قصة عثمان بن عفان للأطفال
الصّحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه
سنسرد لكم يا أطفال بكلمات بسيطةٍ وسهلةٍ عن شخصيةٍ عظيمةٍ تركت بصمتها في التّاريخ الإسلامي المميز، ليكون من المقرّبين لرسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- وأيّ قرب، جعلت من الصّحابي الجليل يُلقب بأفضل الألقاب، وتجعل له الكثير من الصّفات التي تميّز بها كصحابي وخليفة، فتعالوا معي نتعرف عليه، إنّه الصّحابي الجليل عثمان بن عفان المعروف بذي النورين ، وأمّا بطاقته التّعريفيّة فهي فيما يأتي:
- اسمه: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
- ولادته: وُلد في مكة المكرمة بعد ستة سنين من ولادة الرّسول-عليه الصّلاة والسّلام- وبعد عام الفيل بستة سنين أيضًا.
- مكانته في قريش: كان من أفضل النّاس في قومه من أيّام الجاهلية، فقد كانت قريش تحبّه كثيرا، ورُغم ذلك لم يسجد لصنم في حياته، ولم ويشرب خمرًا قبل إسلامه.
- إسلامه: كان عثمان بن عفان رابع من أسلم من الرّجال، فقد أسلم على يد الصّحابي الخليفة أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- فكان من السّابقين في الإسلام.
- لقبه: لُقب عثمان بن عفان بذي النّورين؛ لأنّه تزوج ابنتا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رقية و أم كلثوم .
قصة عثمان بن عفان للأطفال
سنروي لكم يا أطفال قصصًا عدّة للصّحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ستعلمون من خلالها من هذا الصّحابي الذي امتلأت حياته مواقف كثيرةٍ تُعلمنا معنى الكرم والحياء ومن هذه القصص ما يأتي:
عثمان بن عفان المعطاء الكريم
كان الصّحابي عثمان بن عفان يا أعزائي الأطفال ممن اشتغل بالتّجارة، فكان من الأغنياء الذين استخدموا أموالهم في سبيل الله -تعالى- فضرب لنا خير الأمثلة في كرمه وعطائه، ومن أشهر المواقف التي لا تُنسى في تاريخ العالم الإسلامي والتي ارتبط اسمه بكل موقف؛ لتدلّ على كرمه وعطائه، ما يأتي:
- بئر رومة
هو بئر ماءٍ كان ليهودي، عندما هاجر الرّسول صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة مع أصحابه، وجدوا أنّ ماءها ليس مُستساغًا، وكان أفضل ماء في المدينة هو بئر رومة ، فكان المسلمون يشربون من هذا البئر لطعمه الّلذيذ، لكن اليهوديّ كان يُشرب المسلمين بمقابل المال.
وكان يستغلّهم ويتحكّم بهم، فشكوا هذا الأمر للرّسول الكريم فأشار على أصحابه بشراء البئر، ووعدهم أنّه من يشتري هذا البئر فله عينٌ في الجنّة، فاشتراه عثمان بن عفان وجعله وقفًا للمسلمين، وهذا من أجمل القصص التي تدلّ على عطاءه وكرمه، فكونوا يا أطفال مثل عثمان المعطاء.
- تجهيز جيش العُسرة
كان الصّحابي ذي النّورين من أكثر الصّحابة مبادرةً في العطاء والكرم، ومن أشهر هذه المواقف عندما خرج الرّسول الكريم إلى غزوة تبوك، كان الجيش بحاجة إلى تجهيز وإعداد؛ فحثّ الأغنياء من الصّحابة على التّبرع والتّصدق، فتصدّق الصّحابة كلٌ حسب قدرته، ولكن عثمان بن عفان كان له النّصيب الأكبر في التّبرع وتجهيز الجيش.
عثمان بن عفان رجل تستحي منه الملائكة
إنّ خُلق الحياء هو خلق الإسلام الذي اشتهر به الصّحابي الخليفة عثمان بن عفان وهو من الأخلاق الإسلامية الذي تُزكي النّفس وتجعلها تبتعد عن التّقصير في أيّ حق؛ خوفًا من الملامة والعتاب، وهكذا كان الصّحابي الجليل يا أعزائي خير مثالٍ لضرب المثل في الحياء، حتى قال عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).
وقد كان الرّسول -صلى الله عنه- في مجلسه يومًا كاشفًا بعضًا من فخذه، فدخل عليه الصّحابيين أبو بكر الصّديق، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فتكلّما والرّسول الكريم يجلس بنفس الجلسة، وعندما دخل الصّحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فعدّل جلسته وسوّى ثيابه، فكيف لا نكون مثله يا أطفال، ونحن أولى أن نكون مثله في الحياء.
خلافة عثمان بن عفان
كان عثمان بن عفان هو ثالث الخلفاء الرّاشدين ، حيث كان له شأنٌ عظيم بين قومه، وكان صاحب رأي ومشورة، ففي عهده تم نسخ المصحف سبع نُسخ، ووزعهم بين الأمصار، فوحّد المسلمين على هذه النُسخ، وحفظ القرآن الكريم من الضّياع، حيث بعث مع كلّ نُسخة صحابي يُعلّم أهل الأمصار التّلاوة الصّحيحة الخالية من الأخطاء.