قصائد غزل قديمة

قصائد غزل قديمة

قصيدة بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ

يقول عنترة بن شداد:

بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ

إذا أتاني بريحهِ العطِرِ

ألذُ عندي مما حوتهُ يدي

من اللآلي والمال والبدَر

ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا

ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النظر

سقى الخيامَ التي نُصبنَ على

شربَّة ِ الأُنسِ وابلُ المطر

منازلٌ تطلعُ البدورُ بها

مبرقعاتٍ بظلمة ِ الشَّعرِ

بيضٌ وسمرٌ تحمي مضاربها

أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر

صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جارية ٌ

مكْحولة ُ المقْلتين بالحور

تريك من ثغرها إذا ابتسمت

كاسَ مدامٍ قد حفّ بالدرّر

أعارت الظبي سحر مقلتها

وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر

خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتنة ٌ

تُخجلُ بالحُسنِ بهجة َ القمر

يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي

ترمي فؤادي بأسهم الشرر

يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني

قضيت ليلي بالنوح والسَّهر

يا عبلَ كَمْ فِتْنة ٍ بَليتُ بها

وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر

والخيلُ سُودُ الوجوه كالحة ٌ

تخوض بحر الهلاكِ والخطر

أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ

أطيق دفعَ القضاء والقدر.

قصيدة أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ

يقول طرفة بن العبد:

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،

كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ

بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي

منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه

دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى

وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه

وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،

لها نظرٌ ساجٍ إليكَ تواغِلُه

غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً

كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه

لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني

يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه

سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها

سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ

فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى

وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله

وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا

بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ

وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ

يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه

يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ

رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ

وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ

إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ

وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ

فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله

كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ

بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله

وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي

بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله

فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ

وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله

ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ

على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله

إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى

ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ

فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،

مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله

فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها

وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله

فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،

بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله

قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،

وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله

لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ

لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله.

قصيدة ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي

يقول امرؤ القيس:

ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي

وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي

وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ

قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ

وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه

ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ

دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ

ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ

وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا

من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ

وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا

بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ

لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً

وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال

ألا زعمت بَسبَاسَةُ اليوم أنني

كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي

كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ

وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي

وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ

بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ

يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها

كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ

كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل

أصاب غضاً جزلاً وكفِّ بأجذال

وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا

صباً وشمال في منازلِ قفّال

ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ

لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي

إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها

تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ

كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه

بما احتسبا من لين مس وتسهال

لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ

إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ

تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها

بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ

نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها

مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ

سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها

سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ

فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي

أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي

فَقُلتُ يَمينَ اللَهِ أَبرَحُ قاعِداً

وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي

حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ

لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ

فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت

هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ

وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُنا

وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ

فَأَصبَحتُ مَعشوقاً وَأَصبَحَ بَعلُها

عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ

يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ

لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ

أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي

وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ

وَلَيسَ بِذي رُمحٍ فَيَطعَنُني بِهِ

وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ

أَيَقتُلَني وَقَد شَغَفتُ فُؤادَها

كَما شَغَفَ المَهنوءَةَ الرَجُلُ الطالي

وَقَد عَلِمَت سَلمى وَإِن كانَ بَعلُها

بِأَنَّ الفَتى يَهذي وَلَيسَ بِفَعّالِ

وَماذا عَلَيهِ إِن ذَكَرتُ أَوانِساً

كَغِزلانِ رَملٍ في مَحاريبِ أَقيالِ

وَبَيتِ عَذارى يَومَ دَجنٍ وَلَجتُهُ

يَطُفنَ بِجَبّاءِ المَرافِقِ مِكسالِ

سِباطُ البَنانِ وَالعَرانينِ وَالقَنا

لِطافَ الخُصورِ في تَمامٍ وَإِكمالِ

نَواعِمُ يُتبِعنَ الهَوى سُبُلَ الرَدى

يَقُلنَ لِأَهلِ الحِلمِ ضُلَّ بِتِضلالِ

صَرَفتُ الهَوى عَنهُنَّ مِن خَشيَةِ الرَدى

وَلَستُ بِمُقليِّ الخِلالِ وَلا قالِ

كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً لِلَذَّةٍ

وَلَم أَتَبَطَّن كاعِباً ذاتَ خِلخالِ

وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَويَّ وَلَم أَقُل

لِخَيلِيَ كُرّي كَرَّةً بَعدَ إِجفالِ

وَلَم أَشهَدِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى

عَلى هَيكَلٍ عَبلِ الجُزارَةِ جَوّالِ

سَليمَ الشَظى عَبلَ الشَوى شَنَجَ النَسا

لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ عَلى الفالِ

وَصُمٌّ صِلابٌ ما يَقينَ مِنَ الوَجى

كَأَنَّ مَكانَ الرِدفِ مِنهُ عَلى رَألِ

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها

لِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ رائِدُهُ خالِ

تَحاماهُ أَطرافُ الرِماحِ تَحامِياً

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ

بِعَجلَزَةٍ قَد أَترَزَ الجَريُ لَحمَها

كَميتٍ كَأَنَّها هِراوَةُ مِنوالِ

ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيّاً جُلودُهُ

وَأَكرُعُهُ وَشيُ البُرودِ مِنَ الخالِ

كَأَنَّ الصُوارَ إِذ تَجَهَّدَ عَدوُهُ

عَلى جَمَزى خَيلٍ تَجولُ بِأَجلالِ

فَجالَ الصُوارُ وَاِتَّقَينَ بِقَرهَبٍ

طَويلِ الفِرا وَالرَوقِ أَخنَسَ ذَيّالِ

فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ

وَكانَ عِداءُ الوَحشِ مِنّي عَلى بالِ

كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ

صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي

تَخَطَّفُ خَزّانَ الشُرَيَّةِ بِالضُحى

وَقَد حَجَرَت مِنها ثَعالِبُ أَورالِ

كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطباً وَيابِساً

لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي

فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ

كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ

وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ

وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي

وَما المَرءُ ما دامَت حُشاشَةُ نَفسِهِ

بِمُدرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ وَلا آلي

قصيدة صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو

يقول زهير بن أبي سلمى:

صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو

وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ

وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً

على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحلُو

وكنتُ إذا ما جئتُ، يوماً لحاجة ٍ

مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو

وكلُّ محبٍّ أحدث النأيُ عنده

سلوَّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلُو

تَأوّبَي ذِكْرُ الأحِبّة بَعدَما

هَجعتُ ودوني قُلّة ُ الحَزْن فالرّمْلُ

فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منى ً

وما سحفتْ فيهِ المقاديمُ، والقملُ

لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ

إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ

إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ

أصاغرهُم، وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ

تربصْ، فإنْ تقوِ المروراة ُ منهمُ

وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نخْلُ

وما يَكُ مِنْ خَيرٍ أتَوْهُ فإنّمَا

وجِزْعَ الحِسا منهُمْ إذا قَلّ ما يخلو

بلادٌ بها نادَمْتُهُمْ وألِفْتُهُمْ،

فإنْ تُقْوِيَا مِنْهُمْ فإنّهُما بَسْلُ

إذا فزعوا طاروا، إلى مستغيثهم،

طوالَ الرماحِ، لا قصارٌ، لا عزلُ

بخيلٍ، عليها جنة ٌ، عبقرية ٌ

جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا

وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ

وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ

عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ

سوابغُ بيضٌ، لا يخرقُها النبلُ

إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّة ٌ

ضروسٌ تهرُّ الناسَ أنيابها عصلُ

قُضاعِيّة ٌ أوْ أُخْتُها مُضَرِيّة ٌ

يحرقُ في حافاتها الحطبُ الجزلُ

تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها

وَإنْ أفسَدَ المالَ الجماعاتُ والأزْلُ

يحشونها، بالمشرفية ِ، والقنا

وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ

تِهامونَ نَجْدِيّونَ كَيْداً ونُجعَة ً

لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ

هُمُ ضَرَبُوا عَن فَرْجِها بكَتيبَة ٍ

كبيضاءِ حرسٍ، في طوائفها الرجلُ

مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ:

هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ

همُ جددوا أحكامَ كلِّ مضلة ٍ

منَ العُقْمِ لا يُلْفى لأمثالِها فَصْلُ

بعزمة ِ مأمورٍ، مطيعٍ، وآمرٍ

مطاعٍ فلا يلفَى لحزمهمُ مثلُ

ولستُ بلاقٍ، بالحجازِ، مجاوراً

ولا سفراً إلاَّ لهُ منهمُ حبلُ

بلادٌ بهَا عَزّوا مَعَدّاً وغَيْرَهَا،

مَشارِبُها عذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ

وهم خير حيٍّ، من معدٍّ، علمتهمْ

لهم نائلٌ في قومهم ولهم فضلُ

فَرِحْتُ بما خُبّرْتُ عن سيّدَيكُمُ

وكانا امرأينِ كلُّ شأنهما يعلو

رأى اللهُ، بالإحسانِ، ما فعلا بكمُ

فأبْلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو

تَدارَكْتُما الأحلافَ قد ثُلّ عَرْشُها

وذبيانَ قد زلت بأقدامها النعلُ

فأصْبَحتُما منهَا على خَيرِ مَوْطِنٍ

سَبيلُكُما فيهِ، وإن أحزَنوا، سَهلُ

رأيتُ ذوي الحاجاتِ، حولَ بيوتهم

قطيناً لهم حتّى إذا أنبتَ البقلُ

هنالكَ إنْ يستخبلوا المالَ يخبلوا

وإنْ يسألوا يعطوا، وإنْ ييسروا يغلوا

وفيهمْ مقاماتٌ، حسانٌ وجوهها

وأندية ٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ

وإنْ جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهم،

مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ

وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ:

رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ

على مكثريهم حقُّ من يعتريهمُ

وعندَ المقلينَ السماحة ُ، والبذلُ

سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ

فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا

فما كانَ، من خيرٍ، أتوه فإنَّما

تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ

هل ينبتُ الخطيَّ إلاَّ وشيجهُ

وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها، النّخْلُ
11أشعار حب
مزيد من المشاركات
سبق السيف العذل

سبق السيف العذل

كثيرة هي الأمثال الشعبية المتداولة في بلادنا، وخاصة في فلسطين، بل إنها أصبحت جزءاً من التراث العربي الأصيل، الذي يجب الحفاظ عليه؛ والتمسك به، وإلا ضاع مجدنا. أذكر أنني في صغري كنت كثيراً ما أحاول أن أحفظ أكبر قدرٍ من الأمثال الشعبية، لأستطيع أن أجاري الكبار في عاداتهم وتقاليدهم، وكلماتهم الجميلة، من أمثال وحكم يعتدون بها. هناك أيضاً عدد كبير من الأمثال العربية الأصيلة، التي لها تاريخٌ مجيد، كما أنها منقولة باللغة العربية الفصحى، بشكل رائع وممتع. ومن الملاحظ جيداً، أن الأمثال لا تأتي هباءً
مدينة ميلانو الإيطالية

مدينة ميلانو الإيطالية

مدينة ميلانو الإيطالية تعدّ مدينة ميلانو ثاني أكبر مدينةٍ في إيطاليا ، وهيَ العاصمة الرسميّة لمقاطعة ميلانو ومنطقة لومبارديا، كما أنّها أكبر منطقة حضريّة إيطاليّة، وواحدة من أكبر المراكز الماليّة والتجاريّة في العالم، ويعود تاريخ مدينة ميلانو إلى حِقبة العصور الرومانيّة؛ التي ينعكس تاريخها العريق على شكل المدينة وتصاميمها المعماريّة؛ حيث استعمر الرومان المدينة سنة 222 ق.م وأطلقوا عليها اسم "ميديولانوم" (بالإنجليزيّة: Mediolanum)، أمّا اسم ميلانو فهو مشتقٌ من اللغة السلتيّة والذي يعني "في منتصف
كلمات معبرة عن الحياة

كلمات معبرة عن الحياة

الحياة حقل تجارب، ومساحة كبيرة للمغامرة، ومن لا يتحلى بالجرأة وروح المغامرة لن يعيشها أبداً وسيبقى في مكانه، هنا بعض الكلمات والنصائح التي تساعدنا لمتابعة الحياة بشكل أفضل، أتمنى أن تعجبكم. تعلمت: أنّ العقل كالحقل، وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية، ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أم إيجابية. أنّه في المدرسة أو الجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الامتحانات، أما في الحياة فإننا نواجه الإمتحانات وبعدها نتعلم الدروس. أنّ محادثة بسيطة أو حواراً قصيراً مع إنسان حكيم يساوي شهر دراسة.
ما هي علاقة الزنك بالأمراض الجلدية

ما هي علاقة الزنك بالأمراض الجلدية

يعتبر الزّنك (الخارصين) من العناصر الأساسيّة الهامّة للحياة ،نظراً لفعاليّته في كثير من الوظائف الحيويّة في الجسم، فهو متوفّر في كثير من المواد الغذائيّة التي يجب توفّرها على المائدة مثل البقوليّات بأنواعها ،اللّحوم الأجبان والألبان وغيرها. تبيّن أن نقصان هذا العنصر عن نسبته الطبيعيّة في الجسم يؤدّي إلى خلل في وظائف كثيرة ،منها نقص في المناعة والنّمو إلى الهزال عند الاطفال إلى زيادة التقرّن في الجلد قد يظهر على الجلد أحياناً بقعة حمراء اللّون مغطّاة بقشور سطحيّة بيضاء اللّون تشبه الصدفيّة في
التخصصات المتاحة في جامعة حمد بن خليفة

التخصصات المتاحة في جامعة حمد بن خليفة

نبذة عن جامعة حمد بن خليفة تعدّ جامعة حمد بن خليفة هي إحدى الجامعات البحثية الوطنية في دولة قطر، وتحديدًا في المدينة التعليمية في الدوحة، والتي تأسست عام 2010م، سعياً لتحقيق رؤية مؤسسة قطر التي تنادي بإطلاق قدرات الإنسان، وقد احتلت جامعة حمد بن خليفة المرتبة 3372 على مستوى جامعات العالم، بينما احتلت المرتبة الثانية على مستوى الجامعات القطرية، وفي هذا المقال سنتحدث عن التخصصات المتاحة في جميع كليات جامعة حمد بن خليفة. تخصصات جامعة حمد بن خليفة تضم جامعة حمد بن خليفة 6 كليات علمية، تطرح 35
ألم تحت الإبط

ألم تحت الإبط

ألم تحت الإبط ينتج ألم تحت الابطين عن عدة أسباب، منها: الشد العضلي، أو التعرض لإصابة أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو الإصابة ببعض الأمراض الجلديّة نتيجة تهيُّج الجلد من الحلاقة، أو استخدام الشمع، أو كَرَدِّ فعل تحسُّسي للموادّ الكيميائيّة من موادّ التنظيف، ومُزيلات الروائح، حيث ينتج عنها التهاب الغُدَّة الدرقيّة، أو نتيجة الإصابة بمرض الحزام الناريّ، أو مرض الشريان المُحيطيّ، أو سرطان الثدي؛ وذلك بسبب نُموِّ الورم، ومن الجدير بالذكر أن الم تحت الأبط قد يصيب أحد الإبطين أو كليهما. التشخيص
تفسير اسم حنين في المنام

تفسير اسم حنين في المنام

لاسم حنين معنى جميل لطيف في اللغة؛ فيأتي بمعنى النسيم الرقيق، ويأتي بمعنى الصوت الذي يصدره الشخص طربًا في حزنٍ أو فرحٍ،وفي هذا المقال بيانٌ لتفسير اسم حنين في المنام وما يتعلق بذلك من رؤية الاسم في عدَّة أحوالٍ. تفسير اسم حنين في المنام اسم حنين في المنام له دلالاتٌ ومعانٍ عدَّةٌ؛ منها: قد يدل على الاشتياق أو الصبابة في الحبّ . قد يدل على الحرمان العاطفيّ. قد يدل على ما يراه ويكابده كلّ مغتربٍ عنده بمرارة الغربة. قد يدل على الحزن؛ فقد يصف هذا الاسم حال الرائي؛ فعلى من يفسر الحلم أن يعرف حال
صفات يعشقها الرجل في المرأة

صفات يعشقها الرجل في المرأة

صفات يعشقها الرجل في المرأة هنالك العديد من الصفات التي يعشقها الرجل في المرأة وتجعلها تبدو مميزة في نظره، ومنها ما يأتي: الشخصيّة الجذّابة قد يكون سبب عشق الرجل للمرأة تميّزها بشخصيّةٍ ساحرةٍ ومميّزة تجذبه وتأسر قلبه، وتلك الشخصيّة الجذّابة يختلف مفهومها من شخصٍ لآخر، وبالتالي يمكن تصنيفها لقسمين، هما: الجاذبيّة الداخليّة: وتتمحور حول شخصيّة المرأة وجوهرها الداخليّ الذي يسطع بوضوحٍ وينعكس أمام الآخرين من خلال عدة مظاهر أهمها: القدرة على التواصل مع الرجل بأسلوب مميز، ومع الأشخاص الآخرين حوله،