قصة معبد فيلة
قصة معبد فيلة
تمتاز مدينة أسوان بوجود العديد من المعالم الأثرية القديمة وهي من المعالم المشهورة في مصر ، ومن أهم هذه المعالم معبد فيلة، يعود تاريخ معبد فيلة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تتابعت بعده العصور المختلفة مثل العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية ، وقد كان لكل عصر من هذه العصور أثره على جدران ذلك المعبد وتحتوي الآثار التي تعود لمعبد فيلة على العديد من الأبنية التي يرجع تاريخها إلى العصر البطلمي، وهو من أبرز المعابد التي أنشأها بطليموس الثاني فيلادلفوس، وكان هذا المعبد مخصصاً للإلهة إيزيس أم حورس، وقد عُرفت عند قدماء المصريين بأنها ربة الأمومة والقمر، ويوجد في هذا المعبد منظر حجرة الولادة التي تم فيها الاحتفال بولادة حورس وظهرت فيه إيزيس وهي تقوم برضاعة ابنها حورس في الأحراش.
ويعتبر معبد إيزيس المعبد الرئيسي في جزيرة فيلة حيث يُعتبر واحداً من أضخم المعابد التي تم تشييدها في جزيرة فيلة ويحتل هذا المعبد مساحة تُقدّر بربع مساحة جزيرة أجيليكا وهي الموقع الحالي لمعبد فيلة، وتشتمل الباحة الرئيسية لمعبد إيزيس على ما يُسمى بمبنى الماميزي أو كما يُسمى ببيت الولادة وهو المكان الذي كانت تُقام فيه طقوس الاحتفال بميلاد الإله ومن الأمور الأساسية التي كان يحرص الملوك على أدائها هو الاشتراك في هذه الطقوس لكي يؤكدوا انتماءهم لسلالة هذا الإله.
بعض المعلومات التاريخية عن معبد فيلة
وفيما يأتي بعض المعلومات التاريخية عن معبد فيلة:
- أُطلق قديمًا على معبد فيلة اسم بيلاك وهو اسم مشتق من اليونانية واللاتينية، أما في العصر الإسلامي فكانت تعرف باسم القلعة أو جزيرة أنس الوجود.
- يقع معبد فيلة على جزيرة فيلة التي تقع في منتصف نهر النيل وكانت هذه الجزيرة من أهم الحصون الدفاعية عن مصر، وتم نقل معبد فيلة من مكانه الأصلي إلى موقع آخر وهو جزيرة أجيليكا خوفاً من الفيضانات بعد بناء السد العالي .
- يُعدّ الهدف الأساسي من تشييد معبد فيلة هو لعبادة الإلهة إيزيس خلال القرن الثالث للميلاد والتي كانت من أقوى الآلهة في مصر وكان قد عبدها اليونانيون والرومانيون على حد سواء.
- توجد العديد من المعالم الفرعونية على جزيرة فيلة منها مقصورة نختنبو الأول، ويوجد إلى جانبه معبد أريس أوفيس يوناني - روماني، ومعبد ماندوليس وهو معبد يعود إلى العهد الروماني، كما يوجد أعمدة ترجع أصولها للعصر الروماني والبطلمي منها معبد حتحور، ومعبد إمحوتب، ومقصورة تراجان.
- تعرض هذا المعبد إلى الغرق حيث أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه ثم أُعيد تجميعه مرة أخرى وتم نقله عام 1972 من موقعه السابق إلى موقع آخر وهو فوق جزيرة أجيليكا وهو الموقع الحالي لمعبد فيلة، وتبعد هذه الجزيرة مسافة خمسمائة متر عن موقع جزيرة فيلة وقد استغرقت عملية النقل ما يقارب 2 عام؛ لأن مياه النيل كانت تُحيط بالجزيرة وبالمعابد من كل جهة مما شكل تهديداً كبيراً عليها وعلى قيمتها الأثرية المهمة.
- يعتبر معبد فيلة مزار سياحي مهماً تجعل الزائر يستمتع بما يراه من آثار الماضي ويستمتع كذلك بالحاضر حيث يوجد فيه مشاهد لعروض الصوت والضوء ليلاً.
أساطير مرتبطة بمعبد فيلة
ارتبطت أساطير عديدة بمعبد فيلة فما بين جدران هذا المعبد ولدت أساطير الحب والوفاء ومن أشهر قصص الحب القديمة التي اشتهر بها هذا المعبد منذ تلك العصور القديمة قصة الحب بين الآلهة إيزيس والإله أزوريس حيث إن زوجها قد قُتل على يد شقيقه وكانت إيزيس تعتقد أن جزءًا من جسد زوجها موجود بالقرب من هذه الجزيرة لذلك أقامت هناك مقبرة لزوجها أزوريس تقديراً لروحه.
ومن الأساطير الأخرى التي نشأت في هذه الجزيرة هي أسطورة أنس الوجود وهو من الأسماء التي عُرفت بها الجزيرة وكانت القصة حول أمير اسمه أنس الوجود وكان له حبيبة يحبها حُباً جماً ولكنها كانت سجينة داخل تلك الجزيرة لذلك قام بالذهاب لإنقاذها راكباً على ظهر تمساح في نهر النيل وقد تمكن من إنقاذها وفك أسرها.
أسباب تسمية فيلة بهذا الاسم
معنى كلمة فيلة السلام والود والمحبة، وفي اللغة المصرية القديمة كان يُطلق عليها اسم بيلاك ويُقصد به النهاية أو المكان البعيد لأنها كانت نهاية مصر، وفيلة كلمة يونانية معناها الحبيبة وتم تسميتها بهذا الاسم بعهد الإغريق في زمن كانت اللغة الإغريقية سائدة حينها أما في التسمية العربية فقد عُرفت باسم أنس الوجود بسبب ارتباطها بقصص التراث الشعبي ، أما المعبد فظل العرب يُطلقون عليه معبد فيلة كما هو عند الإغريق.