قصة إسلام سهيل بن عمرو
قصة إسلام سهيل بن عمرو
للصحابة -رضوان الله عليهم- دور كبير في خدمة الإسلام، ولهم العديد من الصور المشرقة في إعلاء كلمة الله -تعالى-، ومن هؤلاء الصحابة سهيل بن عمرو -رضي الله عنه-، عُرف الصحابي سهيل بن عمرو بالفصاحة والبلاغة، فقد كان خطيباً في قريش، وكان هو رئيس مفاوضي قبيلة قريش في صلح الحديبية ، الذي تم بين المسلمين وقبيلة قريش.
أسلم بعد فتح مكة، وكان صادقاً في إسلامه كثير العبادة، ومجاهداً في سبيل إعلاء كلمة الله -تعالى-، واستشهد يوم معركة اليرموك ،ولم يكن أحداً من زعماء قبيلة قريش الذين آمنوا يوم فتح مكة، أكثر صدقةً وصلاةً وعبادةً وعمل خير من سهيل بن عمرو، وكان كثير البكاء عند سماع آيات من القرآن الكريم لرقة قلبه وكثرة خشوعه، وكان يتصف بالأخلاق الحسنة، يخاف الله -تعالى- في السر والعلن.
فتح المسلمين لمكة
عندما تم صلح الحديبية بين المسلمين وقبيلة قريش، بعد فترة من الزمن خانت قبيلة قريش العهد، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- تأديب قبيلة قريش، فكان ذلك سبباً لفتح مكة المكرمة، قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتجهيز جيش لفتح مكة المكرمة، وعند وصول النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلون مكة المكرمة، انتشر خبر دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون مكة.
دخل سهيل بن عمرو إلى بيته، وأغلق الباب على نفسه، وكان خائفا من أن يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله، وأرسل إلى ولده عبدالله، فجاء إليه ولده، وأخبره أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- جواراً فإنه يخاف أن يقتل، فذهب ابنه عبد الله إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال عبد الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- هل تأمن أبي.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله أخبر أباك أنه آمن بأمان الله، فليخرج من بيته،ثم أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين، أن من يلقى سهيل بن عمرو، فلا يتعرَّض له ولا يؤذيه، ولا يطيل فيه النظر، فإن له عقلاً وشرفاً، فخرج ابنه عبد الله من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وذهب فأخبر والده بما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-.
إعطاء الأمان لسهيل وإعلان إسلامه
سُر سهيل بن عمرو بهذا القول، فكان يخرج ويعود إلى منزله وهو آمن، وخرج مع المسلمين إلى غزوة حُنين مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعند خروجه مع جيش المسلمين إلى غزوة حُنين، كان مشركاً بالله -تعالى-، وعند وصوله إلى الجعرانة أعلن إسلامه، بعد فتح مكة المكرمة.
وبعد إسلامه أعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة من الإبل من غنائم غزوة حُنين، وقام بإكرامه النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت للصحابي سهيل بن عمرو مواقف مشرقة في الإسلام.