قراءة في كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي
قراءة في كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي
كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية بني أمية يعتبر من كتب السير الذاتية والتراجم والأعلام، والكتاب من تأليف منصور عبدالحكيم ويقع الكتاب في أربعمائة وثلاثة وأربعون صفحة، وحاول المؤلف في هذا الكتاب تقديم سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي بأسلوب مقاربات ومقارنات حيث كان يوضح أسباب ودوافع اعتباره سفاحاً طاغية ومع ذلك فهو يقدم شخصيته بشكل موضوعي بما لها وما عليها.
وفقاً للموضوعات والحقائق التاريخية الواردة بالكتاب فهو يعتبر من الكتب التي قدّمت السيرة الذاتية للحجاج بن يوسف الثقفي من خلال تتبع بدايات الحجاج وإنجازاته، من ثم عمل على الإحاطة بالظروف السياسية والتاريخية والاجتماعية التي أحاطت بالحجاج وأسهمت في صناعته.
فهو بهذا النهج عمل على تحليل عوامل ظهور هذه الشخصية التاريخية التي اتخذت من الحديد والنار نهجاً لإحكام القبضة على الحكم والرعية، وخلال ذلك لا يفوت المؤلف تقديم الحقائق التاريخية حول الإنجازات التي قام بها الحجاج التي تُعد أمراً بديهياً يُلازم أي عملية حكم ونفوذ
أهم موضوعات كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي
تطرق المؤلف في كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية بني أمية للعديد من الموضوعات حول شخصيته والسياق التاريخي الذي كان فيه، ومن أبرز هذه الموضوعات ما يلي:
الموضوع الأول: ثقيف بين الكذاب والمبير
تحدث المؤلف في هذا الباب حول قبيلة ثقيف وجذورها وقبيلة هوازن والأصول القديمة لكلا القبيلتين وفروعهما الحديثة، كما تطرق للحديث حول قبيلة ثقيف وتحالفها مع هوازن في قتال المسلمين بعد فتح مكة ، ومن ثم تطرق للحديث حول إسلام قبيلة هوازن وثقيف.
وتطرق للحديث حول أصول الحجاج بن يوسف الثقفي حيث أنه ينتسب لقبيلة ثقيف وهذه القبيلة تسكن مدينة الطائف وفي بداية الدعوة الإسلامية كانت هذه المدينة هي من المدن التي عادت الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وسُكّان مدينة الطائف هما قبيلتي هوازن وثقيف وهما من أكبر قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية.
الموضوع الثاني: قبيلة ثقيف وتحالفها مع هوازن في قتال المسلمين بعد فتح مكة "غزوة حُنين"
تحدث المؤلف في هذا الباب حول قبيلة ثقيف التي كانت أشد القبائل عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كانت آخر القبائل دخولاً في الإسلام وكان لفتح مكة في السنة 8هـ أثر كبير في تحريك ضغائن وعداوات العرب التي تنفس على قبيلة مضر وقريش خصوصاً ولذلك كانت بطون قيس عيلان في حالة عداء تقليدية مع بطون مضر.
لذلك ما فتح المسلمون مكة حتى اجتمعت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال وقررت محاربة المسلمين بدافع العداء للإسلام وعداء القبلية والعصبية، وعلى ذلك قرر القائد العام لتحالف مشركي هوازن وثقيف مالك بن عوف النصري أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد من حماس المشركين في القتال ويجعلهم يقاتلون حتى الموت وسار جيش التحالف حتى وصل إلى وادي أوطاس ليحارب المسلمين.
الموضوع الثالث: دخول قبيلة ثقيف وهوازن في الإسلام
يتحدث عن دخول قبيلة هوازن قبل ثقيف للإسلام وذلك بعد غزوة حنين حيث أقبل وفد هوازن مسالماً ومسلماً، وبعد غزوة الطائف وحصار ثقيف ظلت ثقيف على عنادها وشركها حتى غزوة تبوك ودخول عروة بن مسعود الثقفي في الإسلام، ومن ثم جاء للمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرر دخول الإسلام لدعوة قبيلته لدين التوحيد لكن الرسول حذره من قبيلته وقومه أنهم سيقتلوه.
لكنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مطاع في قومه وظن أنهم سيسمعوه فما أن دعاهم حتى رشقوه بالسهام ومات شهيداً رضي الله عنه، ثم أدركت قبيلة ثقيف أنهم لن يستطيعوا العيش في الحجاز وقد أسلمت جميع نواحيها فقرروا الإسلام وبذلك أسلموا.
الموضوع الرابع: إعادة تأسيس الدولة الأموية
وتحدث المؤلف في هذا الباب حول تأسيس الدولة الأموية من فرع أبو سفيان وحالة الدولة الأموية منذ الصعود للهبوط، وتطرق للحديث عن المرحلة الأولى للدولة الأموية، ومن ثم تطرق للحديث عن عبدالملك بن مروان وإعادة تأسيس الدولة باسترجاع البلاد التي كانت خاضعة للحكم الأموي.
الموضوع الخامس: ابن الزبير ثائراً وخليفة
تحدث المؤلف في هذا الباب حول الصحابة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه الذي ثار على الحكم الأموي الوراثي وتقلده لخلافة المسلمين بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ومبايعة المسلمين له وبذلك أصبح الخليفة الرسمي، ومن ثم تطرق للحديث عن خروج مروان بن الحكم وابنه على خلافة عبدالله بن الزبير.
الموضوع السادس: الحجاج بن يوسف الثقفي والخليفة ابن الزبير
تحدث في هذا الباب حول بداية ظهور الحجاج بن يوسف الثقفي قبل قتال عبدالله ابن الزبير في مكة، وكما تحدث حول حصار الحجاج الثقفي لعبدالله ابن الزبير في مكة وضربه للبيت الحرام بالمنجنيق وذلك لإلغاء أي خلافة أو ثورة تنافس الأمويين أو تؤثر على حكمهم.