قصائد حزينة جداً
قصيدة تحت الشبابيك العتيقة الجرح القديم
- يقول الشاعر محمود درويش :
واقفٌ تحت الشبابيك
على الشارع واقفْ
درجات السّم المهجور لا تعرف خطوي
لا ولا الشبّاك عارفْ.
من يد النخلة أصطادُ سحابه
عندما تسقط في حلقي ذبابه
وعلى أنقاض إنسانيتي
تعبرُ الشمسُ وأقدامُ العواصفْ
واقفٌ تحت الشبابيك العتيقة
من يدي يهرب دُوريُّ وأزهار حديقة
اسأليني: كم من العمر مضى حتى تلاقى
كلُّ هذا اللون والموت تلاقى بدقيقة
وأنا أجتازُ سرداباً من النسيان
والفلفل والصوت النحاسي
من يدي يهرب دوريٌّ..
وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقة
عندما تنفجر الريح بجلدي
وتكفُّ الشمسُ عن طهو النعاسْ
وأُسمّي كل شيء باسمه
عندها أبتاع مفتاحاً وشباكاً جديداً
بأناشيد الحماس
أيها القلبُ الذي يُرم من شمس النهار
ومن الأزهار والعيد كَفانا
علمونا أن نصون الحب بالكره
وأن نكسو ندى الورد.. غبار
أيها الصوتُ الذي رفرف في لحمي
عصافير لهبْ
علّمونا أن نُغني ونحب
كلَّ ما يطلعه الحقلُ من العُشْب
من النمل وما يتركه الصيفُ على أطلال دارِ
علّمونا أن نُفني ونداري
حبَّنا الوحشيَّ كي لا
يصبح الترنيم بالحب مملاَّ
عندما تنفجر الريحُ بجلدي
سأسمي كلَّ شيء باسمه
وأدق الحزن والليل بقيدي
يا شبابيكي القديمة
قصيدة أزال لقياك ما ألقى من الحزن
- يقول الشاعر ابن دنينير:
أزال لقياكَ ما ألقى من الحزنِ
- فاليوم لا أشتكي من حادث الزمن
ولا أرى لليالي في تقلبّها
- من بعد قربك غير الفضل والمنن
غادرتني بعد ما قد كنت في دعةٍ
- من عيشتي راكباً في المركب الخشن
إذ أنت في حلب روح وكيف ترى ال
- حياة بعد فراق الروح للبدن
يا ابن النبيّ وأحسان الزمان بكم
- شيء تعلمه من فعلك الحسن
يا مشمحرة العلا إن حلّ غيركمُ ال
- وهاد لم نزلوا إلا على القنَنِ
إني استنترت بظل من جناحكمُ
- فناظر الخطب في الحالات لم يرني
لولاكم مما انجلى الليل الفواية عن
- أبصارنا ولعمّت ظلمة الفتَنِ
حملت في حبكم عب الملام فما
- كلت ولا ضعفت عن حمله منني
أنتم ألو الله والبيت الحرام وأر
- بابُ الهدى وكتاب الله والسنَنِ
كم ليّ في حبكم لاح يلوم و
- من ناصبيّ غدا فيكم يعنفّني
فما أصخت لتلحاء ومعتبة
- لكنما سنني جربا على السنن
أبا عليّ ولي في مجدكم مدح
- في الأفق تجري وقرن الشمس قرن
ما زال وعدك لي بالجود أرقبهُ
- دهراً طويلا وطول الوعد يوعدني
أروم للعين حظّا حين تبصره
- كمثل ما خطيبت قد ما به أذني
ها أنت والدهر والأيام مقبلةٌ
- وها أنا بينكم في صفقة الغبنِ
لئن تأخر عني فيض جودكم
- إلى مدى فيما أعتاض عن وطني
قد كان علمي عن التطلاب بأنف لي
- وإنما زمني الأملاق الزمني
وأنتم خير من يلوى الرجاء به
- وللنجاة غدوتم أعصم السفن
لا حلتُ عن حبّكم ما امتدّ لي أجلي
- وسوف يطوي إذا ما متّ في كفني
دمتم مطاعين لا ارتدّت رماحكمُ
- يوما مطاعين في الآفاق والمدنِ
قصائد حزينة للشاعر نزار قباني
قصيدة نهر الأحزان
عيناك كنهري أحـزان
نهري موسيقى.. حملاني
لوراء، وراء الأزمـان
نهري موسيقى قد ضاعا
سيدتي.. ثم أضاعـاني
الدمع الأسود فوقهما
يتساقط أنغام بيـان
عيناك وتبغي وكحولي
والقدح العاشر أعماني
وأنا في المقعد محتـرقٌ
نيراني تأكـل نيـراني
أأقول أحبك يا قمري؟
آهٍ لـو كان بإمكـاني
فأنا لا أملك في الدنيـا
إلا عينيـك وأحـزاني
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزق فوق الخلجـان
ومصيري الأصفر حطمني
حطـم في صدري إيماني
أأسافر دونك ليلكـتي؟
يا ظـل الله بأجفـاني
يا صيفي الأخضر يا شمسي
يا أجمـل.. أجمـل ألواني
هل أرحل عنك وقصتنا
أحلى من عودة نيسان؟
أحلى من زهرة غاردينيا
في عتمة شعـرٍ إسبـاني
يا حبي الأوحد.. لا تبكي
فدموعك تحفر وجـداني
إني لا أملك في الدنيـا
إلا عينيـك ..وأحزاني
أأقـول أحبك يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرف في الأرض مكاني
ضيعـني دربي.. ضيعـني
اسمي.. ضيعـني عنـواني
تاريخـي! ما لي تاريـخٌ
إنـي نسيـان النسيـان
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـح إنسـان
ماذا أعطيـك؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـك سـوى قدرٍ
يرقـص في كف الشيطان
أنا ألـف أحبك.. فابتعدي
عني.. عن نـاري ودخاني
فأنا لا أمـلك في الدنيـا
إلا عينيـك... وأحـزاني
قصيدة الحزن
علمني حبك ..أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلّور المكسور
علمني حبك.. سيدتي
أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة آلاف المرات..
وأجرب طب العطارين..
وأطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك..
في الأمطار، وفي أضواء السيارات..
وأطارد طيفك..
حتى.. حتى ..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي.. ساعات
بحثًا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثًا عن وجهٍ.. عن صوتٍ..
هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك.. سيدتي
مدن الأحزان..
وأنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أنّ الدمع هو الإنسان
أنّ الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان..
علمني حبك..
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك ..
بالطبشور على الحيطان..
وعلى أشرعة الصيادين
على الأجراس..
على الصلبان
علمني حبك..
كيف الحب يغير خارطة الأزمان..
علمني أني حين أحب..
تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال..
دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان..
تلك العيناها.. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان
حلمت بأني أخطفها
مثل الفرسان..
وحلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ والمرجان..
علمني حبك يا سيدتي، ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر..
ولا تأتي بنت السلطان..
قصائد حزينة متنوعة
- يقول الشاعر أبو الحسن بن حريق:
أوُلوعٌ وغُربَةٌ وَسقَامٌ
- إِنَّ مِثلِي لَفِي عَذابٍ شَدِيدِ
هَكَذَا الحُبُّ لا كَدَعوَى أُنَاسٍ
- حَدَّثوا بِالهَوَى عَلَى التَّقلِيدِ
يَا قَرِيبَ النِّفارِ غَيرَ قَرِيبٍ
- وَبَعِيدَ الوِصَالِ غَيرَ بَعِيدِ
مَا رَأينَا مِن قَبلِ جِسمِكَ جِسماً
- مِن لُجَينٍ وَقَلبُهُ مِن حَدِيدِ
أتَّقِي أَن يَذُوبَ من جَانِبَيهِ
- حِينَ يَمشي تَثَاقُلاً بِالبُرُودِ
أتُرَى إِن قَضَيتُ فِيكَ اشتِياقاً
- أتُصَلِّي عَلَى غَرِيبٍ شَهِيدِ
- يقول الشاعر ابن عنين:
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلُبُها
- عِندَ الرَحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وَأَقبَلَت وَهيَ في خَوفٍ وَفي دَهشٍ
- مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشراكِ يَنفَلِتُ
فَلَم تُطِق خيفَةَ الواشي تُوَدِّعُني
- وَيحَ الوُشاةِ لَقَد لاموا وَقَد شَمَتوا
وَقَفتُ أَبكي وَراحَت وَهيَ باكِيَةٌ
- تَسيرُ عَنّي قَليلاً ثُمَّ تَلتَفِتُ
فَيا فُؤادِيَ كَم وَجدٍ وَكَم حَزَنٍ
- وَيا زَمانِيَ ذا جَورٌ وَذا عَنَتُ