قصة النبي يوشع بن نون للأطفال
صحبة يوشع بن نون لموسى عندما التقى الخضر
كان لسيدنا موسى -عليه السلام- فتىً يلازمه ويخدمه، وهو ابن أخته يوشع بن نون، وينتهي نسله إلى نبي الله يوسف بن نبيه يعقوب -عليهم السلام-.
وكان قد طلبَ إليه موسى -عليه السلام- أن يرافقه في رحلته للقاء الخضر-عليهم السلام-، فخرج معه يوشع بن نون في هذه الرحلة، وأخذ معه سمكةً مملحةً وضعها في سلة، لتكون غداءً لهما، ولما أصابهم التعب وهم في طريقهم للقاء الخضر، جلسوا على صخرة قريبة من البحر وأخذهم النوم، ثم واصلوا مسيرهم، ونسوا طعامهم، فعلم موسى -عليه السلام- أنّ ذلك دليلٌ على أن مكان لقائهم بالخضر هو المكان الذي نسوا السلة فيه.
نبوة يوشع بن نون بعد موسى
لما توفيّ نبي الله موسى -عليه السلام- بعث الله -تعالى- يوشع بن نون -عليه السلام- نبيًا في بني إسرائيل من بعده؛ ليُقيم في بني إسرائيل أوامر الله -تعالى-، وليُكمل ما بدأ به موسى -عليه السلام-.
وقد كان يوشع بن نون من الرجال الإثني عشر الذين أرسلهم موسى -عليه السلام- لأرض كنعان، وهو أول نبي يُبعث بعد وفاة موسى -عليه السلام-.
يوشع بن نون وانتهاء التيه
كان يوشع بن نون -عليه السلام- قد خرج هو ومن معه من بني إسرائيل من التّيه بعد وفاة موسى وهارون -عليهم السلام-، وكان التيه عقوبة من الله تعالى لبني إسرائيل لمخالفتهم أوامر الله- تعالى-، وأوامر رسله الكرام الذين أرسلوا إليهم.
واتجه يوشع بن نون بهم إلى أريحا، وكانت تُعرف بأنّها أكثر المدن تحصينًا وأشدها حمايةً؛ فقد كانت تمتلك سورًا عاليًا لا يسهل اختراقه، وكانت ذات قصور عالية، فذهب إليها يوشع بن نون وحاصرها مدة ستة أشهر، حتى استطاع يوشع بن نون -عليه السلام- هو ومن معه الإحاطة بالمدينة، وضربها بالأبواق، حتى سقط السور الذي يُحيط بها، واستطاعوا دخولها، وجمعوا منها الغنائم الكثيرة، وحارب الكثير من الملوك الذين كانوا يحكمون بلاد الشام آنذاك.
فتح بيت المقدس وتأخر غروب الشمس له
عندما حاصر يوشع بن نون -عليه السلام- بيت المقدس أنهى حصارها بعد العصر من يوم الجمعة، وأراد أن يفتحها في ذلك اليوم، فدعا الله -تعالى- أن يحبس الشمس له؛ فالشمس من مخلوقات الله -تعالى- المأمورة، والتي يُسيرها الله -تعالى- كيف يشاء، فحبسها الله -تعالى- له حتى انتهى من فتح بيت المقدس.
وقد أخبر بذلك النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن الشمس قد حُبست ليوشع بن نون -عليه السلام- ولم تُحبس لأحد غيره، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بَشَرٍ قطُّ ، إلَّا على يُوشَعَ بنِ نُونَ لَيالِي سارَ إلى بَيتِ المَقْدِسِ)، فهيأ الله -تعالى- له لنبيه الأسباب حتى تمكن من فتح بيت المقدس ودخوله.
يوشع بن نون -عليه السلام- من أنبياء بني إسرائيل، وقد بعثه الله -تعالى- فيهم بعد وفاة نبيه موسى -عليه السلام-، وهو الفتى الذي رافق موسى -عليه السلام- في رحلته للقاء الخضر، وقد حبس الله -تعالى- له الشمس حتى تمكن من فتح بيت المقدس، وكان قد خرج من التيه بعد وفاة موسى -عليه السلام-، واتجه إلى أريحا ففتحها، وفتح بعدها بيت المقدس.