قرار الطلاق مع وجود أطفال
قرار الطلاق مع وجود أطفال
إنّ قرار الطلاق ليس أمراً سهلاً على كلا الطرفين ولكن مع وجود أطفال تصبح العملية أصعب ومؤثرة للغاية وذلك بسبب الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يعاني منها الأطفال عند اتخاذ هذا القرار، حيث يشعر الأطفال وكأن تغييرًا جذريًا حدث في حياتهم وأنّ كل شيء من حولهم قد انقلب رأساً على عقب؛ مما يولد لديهم الشعور بالحزن والغضب والصدمة، كما قد يشعر بعض الأطفال بأنهم سبب المشاكل في المنزل ويلومون أنفسهم على ذلك، لذا يجب على الوالدين أن يحرصا على أن تكون مصلحة أطفالهم على رأس أولوياتهم وتهيئتهم لمثل هذا القرار قبل اتخاذه إن استحالت الأمور بينهما.
تأثير الطلاق على الأطفال
هناك العديد من المشاكل التي يواجهها الأطفال عند حدوث الانفصال أو الطلاق، ولعل أبرزها ما يلي:
- الشعور بالغضب: الأطفال والمراهقون في سن المدرسة هم أكثر عرضةً للشعور بالغضب عند الطلاق، وقد يرجع السبب في ذلك إلى إحساس هؤلاء الأطفال بفقدان السيطرة وتخلي والديهم عنهم أو قد يكون هذا الغضب تجاه أنفسهم بسبب شعورهم بأنهم سبب الطلاق.
- الانسحاب الاجتماعي: يصبح الطفل أكثر خجلاً وقلقاً ولا يميل إلى التواصل الاجتماعي مع الآخرين حيث يتهرب من حضور المناسبات المدرسية أو الخروج مع أصدقائه وذلك بسبب الخوف ، وقلة احترامه لذاته، لذا لا بدّ من تعزيز ثقته بنفسه من خلال الحوار مما يساعده على الانفتاح والانخراط في المواقف الاجتماعية المختلفة.
- ضعف التحصيل الدراسي: كثرة المشاكل بين الوالدين تؤدي إلى شعور الطفل بالإهمال و الاكتئاب والتشتت مما ينتج عنه ضعف في تحصيله العلمي وتدني درجاته في المدرسة.
- قلق الانفصال: حاجة الطفل إلى والده غير الحاضن تُسبب له القلق مما يدفعه للبكاء، وطلب رؤيته دائماً، والتشبث به، وقد يُساعد خلق روتين للزيارات الرسمية في التخفيف من هذا الشعور لدى الأطفال.
- عدم القدرة على التكيف: يواجه الأطفال صعوبة في التكيف مع التغيرات التي تحدث عند الانتقال إلى منزل جديد حيث تتأثر نفسيتهم بشكل سلبي بسبب الانتقال والتغيرات الناتجة عنه في حياتهم مثل؛ تغيير مدرستهم، أو تغير الوضع المعيشي، أو تغيير أصدقائهم.
- يصبح الطفل حساساً عاطفياً: حاجة الطفل لشخص يسمعه أو يتحدث إليه وذلك بسبب ما يشعر به من حساسية مفرطة نتيجة الطلاق.
- الانخراط في سلوكيات خاطئة ومدمرة: أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لتجربة الطلاق أكثر عرضةً لاكتساب عادات سيئة في المستقبل مثل؛ التمرد، أو التدخين، أو تعاطي المخدرات وقد يكون لديهم سلوك إجرامي أيضاً.
- تراجع الطفل: إنّ شعور الطفل بعدم الأمان والاستقرار قد يتسبب في تراجع بعض السلوكيات عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهراً و 6 سنوات مثل؛ التبول اللإرادي ، وعادة مص الإبهام، ونوبات الغضب، وغيرها من السلوكيات الناتجة عن الضغط الذي يتعرض له الأطفال عند حدوث الطلاق.
كيفية مساعدة الأطفال في التعايش مع طلاق الأبوين
يقع على عاتق الأبوين مسؤولية كبيرة في تهيئة أطفالهم للتأقلم والتعايش مع الحياة الجديدة بعد الطلاق وفيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعد في ذلك:
- التخطيط لإخبار الأطفال معاً واختيار الوقت المناسب لذلك، كما يجب التحدث إليهم بصراحة مع إعطاء بعض التفاصيل وفقاً لأعمارهم، فالأطفال الأصغر سناً يحتاجون تفاصيل أقل بينما الأكبر سناً من الممكن إخبارهم بالمزيد من المعلومات.
- يجب أن يعطي الأبوين أطفالهما الشعور بالأمان، وبمحبتهما لهم، وأنه حتى بعد الانفصال سيكون هناك الكثير من الأوقات التي سيقضونها معكما.
- على الأبوين التأكيد لأطفالهما بأنهم ليسوا سبب الطلاق وأنّ هذا القرار نهائي لا يمكنهم فعل أي شيء لتغييره.
- التحلي بالصبر ، وتشجيع الأطفال على التكلم بصراحة، والإصغاء لهم وعدم مقاطعتهم حتى لا يجدوا صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم.
- اللجوء للطبيب النفسي، أو الأخصائي الاجتماعي ، أو أي شخص يثق به الطفل في حال شعر الوالدين بعدم ارتياح طفلهما بالحديث معهما.
- عدم مناقشة القرارات الحاسمة واللقاءات التي تتطلب وجود محام في وجود الأطفال.
- وضع إجراءات روتينية يتبعها كليكما مما يساعدهم على الشعور بالأمان.
- يجب أن تكون العلاقة بين الأبوين بعد الطلاق مبنية على الاحترام وأن لا يتحدث أحدهما عن الآخر بشكل سلبي أمام الأطفال.
- الحرص على التواصل بشكل مباشر ومشاركة الأمور المتعلقة بأطفالكما معاً.
- الترتيب مع الطرف الآخر غير الحاضن للطفل مواعيد الزيارة، وكيفية تغيير ترتيبات المعيشة، ومشاركة ذلك مع الأطفال لأن لديهم الحق في معرفة القرارات التي تم اتخاذها نيابةً عنهم.