قصة النبي شيث للأطفال
قصّة ولادة النبي شيث عليه السلام
النبي شيث -عليه السلام- هو ابن سيدنا آدم -عليه السلام-، ذُكِر أنّه وُلد بعد حادثة قتل قابيل لهابيل بخمسين سنة، وولدت حواء شيث وأخته حزورة، وكان وقتها عمر سيدنا آدم -عليه السلام- مئة وثلاثين سنة، ومعنى اسم شيث: هِبة الله، أي إنّ الله وهب آدم -عليه السلام- شيثاً عِوضاً عن هابيل الذي قتله قابيل.
وينتهي نسب بني آدم كلّهم إلى شيث -عليه السلام-، فلم يبقَ من نسل آدم -عليه السلام- إلاَّ ذرية شيث -عليه السلام-، فهابيل لم يخلف ولداً، وقابيل وأولاده ماتوا في الطوفان،وتجدر الإشارة إلى أنّ كثير من التفصيلات المذكورة في قصّة النبيّ شيث عموماً لم تُذكر في نصوص القرآن والسّنة، بل هي ممّا أورده العديد من العلماء في كتبهم.
قصة نبوة شيث عليه السلام
ذُكر في الكتب أنّ شيث -عليه السلام- كان أجمل أولاد آدم -عليه السلام- وأحبُّهم إليه، وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة، فهو وَليُ عهد آدم -عليه السلام- ، فقد أوصى آدم -عليه السلام- إلى ابنه شيث في مرضه قبل أن يموت، وكتب الوصية وأعطاها لشيث -عليه السلام-.
وكان ممّا علَّمه ساعات النهار والليل، وأن يعبد الله في كُلِّ ساعة من ساعات اليوم، وأمره أن يخفي هذه الوصية عن قابيل وأولاده خوفاً من مكروهٍ يصيبهُ؛ فقد قَتل قابيل هابيل حسداً منه، فأخذ شِيث الوصية وأخفاها عن قابيل، وكان نبي الله بعد وفاة سيدنا آدم -عليه السلام-.
وكان عدد ما أنزل الله من الصحف إلى صحف أبيه آدم: خمسون صحيفة، وظل شيث -عليه السلام- مقيماً بمكة يحجّ ويعتمر إلى أن مات، ودُفن مع أبويه فى غار جبل أبى قبيس، وكان عمر شيث -عليه السلام- 912 عامًا، ويُقال إن شيث -عليه السلام- أوَّل من اخترع الكتابة.
مواضع ذكر النبي شيث في السنة النبوية
لم تُذكر قصة النبي شيث -عليه السلام- في القرآن الكريم، وإنَّما ذُكر في السُّنة من حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه حين سأل أبو ذر النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم؟ قال: آدَمُ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ؟ قال: نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا، ثمَّ قال: يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ).
الدروس المستفادة من قصة النبي شيث
يُستفاد ممّا سبق ذكره عدّة أمور أهمّها:
- استحباب الوصية للإنسان قبل موته.
- أنَّ الله -تعالى- يعوِّض الإنسان في مصيبته خيراً ممّا أُخذ منه.
- كرم الله -تعالى- وإحسانه على الإنسان بالذرية الصالحة الطائعة لله -تعالى-، والتي تستمر في الصلاح بعد موته، فهذه أكبر نعمة من الله -تعالى-.
- أهمية العلم وعبادة الله -تعالى- في تقويم سلوك الإنسان.
- ضرورة التحرُّز من الأشخاص الحاسدين الذين لا يحبُّون الخير للإنسان.