قصة حفصة وماريا القبطية رضي الله عنهما
لقاء النبي بمارية في يوم حفصة
أصل القصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجعل لكل واحدة من زوجاته يوماً، فلما كان يوم حفصة بنت عمر استأذنته بالذهاب إلى بيت أبيها، فأذن لها ثم بعث لمارية القبطية فكان بينهما ما يكون بين الرجل وزوجته.
معرفة حفصة بلقاء النبي مارية في يومها
لما حضرت حفصة ووجدت مارية في بيتها، حزنت وعاتبت النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأنه أتى مارية في يومها وعلى فراشها، وكان لومها للنبي لأنّ إتيانه مارية في بيتها ما كان إلا لهوان أمرها عليه، ولو كان في بيت غيرها لما فعل ذلك، فقام يسترضيها بأن حرم مارية على نفسه، وطلب منها أن تكتم الأمر، فذهبت حفصة وأخبرت عائشة -رضي الله عنهما- فنزلت آيات سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
تحريم النبي مارية على نفسه
قيل في تفسير الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ): أن هذا عتاب من الله - سبحانه- للنبي بأن يحرم ما هو حلال ، وظاهر الآية تبين أن التحريم هنا ليس للعسل الذي أكله النبي في بيت حفصة، إنما لتحريم مارية على نفسه، وذلك لأن سبب التحريم (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ)؛ فالشيء المحرم يتوصل به إلى مرضاة أزواجه -صلى الله عليه وسلم-، وفي عدم تحريمه ما يثير غيرتهن، فلقد كانت مارية القبطية أم ولده إبراهيم سبباً لغيرة أزواج النبي، وتحريمها على نفسه سبب السرور لهنّ.
نزول الآيات التي تراجع النبي في تحريمه مارية على نفسه
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أن سبب نزول آيات سورة التحريم هو تحريم مارية، وبعدها أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يكون كفارة كل من حلف بالله تحريم ما أحله: أن يعتق رقبة، أو يطعم عشرة مساكين، أو يكسوهم، شرط أن لا يكون في ذلك طلاق، وما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن كَفّرَ عن يمينه وأعاد مارية القبطية.
خلاصة المقال: ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على عتاب الله للنبي صلى الله عليه وسلم من باب التوجيه والحث على عمل الأفضل، ومن هذا ما جاء في معاتبة النبي في سورة التحريم ، إذ اتفق المفسرون أنها نزلت في قصة تحريم مارية القبطية، وكان هذا عندما ذهب النبي إلى بيت حفصة فلم يجدها فبعث خلف مارية ووقع بينهما ما يكون بين الرجل وامرأته، فلما حضرت حفصة وعلمت عاتبته، فأرضاها النبي بتحريم مارية، فنزلت الآيات معاتبة، وأمره الله بعدها بالتكفير عن يمينه.