قصائد المتنبي في المدح

قصائد المتنبي في المدح

على قدر أهل العزم

المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدته:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحَهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ

وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها

وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ

فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا

وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت

وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها

عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ

وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا

مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها

وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ

فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم

سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ

ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ

وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ

فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلا التَراجِمُ

فَلِلهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ

فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ ما لا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا

وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ

كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً

وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى

إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً

تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ

وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها

وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما

مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ نَثرَةً

كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى

وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها

بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِقت مَشَّيتَها بِبِطونِها

كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ

قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ

وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ

وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبا

بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمُ

عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ

وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ

وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ

وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ

فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّي ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى

فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ

إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا

وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلا

وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى

وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

الخيل والليل والبيداء تعرفني

قال المتنبي مادحاً نفسه :

وَاحَـرّ قَلبـاهُ مـمّن قَلبُـهُ شَبِـمُ

وَمَن بجِسمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَـرَى جَسَـدي

وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّولـةِ الأممُ

إن كَـانَ يَجمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ

فَلَيتَ أنّـا بِقَـدرِ الحُـبّ نَقتَسِـمُ

قد زُرتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنـدِ مُغمَـدَةٌ

وَقـد نَظَـرتُ إلَيـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ

وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمتَـهُ ظَفَـرٌ

فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ وَاصطنعت

لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمتَ نَفسَكَ شَيئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا

أن لا يُـوارِيَهُـم أرضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمتَ جَيشـاً فانثَنَـى هَرَبـاً

تَصَرّفَـت بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيـكَ هَزمُهُـمُ فِي كـلّ مُعتَـرَكٍ

وَمَا عَلَيـكَ بِهِم عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلـواً سِـوَى ظَفَـرٍ

تَصافَحَت فيهِ بِيضُ الـهِندِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي

فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنـكَ صادِقَـةً

أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انتِفَـاعُ أخـي الدّنيَـا بِنَاظِـرِهِ

إذا استَوَت عِنـدَهُ الأنـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعلَمُ الجَمعُ مـمّن ضَـمّ مَجلِسُنـا

بأنّني خَيـرُ مَن تَسعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعمَـى إلى أدَبـي

وَأسمَعَت كَلِماتـي مَن بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلءَ جُفُونـي عَـن شَوَارِدِهَـا

وَيَسهَـرُ الخَلـقُ جَرّاهَـا وَيختَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهلِـهِ ضَحِكـي

حَتَّـى أتَتـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيـتَ نُيُـوبَ اللّيـثِ بـارِزَةً

فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيـثَ يَبتَسِـمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتـي من هَمّ صَاحِبـها

أدرَكتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ

وَفِعلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرهَفٍ سرتُ بينَ الجَحفَلَيـنِ بـهِ

حتَّى ضرَبتُ وَمَوجُ المَـوتِ يَلتَطِـمُ

الخَيـلُ وَاللّيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي

وَالسّيفُ وَالرّمحُ و القرطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً

حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـن يَعِـزّ عَلَينَـا أن نُفَارِقَهُـم

وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـم عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـم بتَكرِمَـةٍ

لَـو أنّ أمرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إن كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا

فَمَـا لجُـرحٍ إذا أرضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَينَنَـا لَـو رَعَيتُـم ذاكَ مَعـرِفَـةٌ

إنّ المَعارِفَ فِي أهـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطلُبُونَ لَنَـا عَيبـاً فيُعجِزُكـم

وَيَكـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَ الكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ من شَرَفِـي 
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ

يُزيلُهُـنّ إلـى مَـن عِنـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرحَلَـةٍ

لا تَستَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـن تَرَكـنَ ضُمَيـراً عَن مَيامِنِنـا

لَيَحـدُثَـنّ لـمَن وَدّعتُهُـم نَـدَمُ

إذا تَرَحّلـتَ عن قَـومٍ وَقَد قَـدَرُوا

أن لا تُفـارِقَهُـم فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ

وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ

شُهبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفـظٍ تَقُـولُ الشّعـرَ زِعنِفَـةٌ

تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـربٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ

قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

يؤمم ذا السيف آماله

إليكم أيضًا هذه الأبيات الشعرية للمتنبي في المدح:

يُؤمِّمُ ذا السّيفُ آمَالَهُ

وَلا يَفعَلُ السّيفَ أفعَالَهُ

إذا سارَ في مَهمَهٍ عَمَّهُ

وَإن سارَ في جَبل طَالَهُ

وَأنتَ بِمَا نُلتَنَا مَالِكٌ

يُثَمرُ مِن مَالِهِ مَالَهُ

كأنّكَ ما بَينَنَا ضَيغَمٌ

يُرَشِّحُ للفَرسِ أشبَالَهُ

لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ

في مدح القاضي أبي الفضل الأنطاكي :

لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ

أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ

يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما

أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ

وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ

فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ

تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ

مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ

اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي

وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ

الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ

وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ

كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها

فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ

مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ

وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ

وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها

مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ

كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما

غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ

دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي

نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ

اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ

أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ

ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما

رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ

لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها

قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ

جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ

مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ

حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ

يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ

مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها

مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ

مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ

تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ

لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا

بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ

وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا

دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ

لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ

لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ

يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ

مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ

وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً

أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ

كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ

كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ

هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها

حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ

وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى

أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ

عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي

لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ

لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ

وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ

لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ

لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ أنثى الحامِلُ

لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً

هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ

سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ

فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ

جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم

شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ

مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم

وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ

يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ

مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ

وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما

عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ

أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي

قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ

لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا

بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ

ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم

شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ

فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي

أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ

وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ

لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ

الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ

وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ

ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت

قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
5الآداب
مزيد من المشاركات
إطالة الشعر في أسبوع

إطالة الشعر في أسبوع

إطالة الشعر في أسبوع يتعرض الشعر للتساقط وضعف النمو، نتيجة لعدة أسباب خارجة عن السيطرة، مثل عامل الوراثة، وحدوث تغييرات هرمونية، أو بسبب ظهور بعض الأمراض، وهناك أسباب أخرى لجعل الشعر ضعيفاً ومتكسراً، وهذه الأسباب تؤدي إلى تساقطه بشكل واضح، ويوجد طرق طبيعية فعالة وآمنة تساعد على تطويل الشعر وتقوية نموه، وحماية الشعر من التساقط، والتلف، عن طريق تغيير روتين رعاية الشعر، وتناول بعض المكملات الغذائية بوصفة طبية، وسنتحدث عنها في هذا المقال. وعلى الرغم من أن معدل نمو الشعر هو نصف إنش في الشهر أي 1.3
ما هي خواص المادة

ما هي خواص المادة

خصائص حالات المادة المعروفة يمكن تعريف الحالات التي تمر بها المادة على أنها المراحل التي تمر بها مادة أو مركب ما، وذلك بتغيير درجة الحرارة مثلًا (سواء بالزيادة أو النقصان)، وتسهل عملية وصف سلوك الجزيئات والذرات داخل هذه المواد، من خلال معرفة خصائص كل مرحلة، إذ تقسم حالات المادة المتعارف عليها إلى الحالة السائلة، والصلبة، والغازية، تبعًا للظرف الذي تعرضت له المادة، وفيما يأتي تفصيل لهذه الخصائص: خصائص الحالة السائلة للمادة تعتبر الحالة السائلة (بالإنجليزية: Liquid status) هي المرحلة الوسط بين
فوائد المحلب للوجه

فوائد المحلب للوجه

المحلب المحلب هو نوع من أنواع النباتات التي تتبع جنس البرقوق، والذي يُستخدم كأصول لتطعيم شجر اللوزيات، وبخاصة الكرز، وشجرة المحلب متوسطة الحجم، ويبلغ ارتفاعها حوالي سبعة أمتار، تُزرع في بلاد الشام، وبخاصة في المناطق الجبلية الباردة، كما توجد أيضاً في ألمانيا، وبلجيكا، وتركيا، وللمحلب نكهة رائعة ولذيذة، ولذلك يدخل في تحضير الكثير من أطباق الحلويات المختلفة؛ وأهمها: الكعك بأنواعه، ويحتوي المحلب على العديد من الفيتامينات والمعادن، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن فوائد المحلب المختلفة، وبخاصة
اسم صغير الدب

اسم صغير الدب

ما هو اسم صغير الدب؟ يطلق على صغير الدب اسم الديسم، (بالإنجليزية:Cub)، ويطلق اسم الديسم أيضًا على صغير الدبّ القطبي، وصغير دبّ الباندا. الصفات الشكلية لصغير الدب يتميّز صغير الدبّ بمجموعة من المظاهر الشكليّة والتي يمكن تلخيصها كما يأتي: الوزن يولد الدبّ صغيراً، إذ يتراوح وزنه مابين 0.45 إلى 0.68 كغ. الطول لا يتجاوز طول الدبّ الصغير الـ 30.48 سم. الفراء يكون فراء صغير الدبّ عندما يولد شديد النعومة، وبلونٍ شبه شفاف، وتكون أجساد صغار بعض أنواع الدببة مغطاة بطبقة رقيقة جدّاً من الفراء، بينما يكون
طريقة عمل الدنش

طريقة عمل الدنش

كرواسان الشوكولاتة مدة التحضير عشرون دقيقة تكفي لـ أربعة إلى ستة أشخاص المكوّنات ربع كوب من السكر. أربعة مكعبات من الجبن الكريمي. باكيت من عجينة البف باستري. ملعقة صغيرة من الفانيلا السائلة. صفار بيضة . كوب من قطع الشوكولاتة الصغيرة. شوكولاتة سائلة للتزيين. طريقة التحضير تسخين الفرن إلى درجة حرارة مئتين درجة مئوية. فرد عجينة البف باستري على سطح مرشوش بالطحين، وتقطيعها إلى مثلثات متساوية في الحجم. وضع صفار البيضة، الفانيلا السائلة، الجبن، السكر وقطع الشوكولاتة في طبق، وتحريكها جيداً. وضع كمية
أفضل طحين للمعجنات

أفضل طحين للمعجنات

الطحين متعدّد الإستعمالات يسمى أيضاً بالطّحين متعدد الأغراض، ويعتبر هذا النّوع من الدّقيق من المكوّنات الأساسية في المطبخ إذ يُستخدم في معظم الوصفات المخبوزة، كالخُبز، المعجنات، البسكويت، وتحضير قوالب الكعك. كما يتوفر في جميع المحلات التجارية، ويمكن تخزينه بكميات في وعاء مغلق بإحكام في مكانٍ جافٍ بعيد عن الرّطوبة. ويُحفظ لمدّة ثمانية أشهر تقريبًا في الخزانة، ولمدّة سنة مبرداً. الطحين ذاتي الاختمار هو نوع من الدّقيق المضاف له البيكنج باودر والملح، لذا لا يضاف له عند التّحضير أي نوع من أنواع
من الذي مات ولم يولد

من الذي مات ولم يولد

قدرة الله في الخلق في الكون آيات دالة على قدرة الله سبحانه وتعالى، وعلى ربوبيته سبحانه، وأنه وحده المستحق للعبادة، ومن ذلك خلق السماوات والأرض وما فيهنّ، وخلق الشمس والقمر، والنجوم والمجرّات، وخلق البحار والمحيطات، وخلق الإنسان في أحسن هيئة، ومن عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى أنّه خلق مخلوقات الأرض من زوجين اثنين من أم وأب، واصطفى سبحانه وتعالى نبيّه آدم عليه الصلاة والسلام، فخلقه من التراب، وخلق زوجه حواء من ضلعه، ثم بدأ التناسل البشريّ بعد ذلك من زوجَين. آدم عليه السلام مات ولم يولد الذي مات
أعراض سرطان الحلق

أعراض سرطان الحلق

أعراض سرطان الحلق يُعرّف سرطان الحلق (بالإنجليزية: Throat cancer) بنمو غير طبيعيّ للخلايا في منطقة الحلق (بالإنجليزية: Throat) أو صندوق الصوت (بالإنجليزية: voice box) أو اللوزتين، ويُشار إلى صعوبة تمييز أي أعراض أو علامات في المراحل المبكرة للمرض، حيثُ إنَّ العديد من الأعراض المصاحبة له تتشابه مع أعراض حلات أخرى، مثل الزكام كأعراض ألم الحلق وبحة الصوت. الأعراض الشائعة يُشار إلى أنّ التهاب الحلق المستمر من أهم العلامات المبكرة التي تحذر من المرض، وبناءً على توصيات جمعية السرطان الأمريكية