قصة آدم وحواء للأطفال
من هما آدم وحواء؟
لمّا أراد الله جعل خليفة في الأرض ليعمرها؛ خلق آدم -عليه السلام-، فهو خليفة الله تعالى في الأرض، أي هو الذي سيمضي في تحقيق الشريعة التي أرادها الله تعالى في أرضه، وهو الذي يحكم بأحكامه، وينهى عن نواهيه، وهو أول رسول أرسله الله -تعالى- إلى الأرض، وأول الخلائق من البشر، ومنه تناسل البشر وتكاثروا.
وزوجته هي حواء؛ وهو أول من سماها بهذا الاسم، وقد خلقها الله -تعالى- من ضلع آدم، لتكون له زوجةً فتؤنس وحشته، ولتكون سكن له، وآدم وحواء هما أول زوج وزوجة، وأول أسرة وُجدت في هذه الأرض.
ما هي المزايا التي أعطاها الله لآدم؟
لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر، وخلق بعده حواء من ضلعه، ليتناسل منهم الناس، وتتكاثر الخلائق في الأرض، وليصطفي الله تعالى من ذريته الأنبياء، وجعل إقامة الدين أمانة في عنقه، يحملها إلى يوم القيامة، ومن هنا بدأت الحياة في الأرض، وتأسست الأمة الموحدة لله تعالى، ولم يظهر الشرك بين البشر إلا بعد خلق آدم بزمن طويل، وقد خصّه الله تعالى بالعديد من الميزات منها ما يأتي:
جعل الله آدم خليفة في الأرض
قضى الله -تعالى- أمره في الأرض أن يجعل آدم خليفته فيها، ليعمرها ويقيم فيها شرعه، ولما أراد الله تعالى ذلك أخبر الملائكة، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، والخلافة في الأرض هي مقام تشريف لآدم -عليه السلام-؛ فهذه الخلافة تجعله على صلة بربه، ولا تكون إلا بمن كان مُستحقًا لها، قادرًا على مسؤولياتها، ولذلك استعظمت الملائكة هذا الأمر، خوفًا من أن تكون الخلافة للإنسان في الأرض سببًا في فسادها ودمارها.
تعليم الله لآدم كل شيء
ومن العطايا التي ميّز بها الله تعالى آدم -عليه السلام-عن غيره من الخلائق تعليمه الأسماء؛ فقد علّمه كل الأسماء وأخبر بذلك ملائكته حيث قال الله -تعالى-: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، أي علمه أسماء الأشياء جميعها، وما يتعلق بها من صفات وأفعال، وهذا من فضل الله تعالى على آدم -عليه السلام-.
سجود الملائكة لآدم
أمر الله -تعالى- ملائكته عند خلقه لآدم -عليه السلام- أن يسجدوا له، أي يخضعوا لهذا الخلق العظيم الذي خلقه ربهم، والذي سواه -تعالى- من جسد وروح، وجعل خلقَه متكاملًا؛ وذلك تكريمًا لآدم -عليه السلام-، وتحيةً له، وجاء هذا الأمر بعدما أمر الله تعالى آدم -عليه السلام- أن يعلّم الملائكة الأسماء التي نبأه بها الله -تعالى-، حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، فسجد له الملائكة جميعهم إلا إبليس فقد كان من الجن وعصا أمر ربه.
ماذا فعل آدم وحواء في الجنة؟
أمر الله -تعالى- آدم وحواء -عليهما السلام- أن يسكنا الجنة، ويتنعمان بما فيها من خيرات حيث قال الله -تعالى-: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) ، وقد أباح الله -تعالى- لآدم وحواء كل ما في الجنة، وأن يأكلا منها ما أرادا؛ إلا شجرة واحدة فيها، حذرهم من أن يأكلا منها أو يقرباها، وهذا ابتلاء من الله -تعالى- له، ليعلم مدى طاعته له، وصبره على نواهيه، فلا زال إبليس يقنعه بأن يأكل منها حتى فعل ذلك وأكل من الشجرة.
كيف عاقب الله آدم وحواء؟
كانت العقوبة الإلهية لآدم وحواء أنّه أخرجهما من الجنة، وأمرهم الله -تعالى- بأن يهبطوا إلى الأرض حيث قال الله -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)، فكانت عقوبة الله -تعالى- لهم هو إخراجهم من نعيم الجنة وهبوطهم إلى الأرض.
العبر المستفادة من قصة آدم وحواء
يستفاد من قصة آدم وحواء -عليهم السلام- العديد من العبر والدروس ومنها ما يأتي:
- أنّ الله تعالى قد كرّم الإنسان، وخلقه لغاية عظيمة وسامية وهي استخلافه في الأرض لإعمارها.
- أنّ الشورى مبدأ ومنهج يعلمه الله تعالى لعباده، فقد شاور الله تعالى الملائكة في خلق آدم ليعلم الناس جميعهم أهمية الشورى في الأمر.
- أنّ للعلم أهمية بالغة؛ فالله تعالى بيّن للملائكة اكتمال خلق آدم، بأن أظهر لهم علمه بالأشياء، وتقديم العلم على غيره دلالة على فضله وأهميته.
- أنّ الشيطان عدو للإنسان حريص على إغواءه وإرادة الشر له.
خلاصة المقال: قد كرّم الله آدم إذ استخلفه في الأرض وعلّمه الأسماء كلها وجعل الملائكة تسجد احتراماً له، وقد أمر الله آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنّة ولا يأكلا من شجرة واحدة؛ لكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها وهبطا إلى الأرض، ويستفاد من قصة آدم وحواء أنّ الشيطان عدو للإنسان يغويه ويوسوس له، وينبغي على الإنسان ألا يستجيب لوساوس الشيطان، وأن يتوب ويستغفر الله إذا فعل ذلك.