قصة النبي إسحاق للأطفال
من هو والد النبي إسحاق؟
وُلد النبي إسحاق -عليه السلام- في بيت نبوّة؛ فوالده هو نبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام، الذي كَلّفه الله - تعالى- بالنبوّة، وإقامة شرعه وأوامره في الأرض، وهو من أُولي العزم الخمسة من الرسل، وهو الذي وقف في وجه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، فقد حارب أكثر ملوك الأرض جبروتًا وظُلمًا.
ومنه تناسل الأنبياء والرسل -عليهم السلام-؛ لذلك فهو يُكنَّى بأبي الأنبياء، ونبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام- هو جَدُّ الرسول الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي هو من نسل ابنه الآخر إسماعيل أخي إسحاق -عليهم السلام.
كيف بشّر الله إبراهيم بإسحاق؟
جاءت الملائكة إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وما إن سلّموا عليه ودخلوا بيته، حتى أتاهم بالطعامٍ؛ ضيافةً لهم، وقد جاء ذلك في كتاب الله -تعالى- حيث قال -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ).،
فلمّا قَدّم إليهم الطعام لم يقتربوا منه، فوقع الخوف في نفس إبراهيم -عليه السلام-، فلمّا رأوه كذلك أخبروه بأنّهم ملائكة أرسلهم الله -تعالى- لعذاب قوم لوط -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)، وكانت قرية لوط قد استحقَّت العذاب لعصيانها أمر الله -تعالى-.
وبشَّروا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته سارة بغلام، سيأتيهم بعد هذه المدَّة التي لم يُرزقوا فيها بالأولاد، وهذا الغلام هو نبيُّ الله إسحاق -عليه السلام-، وبشَّروه بأنّه سيلد نبيًا من بعده وهو يعقوب-عليه السلام- فمن نبيّ الله إسحاق - عليه السلام- سيتناسل أنبياء بني إسرائيل حيث قال الله - تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ).
وكانت هذه البشرى لهما بعدما بلغا الكِبَر، ولم يرزقا بالأولاد؛ فقد كانت زوجته سارة عاقرًا لا تُنجب، فلمّا سمعت زوجة إبراهيم -عليه السلام- بذلك تعجَّبت؛ لما سمعت واستنكرت ذلك، حيث قال الله - تعالى-: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)، فقد كان إبراهيم - عليه السلام- شيخًا كبيرًا بدليل قول الله -تعالى- الذي ورد على لسانه: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)، فقد جعل الله -تعالى- إسحاق -عليه السلام- بُشرى لإبراهيم الخليل وثمرةً لصبره وحلمه.
العبر المستفادة من قصة النبي إسحاق للأطفال
ويُستفاد من قِصَّة النبي إسحاق -عليه السلام- العديد من العبر منها ما يأتي:
- أنّ رحمة الله -تعالى- واسعة، وهو قريب مُجيب لعباده المؤمنين.
- أنّ الله -تعالى- إذا قضى أمرًا هيّأ الأسباب لتحقيقه من العدم، فلا رادّ لأمر الله -تعالى- وفضله.
- أنّ الأخلاق الحسنة، والآداب في التعامل مع الناس، هي صفات الأنبياء والصالحين، وهو ما أقرَّته الشريعة الإسلامية ودعت إليه.
خلاصة المقال: نبي الله إسحاق -عليه السلام- هو ابن نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وقد بشَّرت الملائكة إبراهيم بقدوم إسحاق، وكان والداه قد بلغا من الكِبَر ما يحول بينهم وبين الإنجاب، ويتبيّن من ذلك أنَّ رحمة الله -تعالى- بعباده وقدرته تتجلَّى على عباده بتحقيق مرادهم بعد صبرهم.