قصة سيدنا ابراهيم

قصة سيدنا ابراهيم

قصص إبراهيم عليه السلام

قصّة إبراهيم مع عبدة الأصنام

كان قوم سيّدنا إبراهيم -عليه السلام- يعبدون الأصنام، وكان أبوه آزر ممّن يصنعونها، ف بدأ إبراهيم دعوته بدعوة أبيه ، وتذكيره بأنّ هذه الأصنام لا تضرّ، ولا تنفع، وكان يدعو والده باللين، والرِّفق، ولا يخاطبُه إلّا بقوله: "يا أبتِ"، إلّا أنّ أباه أصّر على موقفه، وطلب من إبراهيم أن يهجره، ويتركه، ثمّ انتقل إبراهيم إلى دعوة قومه؛ فأمرهم أوّلاً بترك عبادة الأصنام، ثمّ حاجَجهم في عبادة الكواكب، وقد ذُكِرت هذه المُحاجَجة في سورة الأنعام؛ حيث سألهم أوّلاً عن الكوكب الذي ظهر له إن كان هو إلهه، ثمّ لمّا غاب الكوكب قال لهم إنّ الإله لا يأفل ولا يغيب، وكرَّر ذلك مع كلٍّ من الشمس، والقمر، إلّا أنّهم أصرّوا على موقفهم.

وقد واصل إبراهيم -عليه السلام دعوته لهم، فلمّا رأى منهم صدوداً أقسم لهم أنّه سيكيد أصنامهم، فلّما خرجوا من القرية أخذ يُكسِّر الأصنام كلّها إلّا كبيرها الذي تَرَكه، فلمّا عاد القوم إلى قريتهم، ورأوا أنّ أصنامهم قد تحطّمت، ذهبوا إلى إبراهيم كي يسألوه عن ذلك، فقال لهم إنّ كبيرَها هو من حطّمها فاسألوه، وإنّها لو كانت تعقل لاستطاعت حماية نفسها من الاعتداء، وعلى الرغم من أنّ صوابهم عاد إليهم في حينها؛ فكبيرها صَنَمٌ لا يسمع، ولا يبصر، إلّا أنّهم عادوا عن رشدهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان مثالاً للداعية الصابر المُخلِص؛ حيث بذل للدعوة الكثير؛ فناظر قومه، وحاجَجهم، ولمّا لم يجدوا حُجّة، قرّروا أن يكيدوا له؛ وذلك بأن يُلقوه في النار التي جمعوا لها حطباً عظيماً، ثمّ أشعلوها، ولشدّة حرارتها وضعوا إبراهيم -عليه السلام- على منجنيق وقذفوه فيها، فقال -عليه السلام-: "حسبي الله ونعم الوكيل"، حيث روى البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ آخِرَ قَوْلِ إبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ)، فأمر الله -تعالى- النار بأن تكون برداً وسلاماً عليه، وأنجاه منها، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ).

قصّة إبراهيم مع النمرود

اعتمد إبراهيم -عليه السلام- في نقاشه مع الكفّار أسلوب نقاشٍ يعتمد المناظرةَ؛ حيث ناظر النمرود؛ وهو ملك بابل، وكان جبّاراً مُتمرِّداً مُدَّعِياً للربوبيّة، وقد وردت مناظرته إيّاه في سورة البقرة، حيث قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

إذ استدلّ إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله بالمشاهدات التي حوله من الكون؛ من موت، وحياة، فرَدّ عليه النمرود أنّ بإمكانه أن يأتيَ برجُلَين حُكِم عليهما بالقتل؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني، وهذا خارج عن مقام المناظرة، إلّا أنّ إبراهيم -عليه السلام- ألجمَه حين ضرب له مثلاً بالشمس التي تُشرق من المشرق، وتحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب إن استطاع، ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك، فبُهِت، وسكت.

قصة إبراهيم مع الملائكة

وردت قصّة لقاء إبراهيم -عليه السلام- مع الملائكة في القرآن الكريم في عدّة مواضع؛ حيث جاءه الملائكة زائرين مُبشِّرين، ومن حُسن إكرامه للضيف، سارع وجاءهم بطعام يأكلونه، وحين امتنعوا عن الأكل شعر -عليه السلام- بالخوف، والريبة منهم، فأخبروه أنّهم رُسُل الله -تعالى- إلى قوم لوط الذين حقّ عليهم عذاب الله -تعالى-، فراجعهم إبراهيم في ذلك؛ لأنّ فيهم لوطاً -عليه السلام-، وأهله، وهم مؤمنون، فبشّروه وزوجته بدايةً بأبناء إبراهيم عليه السلام، فقالوا له إنّ الله سيرزقهم إسحاقَ -عليه السلام-، ومن بعد إسحق يعقوبَ -عليه السلام-، فسكن قلبه، واطمأنَّ لهم، ثمّ عاد يجادلهم في عذاب قوم لوط، فرَدّوا عليه بأنّ هذا أمر الله -تعالى-، فقُضِي الأمر، وانتهى الجدال.

قصة إبراهيم والطيور الأربعة

ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يدلّ على قدرة الله -عزّ وجلّ- على البعث، ومنها ما ورد في قصّة إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد طلب من الله -سبحانه- أن يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى، فعلى الرغم من أنّه كان مُؤمناً بذلك تمام الإيمان، إلّا أنّه أراد أن يطمئنّ قلبه بالأدلّة اليقينيّة، قال -تعالى- في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).

فأمره الله -تعالى- أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلط أجزاءها معاً، ثمّ يجل كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل، وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل -عليه السلام- ما أمره الله به، فجاءته الطيور وقد عادت إلى ما كانت عليه من الصورة، والحركة، والحياة، قال -تعالى-: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

هجرة إبراهيم عليه السلام

ذكر الله -سبحانه- هجرة إبراهيم في ثلاثة مواضع من القرآن؛ حيث قال على لسان إبراهيم: (وأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ)، وقال: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي)، وقال: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، وفي ما يأتي بيان الهجرات الثلاث:

هجرة إبراهيم إلى الشام

خرج إبراهيم -عليه السلام- بنفسه، وزوجته سارة، وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى بلاد الشام، وقِيل إنه نزل حرّانَ فارّاً بدينه يدعو إلى الله، ويعبده، فأقام فيها مدّة، إلّا أنّ هذه البلاد تعرّضت للقحط، والجوع، فارتحل -عليه السلام- وأهله إلى مصر.

هجرة إبراهيم إلى مصر

خرج إبراهيم -عليه السلام- من أرض الشام إلى مصر سارة زوجة سيدنا إبراهيم ، وحين علم ملك مصر آنذاك بقدوم إبراهيم ومعه امرأة حَسنة جميلة، بعثَ في طلبها؛ ليتزوّجها، وكان هذا الملك يأخذ نساء الرجال غصباً، فأخبره إبراهيم بأنّها أخته، فحاول الملك أن يلمس سارة، فلم يستطع؛ إذ تحجّرت يداه، فطلب منها أن تدعوَ الله أن يعيدهما إلى ما كانتا عليه، ففعلت، وكرّر فعلته مرّة أخرى، فلمّا تحجّرت يداه مرّة أخرى، طلب منها أن تدعو له، فدعَت له، فأُطلِقت يداه مرّة أخرى.

هجرة إبراهيم إلى مكّة

أهدَت سارة زوجها إبراهيم -عليه السلام- هاجر الجارية؛ ليتزوّجها، فحملَت منه، وأنجبَت نبيّ الله إسماعيل -عليه السلام- ، ولأنّ سارة كانت عاقراً فقد غارت من هاجر، فأخذ إبراهيم هاجر وابنها، وخرج بهم إلى الشام، ثمّ إلى مكّة المُكرَّمة وتركهم هناك، ثمّ عاد، وحين نفد ما كان عندهم من الماء والطعام، صار طفلها يتلوّى من شدّة العطش، وطفقت هاجر تسعى بين جبليَن، وهما ما يُعرَفان بالصفا، والمروة، وتدعو الله، فأتاها جبريل بعد أن أنهَت سبعة أشواط عند موضع زمزم، وفجّرَ لها بأمر الله ماء زمزم ، فجعلت تحوطه بيدها.

أمّا قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، فقد مرّت السنين وهاجر في مكّة، ولمّا كبر إسماعيل -عليه السلام-، وبلغ أَشدّه، رأى إبراهيم -عليه السلام- في المنام أنّه يذبحه، فامتثل أمرَ الله، وأخبر ابنَه برؤياه، فامتثل الآخر لأمر الله، وحين وضعه على الأرض، وأمسك السكّين؛ ليذبحَ ابنه، أنزل الله ذِبحاً عظيماً؛ فداءً له؛ إذ لم يكنِ القصد إزهاق روح إسماعيل، بل كان ابتلاءً من الله لهما؛ ليرى إخلاصهما، واستسلامهما لأوامره.

بناء إبراهيم الكعبةَ مع ابنه إسماعيل

بيّن الله -تعالى- لإبراهيم وإسماعيل أساسات البيت الحرام التي كانت قد دُفِنت في الأرض منذ وقت طويل، ثمّ أمرهما ببناء الكعبة المُشرَّفة ؛ فكان إسماعيل يجمع الحجارة، ويأتي بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء، فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجراً ووقف عليه، وقد عُرِفَ هذا المكان ب(مقام إبراهيم)، وتجدر الإشارة إلى أنّهما -عليهما السلام- كانا يبنيان الكعبة، ويدعوان الله -تعالى- ويقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

وقد طهّرا البيت ممّا لا يليق به من النجاسات، والقذارات؛ امتثالاً لأمر الله؛ ليكون مكاناً مناسباً للصلاة، والعبادة، ودعَوا الله أن يجعل من ذريّتهما أمّة مسلمة مُوحِّدة لله لا تُشرك به شيئاً، فاستجاب -سبحانه- لهما، وجعل في ذُرّية العرب من نَسل إسماعيل أمّة مُوحِّدة، كما بعث من ذُرّيته محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث ورد في قوله -تعالى-: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

بعض العِبر المُستفادة من قصّة سيّدنا إبراهيم

تُستقى العدي من الفوائد والعِبر من قصّة إبراهيم -عليه السلام-، ومنها:

  • أهمّية توحيد الله -تعالى-، واتّباع مِلّة إبراهيم الحنيفيّ، قال -تعالى-: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، والاقتداء به في إخلاصه، وعبادته لربّه.
  • محبّة الله لإبراهيم -عليه السلام-؛ إذ نُعِت بالخُلّة، وهي صفة لم تكن إلّا للخليلَين: محمد، وإبراهيم -عليهما الصلاة والسلام-.
  • إكرام الله للنبيّ إبراهيم؛ فقد جعل النبوّةَ في ذُرّيته، واختاره ليكون الشخص الذي يبني البيت الحرام، كما وهب له الذرّيةَ بعد الكِبر، وجعل ذِكره في الآخِرين مستمرّاً.
  • رَفْعُ الله قدرَ إبراهيم -عليه السلام بالعِلم، واليقين، قال -تعالى-: (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ).
  • الإذعان والاستسلام لأوامر الله، حيث ظهر ذلك في قصّة الذبح.
  • معرفة إبراهيم بأساليب المناظرة، وإقامة الحجّة على المُخالفين، ولكن بأدب.
  • دعاء الله بصلاح الذرّية، وشُكره عليها، قال -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ).
  • الأخذ بالأسباب، والسَّعي في تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، وسؤال الله التوفيق في ذلك.
  • مشروعية إكرام الضيف، كما ورد في إكرامه لضيوفه من الملائكة.
  • مشروعيّة السلام، ووجوب رَدّه، ومشروعية السؤال عن أسماء الذين يتعامل معهم الإنسان من صاحب، أو ضَيف، أو نحوه، قال -تعالى-: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ).
  • الثناء الحسن، والنجاة يوم القيامة لمَن سَلم قلبه من الشرّ، وامتلأ بالخير، كإبراهيم -عليه السلام-، قال -تعالى-: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

السُّوَر التي ذُكِرت فيها قصص سيّدنا إبراهيم

ذُكِرت قصص الأنبياء كقصص سيّدنا إبراهيم -عليه السلام- في مجموعة من السُّوَر القرآنية الكريمة؛ ففي سورة البقرة وردت قصّة بنائه للكعبة مع ابنه إسماعيل -عليهما السلام-، ومُحاجَجته للنمرود الذي ادّعى القدرة على إحياء الموتى، وقصّته مع الطيور الأربعة، أمّا في سُور: الأنبياء، والشعراء، والزخرف، والصافّات، والأنعام، فقد وردت دعوته لأبيه، وقومه بتَرك عبادة الأصنام، وعبادة الله وحده، وفي كلٍّ من سورة الممتحنة، ومريم، والتوبة ورد عدد من الآيات التي تُوضِّح نقاشه مع أبيه، ودعوته إيّاه، أمّا قصّته مع الملائكة فقد وردت في سورة الذاريات، وهود، والحِجر، وفي سورة إبراهيم بيانٌ لقصّة هجرته مع زوجته، وابنه.

سنّ تكليف إبراهيم عليه السلام بالدعوة

وردت في القرآن الكريم آيتان تُشيران إلى عُمره حين بُعِث؛ أمّا الأولى فهي قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، والثانية قوله -تعالى-: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)، وفي تأويل الكلمات: (فتى)، و(رُشد)، و(من قَبل) الواردة في الآيات الكريمة أقوال، منها:

  • تدلّ كلمة (الرشد) على الاهتداء إلى ما فيه خير، وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنّ الرُّشد يُؤتى للأنبياء قَبل النبوّة، فيُبعَثون على أفضل حال من الهداية، والعقل، والتوفيق.
  • يعني مصطلح (من قبل) أنّه -عليه السلام- قد سبق موسى وهارون -عليهما السلام- بالنبوّة، أو أنّه أُوتِي النبوّة قَبل بلوغه، أو أنّ الله آتاه النبوّة في عِلمه السابق لكلّ شيء قَبل أن يُخلَق من صُلب آدم.
  • تدلّ كلمة (فتى) على أنّه بُعِث قبل الأربعين من عُمره؛ أي في سِنٍّ صغيرة، وقال ابن عبّاس أنّ الله يبعث الأنبياء شباباً.

ويُشار إلى أنّ الله أرسل إلى إبراهيم -عليه السلام- أيضاً صُحفاً ، قال -تعالى-: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ*وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ)، وقد ذكر الله -تعالى- في سورة الأعلى خبر الصُّحف الأولى، حيث قال: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).

الهامش

*أوّاه: الأوّاه هو كثير الدعاء، ويُقال الأوّاه الرحيم؛ أي أنّ قلبه رقيق.
3إسلام
مزيد من المشاركات
ما فائدة النخاع للشعر

ما فائدة النخاع للشعر

النخاع والمقصود به هنا النخاع العظمي للأبقار والأغنام وهو عبارة عن مادة هلامية أشبه بالزبدة وهو خلاصة غذاء الجسم بأكمله ، وتعتبر هذه المادة مفيدة ومغذية لغناها بالبروتينات وفيتامينات عدة ، وهي تعمل على تغذية الجسم بأكمله . أما زيت النخاع وهو الزيت المستخرج من النخاع العظمي للأبقار أو الأغنام بعد غليه وكشطه عن سطح الماء ويعتبر هذا الزيت مفيد جدا لصحة العظام والأسنان كما أنه بعمل على تقوية العظام طيلة الحياة ويمنع إلتهابات المفاصل ويمنع الإحتكاك الغضروفي ويعمل على تزييت المفاصل . وكثر الحديث في
الضغط والسكري

الضغط والسكري

الضغط والسكري يعتبر مرضا السكّري والضغط من أكثر الأمراض والمشاكل الصحيّة التي يعاني منها الناس في وقتنا الحالي؛ لأنّهما يتعلقان بأسباب شائعة الحدوث عند الناس، منها النظام الغذائيّ المتبع، والعادات الصحيّة السيئة التي يمارسونها، بالإضافة إلى الضغوط النفسيّة والعصبيّة التي يتعرضون لها في حياتهم اليوميّة، لذلك سنذكر في مقالنا هذا مرضي السكري والضغط بشكل منفصل، ثمّ نبين العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم بمرض السكري. مرض السكري مرض السكري هو عبارة عن متلازمة توصف باضطراب في عمليّة الاستقلاب، ينتج عنها
ارتفاع الضغط عند الحامل

ارتفاع الضغط عند الحامل

ارتفاع الضغط عند الحامل يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المزمنة، وينتج عنه ارتفاع في قيمة ضغط الدم عن المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 120/80، ويعتمد ضغط الدم على كمية الدم المتدفقة من القلب، وقدرة اتساع الأوعية الدموية، ويعد كبار السن، ومرضى القلب، والسكري، والحوامل أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وخطر ارتفاع ضغط الدم يهدد صحة الحامل وصحة جنينها، وفي هذا المقال سنتحدث عن ارتفاع الضغط عند الحامل. أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الحامل قلة كمية الدم المتدفقة إلى الرحم. وجود خلل في الأوعية
ما هي الآلات الموسيقية

ما هي الآلات الموسيقية

الالات الموسيقية تعرف الآلات الموسيقية بأنها أدوات لإنتاج الصوت الموسيقي، وهي تُصنّف بشكل رئيسي تبعاً لطريقة إنتاج الصوت فيها؛ فعلى سبيل المثال هناك الآلات الإيقاعية، والآلات الوترية، والنفخية، وآلات المفاتيح، والآلات الإلكترونية، وهي تعتبر المكوّنات العالمية للثقافة الإنسانية، وقد كشف علم الأثار عن أنابيب وصافرات منذ العصر الحجري القديم، وطبول طينية، وأبواق صدفية منذ العصر الحجري الحديث، ويعتمد تطور الأدوات الموسيقية بشكل كبير على التفاعل بين أربعة عوامل رئيسة هي: المواد المتاحة، والمهارات
آثار الجلطة القلبية

آثار الجلطة القلبية

أعراض الجلطة القلبيّة تُعتبَر الجلطة القلبيّة (بالإنجليزيّة: Heart attack) من الحالات المرضيّة الخطيرة، حيث يتوقَّف وصول الدم إلى القلب بشكل مفاجئ؛ بسبب وجود جلطة دمويّة، ويُرافق هذه الحالة ظهور العديد من الأعراض، ويمكن ذكر بعض منها فيما يأتي: الشعور بالتعب، والإرهاق. الشعور بألم في الصَّدر يُصاحبه إحساس بالثقل مُسبِّباً ضغطاً، وضيقاً في مُنتصف الصَّدر. ضيق النَّفَس. التقيُّؤ، والغثيان. التعرُّق. السُّعال، والأزيز. الشعور بألم ينتقل من الصَّدر إلى اليدَين، وخاصّة اليد اليُسرى، والفك، والرقبة،
أساليب التفسير

أساليب التفسير

أساليب التفسير الأسلوب البياني يهتم المفسّر في الأسلوب البياني لتفسير القرآن الكريم بإظهار بلاغة القرآن، والتوافق بين ألفاظه ومصطلحاته، والاختلاف في المعنى للمصطلح نفسه بحسب موضعه، واختيار المعنى المناسب له، وبيان حكمة الله في تقديم بعض الألفاظ وتأخيرها، وتعريفها وتنكيرها، بالإضافة إلى بيان معاني الحروف، إلى غير ذلك من الأساليب التي امتلأ بها القرآن والتي تبيّن إعجازه وبلاغته، وإنّ لهذا النوع من التفسير أثراً كبيراً في الدفاع عن القرآن، وردّ الشبهات عنه، كما يُظهر عظمة القرآن في اختيار الله
نبذة عن رواية أبي اسمه إبراهيم

نبذة عن رواية أبي اسمه إبراهيم

التعريف برواية أبي اسمه إبراهيم أبي اسمه إبراهيم؛ هي رواية من تأليف أحمد خيري العمري ، ويبلغ عدد صفحاتها 148 صفحةً، واستوحى الكاتب أحداثها من قصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ، إذ استمدت بعض المشاهد ممّا ورد عن القصة الحقيقية من أحداث، وتتحدث الرواية عن الطفل إبراهيم الذي كان يرفض التقاليد، خاصةً تلك التي تستغفل عقل الإنسان وتُعيق بصره وفكره، وحتى بصيرته من إدراك الحقائق بعمق. أحداث رواية أبي اسمه إبراهيم تتصاعد المواقف بين إبراهيم الطفل، وتلك المؤسسات المتمثلة في الجدة والوالد، وكهنة المعبد،
طريقة مخلل الزيتون

طريقة مخلل الزيتون

مخلل الزيتون يحب الكثير من الناس تناول المخللات بأنواعها المختلفة مع الطعام وهي تعتبر مِن الأطباق التي تساعد على فتح الشهية، والمقبلات متنوعة وكثيرة ومن أشهرها المخلل والزيتون، يتميز الزيتون بالطعم لذيذ والفائدة الكبيرة، ويمكن عمل نوعين مِن مخلل الزيتون وهما مخلل الزيتون الأسود ومخلل الزيتون الأخضر. ويختلف طعم أنواع الزيتون عن بعضه، مثلاً يحتاج الزيتون الأخضر لوقتٍ أطول كي يصبح جاهزاً للتقديم، أما الزيتون الأسود فهو لا يحتاج الكثير مِن الوقت حتى يصبح جاهزاً للأكل إذ يمكن تناوله بعد عدة أيام من