قصائد المتنبي في مدح الرسول
هل يوجد قصائد للمتنبي في مدح الرسول؟
لا يوجد أيّة قصيدة للمتنبي في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ولكنّ هناك قصائد كثيرة لشعراء آخرين غير المتنبي سنذكر بعضًا منها في مقالتنا التالية.
قصيدة: أغر عليه للنبوة خاتم
يقول حسان بن ثابت في قصيدته :
أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
- مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ
- إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،
- فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ
- منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً،
- يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً،
- وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي،
- بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
- سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ،
- فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
قصيدة: ولد الهدى فالكائنات ضياء
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
- بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
- فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
- أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
- مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
- إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
- دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
- فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
- إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
- وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
- حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
- وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
- وَتَـهَـلَّـلَـ ت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
- وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
- فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
- وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم
- خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ
- جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ
نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
- وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
- وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
- يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
- مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها
- ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
- يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
- وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
- مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
- وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً
- لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
- هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
- فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ
- وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ
- تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما
- جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
- أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم
- يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
- وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
- وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ
وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً
- فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ
- فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
- وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ
وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً
- حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
- وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ
قصيدة: وأحسن منك لم تر قط عيني
يقول حسان بن ثابت:
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
- وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيبٍ
- كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
قصيدة: نبئت أن رسول الله أوعدني
يقول كعب بن زهير:
أُنبئت أنّ رسول الله أوعدني
- والعفو عند رسول الله مأمول
مهلًا هداك الذي أعطاك نافلة الـْ
- قرآنِ فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
- أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل
كلقد أقوم مقامًا لو يقوم به
- أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
لظل يرعد إلّا أن يكون له
- من الرسول بإذن الله تنويل
حتى وضعت يميني ما أنازعه
- في كف ذي نقمات قيله القيل
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه
- وقيل إنك منسوب ومسؤول
قصيدة: بمدح المصطفى تحيا القلوب
يقول الشاعر البوصيري:
بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ
- وَتُغْتَفَرُ الخطايا وَالذُّنوبُ
وَأَرْجُو أن أعِيشَ به سعيدًا
- وَأَلقاهُ وَليس عَلَيَّ حُوبُ
نبيٌّ كامل الأوصافِ تَمَّتْ
- محاسِنُه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا
- إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزيدُ القَلْبَ شَوْقًا
- إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وَأَذْكُرُهُ وَلَيْلُ الخَطْبِ داجٍ
- عَلَيَّ فَتَنْجَلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلًا منه حِسَانًا
- فما أدري أمدحٌ أمْ نَسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه مُحَيّاً
- يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ
- وَحاملَ زَهْرِهِ غُصْنٌ رَطيبُ
ولِي طَرْفٌ لِمَرْآهُ مَشوقٌ
- وَلِي قلبٌ لِذِكْراهُ طَرُوبُ
قصيدة: نبي له في كل فضل تقدم
قالت الشاعرة عائشة بنت يوسف بن أحمد:
نَبيّ لَهُ في كُل فَضل تَقَدم
- يُريك عُلاهُ فَوقَ كُل مكملِ
وَجيه بِهِ يَستَمطرُ الفَضلُ وَالعَطا
- وَيَفجأ بِالمَأمولِ كُل مُؤملِ
فَمَن مِثلهُ وَالحَق جَل جَلاله
- يُفاتحه بِالمَدح في كُل مَنزلِ
وَيتحفه مِنهُ بِكُل خصيصةٍ
- أَبانَت لَهُ العليا عَلى كُل مُرسلِ
وَفي حَضرة التَّقريب أَعطاهُ رُتبَةً
- تَأَخَر عَنها كُلّ صاحب منزلِ
فَلا غايَة إِلّا وَمرماه فَوقَها
- وَلا سَيد إِلّا وَعَن فَيضِهِ وَلي
وَيَكفيك بِالإِسراءِ عِلماً بِقدره
- وَبِالمَجد ما في الذكر مِن ذِكرِهِ العَلي
وَحَسبكَ بُرهانًا شَفاعَتهُ الَّتي
- يَلوذ بِها في الحَشر كُل مُبَجّلِ
وَيَستَنقذ الخاطين مِن بَأس نقمة
- وَيَفتح للأدنين باب التَّفَضُّلِ
فَأَعظم بِهِ جاهًا يدرّ بِمَجدِهِ
- سَحاب العَطا في كُل بدئ وَمُوئلِ
بَراهينه الأَكوان طافِحَة بِها
- كَما طَفَحت بِالمَدح في فَضلِهِ الجلي
إِذا قلت يا طَه أَغثني يَقول لي
- وَفاء الوَفا ها هُوَ أَمامك فَاِجتَلي
وَإِن ظَمئت روحي إِلى أَكؤس الوَفا
- أَراه يحيني اِمتِنانًا فَامتلي
وَإِن أم قَلبي آمِلا فَيض جُوده
- وَفاه بِأَقصى القَصد مِن قادر ملي
وَما ظَفرت وَاللَّه كَفيّ بِبغية
- سِوى أَن يَكُن فيها بطه توسّلي
أَلا يا رَسول اللَه يا أَشرَف الوَرى
- وَيا مَن عَلَيهِ لا يَزال تَطفلي
تملكني صدق الوداد وَلَم يَزَل
- يُداخلني التَّبريح في كُل مفصلِ
إِلى أَن تَفانَت جلق بِصَبابَتي
- وَلَم أَرَ لي وَجهًا إِلى وَرد منهلِ
ألا يا رَسول اللَّه مَن كُنت غوثه
- حَظي بِبُلوغ القَصد في كُلِّ مدخلِ
وَهَذي يَدي بِالفَقر صدقًا بَسَطتها
- وَما لي شِعار غَير فرط تَذَلُلي
أعاجلك الوهب الَّذي أَنتَ أَهله
- وَأَسألُكَ العَيشَ الَّذي بِكَ يَصفو لي
وَأَنتَ رَؤوف وَالمَراحم تَقتَضي
- إِغاثة مَن يَرجوك يا خَير مُرسلِ
وَأَنتَ عَريض الجاه وَالفَضل واسع
- وَمَهما تَقل يسمع فَجد بِالتطولِ
عَلَيك صَلاة اللَّهِ ثُم سَلامه
- وَآل وَأَصحاب كِرام وَمَن يَلي
صَلاة بِغايات الأَماني كَفيلة
- وَفيها لِنَيل السؤل أَيّ توصلِ
مدى الدَّهر ما اِفتَرَّ الأَقاح بِرَوضة
- يحي شَذاها مسبلا بَعد مسبلِ
وَما أَسعف الجُود الإِلهي بِالوَفا
- وَقَرت عُيون السَّير بِالمَشهَد العَلي