قصة مثل جنت على نفسها براقش
قصة مثل جنت على نفسها براقش
لكل مثل مضرب ومورد، ويقصد بالمضرب: المناسبات المشابهة التي يصح أن يضرب فيها المثل، ويقصد بالمورد: القصص والروايات التي استقي منها المثل، وفيما يأتي سرد لأهم الروايات التي وردت فيها قصة مثل "على نفسها جنت براقش" فيما يأتي:
رواية ابن رفاعة الهاشمي: على أهلها جنت براقش
جاءت رواية هذا المثل في كتاب الأمثال بصورة مختصرة، وجاء نَصُّها "على أهلها جنت براقش، براقش: كلبة نبحت ليلًا فدلّت على أهلها خيلًا مغيرة، يضرب مثلًا لمن لقي شرًّا وافته من نفسه".
رواية أبي الفضل الميداني: على أهلها تجنى براقش
جاءت رواية هذا المثل في كتاب مجمع الأمثال الميداني بصورة مفصلة احتوت على الشواهد، والأحداث، والأسماء، حيث قيل "على أََهْلِهاَ تجني بَرَاقشُ، كانت بَرَاقشُ كلبةً لقومٍ من العرب، فأغير عليهم، فهَرَبُوا ومعهم بَرَاقش، فاتبع القومُ آثارَهُم بنُبَاح بَرَاقش، فهجموا عليهم فاصطلموهم، قَال حمزة بن بيض:
لم تكن عن جناية لَحِقَتْنِي
- لا يَساري ولا يَمينِي رَمَتْنِي
بل جَنَاها أخٌ عليَّ كريمٌ
- وعلى أهلها بَرَاقِشُ تَجْنِي
روى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قَال: إن براقش امرَأة كانت لبعض الملوك، فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فَزِعوا دخَّنُوا فيه، فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فَدخَّنَّ فجاء الجند"، فلما اجتمعوا قَال لها نصحاؤها: إنك إن رَدّدْتهم ولم تستعمليهم في شَيء ودخّنتهم مرة أخرى لم يأتِكِ منهم أحد، فأفأمرتهم، فبنوا بناء دون دارها، فلما جاء الملك، سَألَ عنْ البِناءَ فأخبروه بالقصة".
قَال الشرقي بن القطامي: براقش امرَأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضد، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل، فأصاب من براقش غلامًا، فنزل مع لقمان في بني أبيها، فأولموا ونَحَرُوا الجزر، فراح بن براقش إلى أبيه بعرقَ من جزور، فأكله لقمان، فَقَال: يا بني ما هذا؟ فما تَعَرَّقْتُ قط طيباً مثله، فَقَال: جزور نَحَرَها أخوالي فَقَال: وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى؟".
قَالت براقش: جَمِّلْنَا واجْتمِلْ، فأرسلتها مَثَلًا، والجميل الشحْمُ المُذَاب، ومعنى جَمِّلْنا أي أطْعِمْنَا الجميل، واجْتَملْ: أي أُطْعم أنت نفُسك منه، وكانت براقش أكثر قومها إبلًا فأقبل لقمان على إبلها، فأسرع فيها وفي إبل قومها، وفَعَلَ ذلك بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور ، فقيل: على أهلها تجنى براقش يُضرب لمن يعمل عملًا يرجع ضرره إليه".
رواية العسكري: على أهلها دلَّت براقش
جاءت رواية هذا المثل في كتاب جمهرة الأمثال للعسكري، واحتوت على مضرب المثل وشواهد شعرية، وجاء نَصُّها "يُضْرب مثلًا للرجل يرجع إِصْلَاحه بإفساد وبراقش اسْم كلبة نبحت جَيْشًا كَانُوا قصدُوا أَهلهَا فخفى عَلَيْهِم مكانهم، فَلَمَّا نبحتهم عرفوهم فَعَطَفُوا عَلَيْهِم فاجتاحوهم.
فَقَالَت الْعَرَب : أشأم من براقش، وأصل هَذِه الْكَلِمَة من النقش، يُقَال برقشت الثَّوْب إِذا نقشته وَأَبُو براقش طَائِر يَتلون فِي الْيَوْم ألوانًا، فَيُقَال للرجل الْكثير التلوُّن أَبُو براقش."، قَالَ الشَّاعِر:
إِن يغدروا أَو يفجروا
- أَو يبخلوا لم يحفلوا
وغدوا عَلَيْك مرجلين
- كَأَنَّهُمْ لم يَفْعَلُوا
كَأبي براقش كل يَوْم
- لَونه يتخيل