دعاء بر الوالدين
أدعية بر الوالدين
الدّعاء للوالدين مظهر من أجمل مظاهر البرّ بهما، فهو يكشف عن صدق البر والإحسان، ويكون الدّعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما، وإذا كان في حياتهما فإنّ الدعاء لهما على مسمعهما فيه إدخال للسرور على قلبيهما وإظهار لمشاعر الوفاء لهما، وفي السّر ربما يكون أدعى للخشوع وللإخلاص، ومن تمام الوفاء أن يتحرّى الأبناء الدّعاء لوالديهما في مواطن الإجابة وأوقاتها المستحبة.
أدعية للوالدين في حياتهما
يمكن للمسلم أن يدعو لوالديه بجميع الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي كثيرة، ويحوّل صيغتها إليهم، ومثال ذلك أن يقول: اللهم إني أسألك أن تحمي أمي وأبي من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، حيث صحّ في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَتَعَوَّذُ مِن سُوءِ القَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأعْدَاءِ، وَمِنْ جَهْدِ البَلَاءِ).
كما يمكن للأبناء أن يدعو بما شاؤوا من الأدعية حسب حاجة والديهم للدعاء في أمور الدين ومصالح الدنيا؛ فقد وسّع الإسلام باب الدّعاء، ولم يقتصر فيه على أدعية محدّدة.
أدعية للأم في حياتها
من الأدعية التي يناسب الدّعاء فيها للأمهات في حياتهنّ ما يأتي:
- اللهم إنّ لأمي عليّ حقّ لا أكافيه إلا بعونك وتوفيقك؛ فأعني على برّها على الوجه الذي يرضيك ويرضيها يا رب العالمين.
- اللهم جازها عنّا خير ما جازيت به أماً عن أبنائها يا أكرم الأكرمين.
- اللهم كن لها عوناً في أمرها، ورفيقاً في دربها، تقضي حاجاتها وتؤتيها سؤلها يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنّ أمي لا غنى لها عن فضلك وكرمك؛ فأكرمها بكرمك، وأعطها من عاجل فضلك وإحسانك.
- اللهم ارحم ضعفها، وقوِّ عزيمتها، وأصح بدنها، وأدم عافيتها إنك على كلّ شيء قدير.
- اللهم ثبّتها إيمانها ورسّخ يقينها، وأعنها على طاعتك وحسن عبادتك حتى تلقاك وأنت عنها راض.
أدعية للأب في حياته
من الأدعية التي يناسب الدّعاء فيها للآباء في حياتهم ما يأتي:
- اللهم إنّ لأبي عليّ حقّ لا أكافيه إلا بعونك وتوفيقك؛ فأعني على برّه على الوجه الذي يرضيك ويرضيه يا رب العالمين.
- اللهم آت أبي خير المسألة وخير الرّزق وأفض عليه بركاتك وأنعم عليه بعظيم نعمك يا رب العالمين.
- اللهم أطل عمره، وأحسن عمله، وأصح بدنه، وأدم سلامته، وأبعد عنه الأمراض والأسقام برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إن أبي يسعى في مناكب الأرض لأجلنا؛ فكن معه تحميه وتعينه وتيسّر أمره وتبارك له في عمله وكلّ أمره.
- اللهم اكتب له القبول والمحبة في قلوب الخلق حتى لا يمكر فيه أحد ولا يريده بالشر بشر يا رب العالمين.
أدعية للوالدين بعد موتهما
أدعية مأثورة
من الأدعية المأثورة للوالدين بعد وفاتهما التي يستحب الدعاء بها ما يأتي:
- (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
- (اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذِمَّتِك وحبلِ جِوارِك فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ فاغفر لَه وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ).
- (اللَّهُمَّ عَبدُكَ، وابنُ عَبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، يَشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنت وَحدَكَ لا شَريكَ لكَ، ويَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُكَ ورَسولُكَ، أصبَحَ فَقيرًا إلى رَحمَتِكَ، وأصبَحْتَ غَنِيًّا عنْ عَذاِبه، تَخَلَّى منَ الدُّنيا وأهلِها، إنْ كان زاكِيًا فَزَكِّه، وإنْ كان مُخطِئًا فاغفِرْ له، اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنا أجْرَه، ولا تُضِلَّنا بَعدَه).
أدعية أخرى
هذه أدعية غير مأثورة، وهي من باب ما شرع الله -تعالى- لعباده التّوسع فيه من الأدعية، والتي يناسب الدّعاء فيها للوالدين بعد وفاتهما:
- اللهم إنّ أمي وأبي في حبل جوارك، نزلوا ببابك، وحلّوا رحابك؛ فأحسن وفادتهم عليك وإقبالهم إليك يا رب العالمين.
- اللهم آنس وحشتهم، وارحم غربتهم، وجزاهم بالإحسان إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً.
- اللهم أفسح لهم في قبورهم مدّ أبصارهم حتى تريهم مقعدهم في الجنّة؛ فيأنسون بها حتى يبعثون.
- اللهم اجعل الجنة دارهم وقرارهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- جارهم يا أكرم الأكرمين.
- اللهم أعظم أجرهم، وبارك في حسناتهم، واغفر زلاتهم، واعف عن تقصيرهم، إنك أرحم الراحمين.