قصة الأميرة والفقيرة
الفراغ الذي تعيشه الأميرة
كان هناك أميرة تعيش في قصر كبير مع والدها الملك، وكان والدها ملكًا عظيمًا يملك الكثير من المال ويُوفّر لها كلّ ما تريد من طعام وشراب ولباس ويُلبّي لها احتياجاتها كافّة، ولكن الأميرة كانت تشعر بالملل الشديد فهي ترغب أن يكون لها مهنة أو حرفة أو هواية تُسليها وتجني منها بعض النقود، فهي غير راضية كونها أميرة تحصل على كل ما تريد دون أن تفعل شيئًا وتبذل مجهودًا.
وفي يوم من الأيام شعرت الأميرة بالملل وخرجت على حصانها لتتمشى في حدائقِ والدها وبينما كانت كذلك حتى رأت فتاة فقيرة ترعى الأغنام، فنزلت عن فرسها واقتربت منها وسألتها عمّا تقوم به؛ فقالت لها الفتاة الفقيرة إنّها ترعى الأغنام من أجل توفير بعض المال لإحضار الطعام والدواء لوالدتها.
ماذا طلبت الأميرة من الفقيرة؟
عندما سمعت الأميرة كلام الفتاة الفقيرة طلبت منها طلبًا غريبًا؛ وهو أن تذهب معها إلى منزلها وتُعطيها من ملابسها كي ترتديها، ولكن الفقيرة اعتذرت لأنّها تملك ما يُغطّي جسمها فقط، ولديها لباسٌ آخر لكنّه قديم وبالٍ، قالت لها الأميرة: نعم هذا ما أريده، استغربت الفتاة الفقيرة من كلام الأميرة وأعطتها ما تريد، بدّلت الأميرة ملابسها وخرجت مع الفتاة الفقيرة صَوبَ الأغنام، وبدأت ترعى الأغنام مع الفتاة، ومن ثم طلبت منها أن تُعلّمها كيفيّة حلب تلك الأغنام.
كيف ساعدت الأميرة الفقيرة؟
بدأت الفتاة الفقيرة بتعليم الأميرة كيفية حلب الأغنام وكيفية قيادتها وعندما دَنا الظلام قامت الأميرة بمساعدة الفقيرة؛ فقد بدأت تجمع الأغنام معها كي تعيدها إلى المنزل، وفي تلك الأثناء شَعَرَ الملك بغياب ابنته الطويل عن القصر فأرسل جنوده خلفها، وعندما وصل الجنود تفاجؤوا ممّا رأوه، فقد كانت الأميرة تركض خلف الأغنام وتُحاول الإمساك بها وجمعها، قام أحد الجنود بسؤال الأميرة عما تفعله فأخبرتهم أنّها تعلمت رعي الأغنام وحلبها، وأنها ستقوم بذلك مرارًا وتكرارًا.
مشاعر الفرح تغمر الأميرة
غمرت مشاعر الفرح قلب الأميرة وكانت سعيدة بقرارها ذلك، وهو أن تتعلم حرفة مناسبة وتجمع منها النقود وأن تستخدم تلك النقود لمساعدة الفقراء والمساكين، فهي تملك الكثير من المال ولكنها لا تشعر بقيمته لأنه يأتي لها بسهولة وهذا ما لا تريده، وإنّما تريد أن تعمل وتأكل من عرق جبينها وتُساعد الفقراء والمحتاجين وأن تشتري الدواء لوالده صديقتها الفقيرة وتُساعدهم في معيشتهم.
عادت الأميرة إلى القصر، وأخبرت والدها بقرارها وهي تشعر بالسعادة الغامرة، أثنى والدها عليها وأخبرها أنّه لا يُمانع من ذلك ولكن عليها أن تكون حذرةً وألّا تُرهق نفسها.
ينبغي على الإنسان أن يتعلمّ ويعمل ويقوم بالكثير من الأمور بنفسه حتى يتذوق حلاوة الأشياء، فلا يقعد عن العمل وينتظر أن يأتي كلّ شيء إليه دون تعب، كذلك عليه أن يعمل بجدّ ويُساعد الفقراء ويقف إلى جانبهم.