوةٌ من قصر الملكِ، لحضورِ حفلٍ ينتقي فيه الأمير زوجةً تعجبه من بين المدعُوّات، فأخذت الأختان تختارانِ أجمل الملابس والمجوهرات، وتسخرانِ من سندريلا التي لم تسمح لها زوجةُ أبيها بحضور الحفلِ معهنّ، وبعد ساعاتٍ من التجهيزاتِ انطلقت الأختانِ وأمّهما إلى الحفلِ، تاركاتٍ سندريلا غارقةً في حزنٍ شديد حتّى نامت. استيقظت سندريلا على صوتِ امرأة تمسكُ عصاً طويلةً تواسيها، وتخبرها بأنّها ستعدّها للذهابِ لحضور الحفلةِ. حرّكت المرأة عصاها، فارتدت سندريلا أجملَ فستانٍ، وتزيّنَ شعرها بأجمل تسريحةً، وظهرت كأجملٍ فتاةٍ يمكن أن تراها الأعين، ثمّ وجهت العصا نحوَ قرعةٍ كبيرةٍ فتحوّلت لعربةٍ فاخرة، ثمّ نحو مصيدة فئرانٍ، فتحوّلت ستة فئرانٍ إلى ستةِ جيادٍ تجرّ العربة، ثمّ وجّهتها صوب السحالي فتحولت إلى خدَمٍ لسندريلا. فرحت سندريلا كثيراً وسطَ اندهاشها الكبير، فأخبرتها المرأة الساحرة بأنّها يجب تعودَ قبل أن تدقّ الساعةُ منتصفَ الليل؛ لأنّ كلّ شيء سيعود لأصله.
انطلقت سندريلا إلى القصر مع السحرِ الذي يحيطُ بها، ووصلتِ القصرَ، فاستُقبِلت أجمل استقبال، وتحوّلت كلّ الأنظار نحو جمالها الأخّاذ، فلم تعرفها أختاها ولا أمّهما. جذبت سندريلا بجمالها الأمير إليها فانحنى لاستقبالها، ورقصَ معها وشعرَ بأنّها الفتاةُ التي يريد أن يتزوّجها، ولكنّ الساعةَ دقّت مُعلنةً حلول منتصفِ الليلِ، فخرجت سندريلا تركضُ من القصرِ، فاستغربَ الأمير تصرّفها وتبعها ركضاً، لكنّ سندريلا كانت قد اختفت مُخلّفةً خلفها فردةَ حذائها الزجاجيّ الذي سقطَ من قدمها أثناء هروبها من القصر، فتعهّد الأمير على نفسه أن يجدها، فقرّر أن يأخذ الحذاء ويجرّبه على أقدامِ الفتياتِ في المدينة. في اليوم التالي انطلقَ الخدمُ والحُرّاس في رحلةِ بحثٍ عن الفتاةِ التي أخذت عقلَ الامير بجمالها وطيبتها.
تنقّل موكبُ الأمير من بيتٍ لآخرَ لكنْ دونَ جدوى، حتّى وصلَ الموكب إلى بيت سندريلا، فجرّبت الأختان الحذاء ولم يسمحا لسندريلا أن تجرّبه، لأنّهما يعرفانِ أنّها لم تكن في الحفل، لكنّ الخادمَ أصرّ على أن تجرّبه سندريلا بعد أن رأى حُسنها، ولأنّ أوامرَ الملكِ تقتضي ذلك، فجرّبته سندريلا وتطابقَ مع قدمها وسطَ اندهاشِ الأختين وأمّهما. ذهبت سندريلا إلى القصر مع الحرّاس والخدَم، واستقبلها الأمير بكلّ حبَ، فأخبرته قصتها كاملةً، فازدادَ حبّه لها، وأعلنَ زواجه من سندريلا في حفلةٍ كبيرةٍ دُعِيت لها زوجة الأب وابنتاها، فأكرمتهنّ سندريلا، وعاشَ الأمير والأميرة سندريلا حياةً سعيدةً وهانئةً.