قصة الأضحية للأطفال
قصة الأضحية للأطفال
يفرح الأطفال بقدوم العيد، و لعيد الأضحى خصوصية تميزه عندهم إذ يشهدون فيه مظهراً من شعائر الله -تعالى- وهو الأضحية، ولتوضيح معنى الأضحية لهم ينبغي على المسلم تعليم أطفاله سبب مشروعية الأضحية باستخدام أسلوبٍ لافت كأسلوب القصة الممتع، وقصة الأضحية ما يأتي:
هجرة إبراهيم إلى مكة
أمر الله -عز وجل- نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن يترك قومه وما يعبدون من دون الله وأن يذهب من بلاد الشام إلى مكة المكرّمة مُصطحِباً معه زوجته هاجر وابنه إسماعيل -عليه السلام- وقد كان رضيعاً صغيراً، وأُمر أن يتركهما هناك، وقد كانت مكة وادٍ غير ذي زرع ليس فيها أدنى مقوّمات العيش.
سألته امرأته أين تذهب وتتركنا في مكانٍ كهذا أنا وولدك، فلم يُجِبها، فلمَّا وجدته صامتاً لا يردّ علمت أنّ هذا وحيٌ من الله -عز وجل-، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: اذهب فإنّ الله لن يضيِّعنا، ودعا إبراهيم ربه لزوجته وولده قائلاً: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
واستجاب الله دعاءه؛ فأخرج الله لهم من باطن الأرض نبع ماءٍ يسمى زمزم ، وذلك بعد أن سعت هاجر بين الصفا والمروة ذهاباً وإياباً بحثاً عن الماء، وهو شاهدٌ حتى الآن على هذه القصة العظيمة، وأتى لها إبراهيم بأُناسٍ من اليمن عاشوا في ذلك الوادي معها فأنِسَت بهم.
رؤيا إبراهيم عليه السلام
تمنّى إبراهيم -عليه السلام- كثيراً أن يكون له ولد، وقد دعا الله -عز وجل- لذلك فاستجاب له ورزقه بولده إسماعيل -عليه السلام-، ولمّا شبّ وكبُر وبلغ ثلاث عشرة سنة، وأصبح يُعين والده في عمله ويسعى معه.
ابتلُيَ نبي الله إبراهيم -عليه السلام- مجدداً بما يحب؛ فقد أراه الله -تعالى- في منامه رؤيا هي الأصعب على قلبه، فقد رأى في منامه وحياً من الله -تعالى- أنَّه يقوم بذبح ولده إسماعيل -عليه السلام-.
قال -تعالى-: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ* فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، فأخبر إبراهيم ولده إسماعيل بما رأى، فاستسلم لأمر الله -تعالى- وقال لأبيه: افعل ما تؤمر.
فداء إسماعيل عليه السلام
لمّا استسلم إبراهيم -عليه السلام- وولده إسماعيل -عليه السلام- لأمر الله -تعالى- ورضوا بقضاء الله -تعالى-، عزموا على تنفيذ تلك الرؤيا والوحي من الله -تعالى-، فوضع إبراهيم -عليه السلام- إسماعيل على جنبه على الأرض، وجانب جبهته على الأرض بقوة وهمّ ليذبح ولده.
وإذ بالله -تعالى- يناديه أنَّ يا إبراهيم لقد حصل ما نريد من هذه الرؤيا وها أنت صدّقت الرؤيا واستسلمتّ لأمر الله -تعالى-، وجزاءً لانقياده واستسلامه وإحسانه عوّضه الله بكبشٍ عظيم ليقوم بذبحه بدلاً من ولده، فكانت تلك سنة الأضحية التي نتأسّى به بأبينا إبراهيم -عليه السلام-، فجعله الله -تعالى- مباركاً وأحيا ذكره في العالمين.
قال -تعالى-: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ* كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).