معلومات عن أزمة برلين الثانية (عام 1961)
أزمة برلين الثانية
هي أزمة نشأت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة ، وسميت بذلك لأن الأزمة كانت حول وضع مدينة برلين الألمانية المنقسمة. وحدثت الأزمة بعد أن ألقى رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف خطابًا بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1958 كان مضمونه المطالبة بسحب القوات الغربية من برلين الغربية خلال ستة أشهر، حيث كان الاتحاد السوفييتي يبحث عن طريقة لإيقاف التدفق البشري من ألمانيا الشرقية إلى برلين الغربية، وأيضًا يريد أن يتحقق من القوة العسكرية التي تتنامى في ألمانيا الغربية.
ومن القوى الغربية التي وجّه لها خروتشوف الخطاب هي للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا.واستمرت أزمة برلين ثلاث سنوات.وبلغت أزمة برلين ذروتها في أغسطس/ آب عام 1961م، ونتج عن ذلك بناء جدار برلين .وبعد الحرب العالمية الثانية وقعت برلين في عمق ألمانيا الشرقية، ولكنها بقيت بعد الحرب العالمية الثانية تحت سيطرة القوى الغربية، حيث شكّلت حماية المدينة من الهيمنة السوفييتية تحديًا مستمرًا للقوى الغربية.
أزمة قطع الإمدادات
قام الاتحاد السوفييتي في عام 1948م بقطع الإمدادات البرية بين ألمانيا الغربية وبرلين الغربية، الأمر الذي دفع القوى الغربية إلى نقل الإمدادات عبر جسر جوي لمدة عام كامل قبل أن يعيد الاتحاد السوفييتي فتح الممرات، وكان من الممكن أن تؤدي أزمة مشابهة في عام 1958 إلى القضاء على برلين الغربية، حيث كانت المدينة مكتظة بالسكان ومزدهرة بشكل كبير ولا يمكن توفير ما تحتاجه عبر الجو.
أهمية برلين بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية
اهتمت الولايات المتحدة ببرلين الغربية من حيث الوضع الاقتصادي والحرية السياسية حيث اعتبرتها مركزًا لنجاح النظام الرأسمالي ، وكانت ملتزمة أيضًا بأمن المدينة واستقرارها، كما أن المدينة شكّلت مثالًا واضحًا على التناقض الكبير بين النظام الشيوعي والنظام الرأسمالي، وأدت حرية التنقل بين برلين وألمانيا الشرقية إلى نزوح جماعي كبير من الجانب الشرقي لبرلين.
صمم الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور على عدم الرضوخ لمطالب السوفييت، وقام الجانبان بافتتاح مؤتمر وزراء الخارجية عام 1959م في جنيف، حيث حاول الطرفان التفاوض على اتفاقية جديدة بخصوص برلين، وكانت أهم مطالب خروتشوف أن تخرج القوات الغربية من برلين الغربية وذلك لتوحيد المدينة، لكن وجهة نظر أيزنهاور كانت باعتقاده أن الوجود الأمريكي مهم لحماية حرية برلين الغربية.
تصاعد الأحداث
أحرز خروتشوف وأيزنهاور تقدمًا نحو التفاهم المتبادل خلال المحادثات عام 1959م في كامب ديفيد بالولايات المتحدة، لكن العلاقات توترت مُجددًا بعد أن قام الاتحاد السوفيتي بإسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز U-2 كانت تجوب الأراضي السوفيتية في عام 1960م، وتأجلت المفاوضات إلى أن تمت الانتخابات الأمريكية.
وفي مؤتمر فيينا ناقش كل من جون كينيدي وخروتشوف العديد من المسائل في عام 1961م، لكنهما لم يصلا لنتائج، ولكن خروتشوف أعطى الولايات المتحدة ستة أشهر للانسحاب من برلين مرة أخرى، ورد كينيدي بزيادة جنود الاحتياط وزيادة الإنفاق الدفاعي.
وفي صباح يوم 13 أغسطس 1961م استيقظ السكان في برلين على سياج من الأسلاك الشائكة حيث قام زعيم ألمانيا الشرقية فالتر أولبريشت بإعطاء الأوامر ببناء السياج ليفصل برلين الغربية عن الشرقية ويمنع حركة الناس بين الجانبين، وطوروا أساليب الفصل فأصبحت جدران أسمنتية وأبراج حراسة.
أدى الخلاف حول تسيير دوريات التفتيش وفحص وثائق الأمريكيين إلى وضع الدبابات من جانب الولايات المتحدة من نقطة التفتيش، وأدت مخاوف ألمانيا الشرقية من اختراق الدبابات الأمريكية للجدار إلى وضع الدبابات أيضًا، وبعد ذلك قامت الجهتان بسحب الدبابات وانتهت المواجهة المُحتملة بسلام، وبقي الجدار في مكانه حتى 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، وتم إعادة فتح الحدود بين برلين الشرقية والغربية و تفكيك جدار برلين في نهاية المطاف.