قصة سميراميس
قصة سميراميس
سميراميس هي الملكة الآشورية والبطلة الأسطورية سامو رامات، وتسمى أيضاً بشمورامات، ويعد الاسم اليوناني سميراميس الاسم المشهور بين بقية أسمائها، إذ تعدّ زوجة الملك الآشوري شمشي أدد الخامس الذي امتدت فترة حكمه من 823-811 قبل الميلاد، وهي أم أدد نيراري وريث المملكة الآشورية ، فحكمت سميراميس المملكة الآشورية بعد وفاة زوجها؛ لأن ابنها وريث العرش كان صغيرًا ولا يستطيع تولي الحكم، فحكمت بين عامي 811 و806 قبل الميلاد . وبعد أن بلغ ابنها سن الرشد في عام 783 قبل الميلاد سلمته الحكم، والأمر الذي أدى إلى شهرتها أنها كانت مثالًا على القوة في الحكم وكان لها إنجازات عظيمة.
ولكن القصة الحقيقية وراءها ما زالت غير معروفة تمامًا، ولكن اكتشف علماء الآثار أربع قطع أثرية في مدينة نمرود القديمة (العراق اليوم) تقدم بعض الأدلة على حياتها، فذكر اسمها في تمثالين، وتم ذكرها في لوحتين أيضًا، وأكدت هذه الآثار على المعلومات السابقة عن حياتها فيما يخص زوجها وابنها وتوليها الحكم.
فترة حياة سميراميس
مرت المملكة الآشورية بالعديد من الأحداث التي عاشتها سميراميس قبل توليها الحكم وبعده، وفيما يلي نذكر أبرز هذه الأحداث:
- كانت الفترة التي حكم بها زوج سميراميس الملك شمشي أدد الخامس فترة تميزت بالنجاح، حيث قام بالعديد من الحملات العسكرية بغرض الوصول الأمثل للاستقرار، ولكن عملية التمرد التي قام بها أخوه الأكبر آشور الدينيين بال في عام 826 قبل الميلاد، فضلاً عن وقوف الملك شمشي أدد بجانب والده لقمع هذه الحركة لمدة 6 سنوات، تسببت في إضعاف الإمبراطورية الآشورية، وزعزعة استقرارها.
- ذهبت مع زوجها في إحدى حملاته العسكرية؛ وبسبب ذلك ذكر اسمها بالنقوش الملكية.
- لم يكن يسمح للمرأة في الدولة الآشورية تولي مناصب قوة ونفوذ فضلاً عن احتمالية تولي امرأة حكم البلاد.
- استلمت الحكم بعد وفاة زوجها، نظراً لأن ابنها لم يكن قد بلغ السن القانوني لتولي نصاب الحكم، وكان على الوصي عليه تولّي مقادير الحكم لحين بلوغه السن الذي يؤهله ليصبح ملكاً، وكانت سميراميس الوصية الوحيدة عليه، فتولت بذلك الحكم.
- تميزت شخصيتها بقوة بارزة، واستطاعت البقاء على العرش لحين تولي ابنها زمام الأمور، مما تسبب في شهرتها.
- ظهرت آثار قوتها على البلاط الآشوري، وأعادت إلى البلاد الاستقرار المفقود.
- أثار توليها الحكم رهبة خاصة في نفوس من حولها؛ نظراً لأنها أول امرأة تتولى الحكم في تاريخ المملكة الآشورية.
- أنشأت العديد من المشاريع الخاصة بالبناء، حيث أقامت أسواراً منيعة حول المملكة، ومجارٍ مائية، فضلاً عن الطرق والجسور، كما شاركت بالحملات العسكرية بنفسها ضد الأرمن، مما أكسبها مزيجاً من الهيبة والجلال.
- قامت بوضع مسلة خاصة بها في مدينة آشور ، والتي مثلت دليلاً على قوتها.
- احتلت سميراميس جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة الآشوريين والإغريق، وغيرها من الشعوب الأخرى، بكونها شخصية مشهورة ومقدسة بالنسبة لهم.
سميراميس والمؤرخون
دارت العديد من الأساطير والنظريات حول هذه الملكة، وفيما يلي نذكر أبرزها:
- صُنِّفت شخصية سميراميس من أشد الشخصيات المختلف عليها في التاريخ القديم.
- اختلف المؤرخون حول وجود سميراميس، فمنهم من قال إنها أسطورة ولا أساس لها من الوجود، وآخرون ينفون هذه الفرضية ويستشهدون بالمسلة التي وضعتها لنفسها في مدينة آشور.
- ارتبط وجود سميراميس بأسطورة تفيد بأنها ابنة الآلهة، ورباها الحمام، ثم تبنّاها مزارع بعد أن وجدها خلف البحيرة يغطيها الحمام بجسمه.
- اعتقد بعض المؤرخين أن استشارة زوجها إياها في مختلف أموره كان الدافع وراء نجاحه وقوته، حيث نسبوا إليها الفضل في فتح عاصمة باختر التي كانت تتمتع بحصن منيع، وذلك بعد أن رأت سميراميس أن يهاجم الجنود القلعة من المرتفعات الصخرية عوضاً عن مهاجمتها من السهول المنخفضة.