طرق التعامل مع الأطفال في الحضانة
ما هي طرق التعامل مع الأطفال في الحضانة؟
هنالك العديد من الطّرق التي يمكن لمعلمي رياض الأطفال اتباعها لإدارة الفصل الدراسي على أكمل وجه، مع ملاحظة أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا من قبل جزءًا من بيئة مدرسية لذلك فإنهم سيحتاجون لإعداد من نقطة الصفر، وتعليمهم جميع المبادئ والقواعد السلوكية من خلال اتباع مجموعة من الطرق التعليمية، ومنها الآتي:
التواصل الجيد مع الأطفال
يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى رعاية وتواصل جيد ومشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة التي من شأنها أن تنمي لديهم مهارات جديدة في بيئة تعليمة مؤثرة وفاعلة، ولعلّ من أهمّ هذه المهارات هي القدرة على التّواصل مع الآخرين، فهو أمرٌ مهم بالنسبة لهم فمن خلال مهارات التواصل يصبحون قادرين على التعبير عن أنفسهم وعن احتياجاتهم.
فضلًا عن مهارات التواصل الجيد، ينبغي أن يتم تعزيز اللغة لديهم فهي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الطفل في عملية التواصل سواء مع المعلمة أو مع الأطفال الآخرين المتواجدين معه، وعليه ينبغي على المعلمة تشجيع الأطفال على التحدث والتّخلي عن الخجل كخطوة أولى، ومن ثم البدء بتعلم الحروف والأرقام.
وضع قواعد أساسية بسيطة للغرفة الدراسية
على الرغم من أنّ الأطفال في عمر الروضة ما زالوا غير قادرين على فهم كثير من الأوضاع المدرسيّة التي يعيشونها كل يوم إلا أنّه لا بأس أن تضع المعلمة بعض القواعد الأساسية التي يجب على الأطفال معرفتها ومن ثم تطبيقها كل يوم، فعلى سبيل المثال؛ كيفية الجلوس على الكرسي الخاص به، وكيفية طلب الإذن بالكلام.
يجب أن تتوقع المعلمة أن الأطفال لن يلتزموا من المرة الأولى بتلك القواعد والسلوكيات التي تحاول المعلمة جاهدة أن يلتزموا بها، ومع ذلك عليها مساعدتهم باستمرار على تطوير مهاراتهم السلوكية، ولا بأس من الشرح لهم في كل مرة لماذا عليهم الالتزام بهذه القواعد شيء فشيء سيتعودون عليها وتصبح جزءًا من عاداتهم اليومية.
استخدام الوسائل الممتعة المتنوعة
لا يزال الأطفال في رياض الأطفال لم يتقنوا القراءة أو الكتابة ولم يتعلموا الحروف، وعليه فإن أفضل وسيلة لتوصيل الأفكار والمعلومات لهم ستكون من خلال استخدام الوسائل التعليمية الصورية وبطاقات الأحرف والكلمات فهي وسيلة فعالة لمخاطبة عقولهم.
تنظيم جميع الأدوات في الغرفة الدراسية
غالبًا ما تسود غرف الدراسة بالنسبة للأطفال في رياض الأطفال الفوضى وعدم التّنظيم، ولعلّ من أهمّ الوسائل التي يمكن للمعلمة اتّباعها هو فصل منطقة الألعاب عن منطقة القراءة والمطالعة عن منطقة تناول الطعام، فهو أمر من شأنه أن يعوّد الأطفال على التعرّف على الأماكن والنشاط الذي يمكنه أن يمارسه فيها.
إعطاء الأطفال بعض المسؤوليات
طالما أن المعلمة بدأت بتعليم الأطفال بعض القواعد والإجراءات فقد حان الوقت ليتحملوا بعض المسؤوليات داخل حجرة الصف، ليتعلموا كيف تسير الأمور بالطريقة الصحيحة، على سبيل المثال؛ يجب أن يتعلم الأطفال كيف يحافظون على أشيائهم وأين يضعونها، وفي حالة احتاجوا إليها ينبغي أن يأتوا بها بأنفسهم وأن لا يعتمدوا على الآخرين في إحضارها لهم.
وعلى الرغم من أن هذه الأمور تبدو صغيرة وفي بعض الأحيان غير مهمةK إلا أنها في حقيقة الأمر سوف تكون الأساس في بناء شخصية الطفل بطريقة سليمة وصحيحة .
تشجيع إنجازات الأطفال الجيدة
لضمان نجاح مهمّة المعلمة والحصول على أفضل النتائج، يجب الحرص دائمًا على تشجيع الأطفال حتى وإن كان ما يقومون به شيء بسيط ولكنه سيصبح كبيرًا متى ما وجد الطفل بعضًا من عبارات المديح والإطراء التي تشجعه على تكرار الأمر، ولا بأس لو تم وضع نظام بسيط من المكافأة لكل عمل أو إنجاز يقوم به الأطفال.
توجيه الأطفال عند قيامهم بعمل سيئ
خلال تواجد الطفل داخل الروضة سوف يرتكب بعضًا من الأخطاء التي قد يدرك في حقيقة نفسه أنّها أعمال ليست جيدة وغير صحيحة، وقد لا يكون قد وصل إلى هذه المرحلة من التفكير العقلي الذي يميز بين الصواب والخطأ، وفي كلا الحالتين يجب على المعلمة تقديم المساعدة والعون له لكي يتعرف على الخيارات الصحيحة والجيدة.
كما ويجب أن يتعلم كيف يقوم بها بالطريقة الصحيحة، ولا بأس في إظهار بعضًا من الشدّة والحزم من جانب المعلمة أو اتباع أساليب العقاب ليدرك الطفل مدى خطئه فلا يعمد إلى القيام به مرة أخرى.
لذا فإنّه من المهم التّعامل مع الأطفال في الروضة بطريقة خاصة، لأنها مرحلة حرجة وكل شيء يحدث بها يؤثر في شخصية الطفل، ولابد من أن يكون الشخص الذي يتعامل مع الأطفال متدربًا على هذه القواعد.
كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين في الحضانة
قد تواجه المعلمة طفلًا عنيدًا حاد الطباع لا ينفذ ما يطلب منه ، وغالبًا ما يتمرد على أي أمر يقال له ويصرّ على التمسّك برأيه ولا يعير أية اهتمام لآراء الآخرين، مثل هؤلاء الأطفال مما لا شك فيه أنهم سوف يحتاجون إلى بذل مزيد من الجهد والمثابرة من أجل تقويم سلوكهم. وعليه هنالك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها في مواجهة هؤلاء الأطفال المتمرّدين ومنها:
الاستماع أكثر إلى الطفل
غالبًا ما يكون للطفل العنيد رأي خاص به ويصرّ عليه دون كللٍ أو ملل، وعليه فإنّه ينبغي أن تكون المعلمة قادرة ومستعدة للتواصل معه لسماع كل ما لديه من آراء ووجهات نظر، ومن ثم مناقشته فيها من أجل الوصول إلى إثبات أنها غير صائبة ويوجد ما هو أفضل منها له.
إنّ عدم الاستماع إلى الطفل العنيد من شأنه أن يخلق لديه الكثير من التحدي والإصرار على المضي قدمًا بما يراه هو الصحيح ويصر عليه، لذلك لا بد من الاستماع إليه وإبداء الاهتمام بما يقول ومحاولة تفنيده عبر تشتيت انتباهه أو إظهار ما هو أفضل له.
إعطاء الطفل أكثر من خيار
غالبا ما يمتلك الطفل العنيد عقلًا خاصًا به، وهو بالتالي يرفض فكرة تلقي الأوامر وإجباره عليها بأي شكل من الأشكال، ومتى ما كان الأمر هكذا فإنه ينبغي على المعلمة إعطاء هذا الطفل أكثر من خيار ليتولى بنفسه الاختيار، وبالتالي سوف تخفّ عنده حالة الغضب.
ينبغي أن تتوقع المعلمة أن النجاح لن يحالفها من المحاولة الأولى مع هذا النوع من الأطفال، وعليه لا بأس من المحاولة مرة ومرتين إلى أن يقرر هذا الطفل الاستجابة للغير ويتعلم كيف يسمع وينصت لما تقوله المعلمة في الروضة وما يقوله الوالدان في البيت.
على سبيل المثال إذا رفض الطفل العنيد تناول الطعام فينبغي عدم إجباره على الأمر ، وعوضًا عن ذلك لابد من معرفة سبب عدم رغبته بتناول الطعام، كأن يعاني من مرض معين، أو أنه لا يشعر بالجوع، وغيرها من الأسباب التي تمنعه عن الأكل.
المحافظة على الهدوء أثناء التعامل مع الطفل
من أهم أساسيات التعامل مع الطفل عصبي الطبع والمزاج أن يكون المقابل متمتعًا بهدوء وكياسة ورجاحة عقل لمواجهة الموقف، إذ إن استخدام الصوت العالي ونبرة التحدي لن تجلب إلا مزيدًا من الرفض والعنف اللفظي، وفي المحصّلة النهائية سيكون الفشل من نصيب الطرفين؛ الطفل والمعلمة.
لذلك على المعلمة التحلي بالصّبر والهدوء المطلوبين ويمكنها أن تتخذ بعض الأمور التي من شأنها أن تبقيها هادئة مثل قضاء بعض الوقت في التأمل أو ممارسة التدريبات الرياضية، أو حتى الاستماع إلى شيء تحبه وهذه الفعاليات جميعها من شأنها أن تولّد حالة من الصفاء الذهني والهدوء لديها.
وأخيرًا يجب التعامل مع الطفل العنيد بحذر شديد، والانتباه إلى كل خطوة معه ومحاولة فهم شخصيته، مع محاولة ضبط النفس من قِبل المسؤول عنه.